ذكرى رحيل المناضل عادل العرفاوي

تحل اليوم الذكرى الحادية عشر لرحيل المناضل والصديق عادل العرفاوي, عادل العرفاوي مناضل غادرنا في سن مبكرة، عادل العرفاوي صديق ورفيق شهد له الجميع بإنخراطه وإنحيازه الكلي لحقوق الإنسان، حيث دافع عن الضحايا بدون تمييز هدفه مناصرة الحق والعدل وقيم الحرية والعدالة، عادل العرفاوي انحاز للفقراء والمضطهدين وعرّف بقضايا الضعفاء ودافع عن القيم النبيلة .

عرفتُ عادل العرفاوي في الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في فترة من أصعب مراحل تاريخ الرابطة، ومناضلات ومناضلي الرابطة يعرفون جيدا ما قدمه عادل العرفاوي (تقارير حول السجون، حول حرية الإعلام، دليل العمل الداخلي…) ستة سنوات قضاها في الهيئة المديرة، ستة سنوات من العطاء الغير محدود، وكل أسبوع (يوم الإربعاء)، وبعد كل اجتماع للهيئة المديرة كان يقضي ما تبقى من ساعات الليل في إنتظار الساعات الأولى من الصباح بمحطات سيارات الأجرة حتى يتسنى له الإلتحاق بالمعهد الثانوي بجندوبة قبل الساعة الثامنة صباحا تجنبا لأي إشكال إداري.

عرفتُ عادل العرفاوي مساندا ومنحازا للحركات الاجتماعية ومنخرطا فيها (قضية البترول الأزرق، إضراب جوع عمال إكاب، إعتصام عاملات هوتريفة، كوفرتكس، فانتازيا،…) حيث كان القاعدة الخلفية لتنظيم الدعم الإعلامي وصياغة التقارير للمنظمات الدولية والصحافة العالمية.

عرفت عادل العرفاوي المنفتح على كل المبادرات، بدون خلفيات وحسابات سياسية، عطاؤه في إطار المجلس الوطني للحريات، كما عرفته في لجنة مساندة إضراب جوع 18 أكتوبر حيث كان يلتحق بعمل اللجنة يوميا بعد مغادرته قاعة الدرس ليواكب ويشرف على عمل لجنة المساندة، وللنظر في كل التفاصيل الجهوية والخارجية. في الذكرى الحادية عشر لرحيل الرفيق والصديق عادل العرفاوي الإنسان بما تتضمنه الكلمة من قيم نبيلة وشجاعة نادرة لا يسعني إلا أن أكرر وأقول إن المناضلين لا يموتون أبدا.

عبد الرحمان الهذيلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *