تونس-مغرب نيوز
قال رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا محمود جبريل في تصريح لصحيفة الوطن المصريَّة إنَ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى مفكر سياسي مُحنَّك قبل أن يكون رئيس حزب،و هو قارئ جيد للمشهد و يعلم أن هناك الآن شبه انعدام لشعبية تيار الإسلام السياسي فى الشارع الليبي وفق استطلاعات الرأى العام كما أصبح هناك تحول فى نظرة المجتمع الدولي لتيار الإسلام السياسي، خصوصاً بعد وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
و أضاف أنه بتقدم المشير خليفة حفتر عسكرياً من الشرق إلى الغرب بسبب التخلخل الموجود داخل تيارات الإسلام السياسى فيما بينها، رأى الغنوشى أن عملية أن “تنحني حتى تمرَّ العاصفة” أسلم الطرق للمحافظة على هذا التيار، لأن هذا التيار لو استمر فى ممارساته الإقصائية و المغالبة و هكذا، فإنَّ الأمور ستكون ضِدَّه،و لهذا رأى أنه من الأفضل أن يحاول إقناع تيار الإسلام السياسي الليبي بوجهة نظره و هي أن تكون جزءاً من التوافق أفضل من أن تكون خارج المعادلة بالكامل.
و أشار جبريل إلى أنَّ تيار الإسلام السياسي فى ليبيا كان يسمع كثيراً و يتأثر كثيراً بحركة الإخوان فى مصر، و لمّا ضُربت “الإخوان” فى مصر اتجه الإخوان فى ليبيا إلى المغرب العربي أي تونس و المغرب. و هناك فارق بين النموذجين، النموذج المصرى نموذج إقصائي يعتمد العنف من التنظيم السري، أما النموذج المغاربي، سواء في تونس أو المغرب، فكان متأثراً بالتجربة الفرانكفونية الديمقراطية، و هو نموذج يستوعب الآخر بينما المصري يُقصي الآخر. النموذج الليبى كان متأثراً بالنموذج المصرى، كان امتداداً له، حتى إن الذي أسس حركة الإخوان فى ليبيا كان مدرساً مصرياً عام 1949.
و إعتبر جبريل أنَّ القصد من تحرُّك الغنوشي من أجل إيجاد حَلٍّ للأزمة الليبية في ظاهره العام، و قد يكون جزءٌ منه حقيقة، يريد توافقا داخل ليبيا لأن استقرار ليبيا يؤثر على استقرار تونس، و لكن جزءاً آخر و أصيلاً من دوافعه، هو المحافظة على تيار الإسلام السياسي ليكون جزءاً من التوافق أفضل من أن يكون خارج المعادلة.