مغرب نيوز : ريم حمودة
رغم ان حركة النهضة تعد الحزب الثاني في البلاد بعد الحزب الحاكم ان لم تكن الحزب الاول الا انه منذ فترة هناك جدل كبير حول العلاقات الخارجية لراشد الغنوشي في تونس، الذي يستقبل بمقر حزبه بالعاصمة، كبار الشخصيات من وزراء ونواب برلمانيين لدول أجنبية تزور تونس كما يقوم بزيارات ، لعدد من العواصم خاصة مثل قطر فرنسا و تركيا و السعودية و المانيا و زيارته الاخيرة لايطاليا ، ويحظى في كل مرة باستقبال رسمي من أعلى مستوى.وهو ما أثار ردود فعل رافضة، معتبرين أن الغنوشي، بصدد القيام بدبلوماسية موازية للخارجية التونسية، وأن ما يأتيه يعد تدخلا في شؤون إدارة الدولة لا سيما وان الديبلوماسية الخارجية في تونس لها تقاليدها و اجهزتها الخاصة .
تصريحات اعلامية رافضة للديبلوماسة الموازية التي يقوم بها الغنوشي .
ما يقوم به الغنوشي يهدّد الأمن القومي في تونس
فقد قال الاعلامي نصر الدين بن حديد إن “غياب دولة وعدم القدرة على تشكيل مشروع حكم قادر على توحيد القرار السياسي، فتح الباب أمام الفاعلين السياسيين كلّ بحسب حجمه لإقامة علاقات مباشرة وعلنية مع السفارات القائمة أو الدول ذات المصالح المباشرة في تونس.
و إن تحركات راشد الغنوشي، وإن جاءت شكلا بإذن من الباجي وبمعرفته، تهدف إلى الترويج للنهضة وتحسين صورتها وكذلك تطبيع علاقاتها مع العديد من الدول، وأيضاً التأكيد على دور النهضة المحوري في الحفاظ على مصالح الدول التي يزورها
وأن ما يقوم به الغنوشي يهدّد الأمن القومي في تونس، ويرفع من منسوب التدخل الأجنبي، ممّا يستبيح البلاد، وفق تعبيره.
الغنوشي دولة داخل الدولة
كما قال برهان بسيس انه في ظل غياب الاحزاب المهيكلة في تونس وجدت حركة النهضة نفسها دون منافس مضيفا ان راشد الغنوشي صنع لنفسه الهيكلة و العلاقات التي جعلت منه ” دولة داخل الدولة “.
الغنوشي اتهامه بأنه يقوم بدبلوماسية موازية
من جهته، يرفض الغنوشي اتهامه بأنه يقوم بدبلوماسية موازية، ويقول إن نشاطه الخارجي يتأطر ضمن ما يعتبر بـ “الدبلوماسية الشعبية”، وذلك “للتعريف بالتجربة التونسية ودعم مجهود الدولة في إنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار المزمع عقده بتونس نهاية شهر نوفمبر القادم”.
الديبلوماسية الحزبية وهي نوع من الديبلوماسية الموازية التي لا تتعارض مع الديبلوماسية التقليدية
و لعل هذا الموقف له عدة مساندين اكادميين كاستاذ القانون الدولي توفيق بو عشبة الذي “ان ما يقوم به راشد الغنوشي من تحركات ولقاءات لدى دول اخرى انما يندرج ضمن الديبلوماسية الحزبية وهي نوع من الديبلوماسية الموازية التي لا تتعارض مع الديبلوماسية التقليدية حيث تقودها بصورة اساسية اما رئيسالدولة او رئيس الحكومة او وزير الشؤون الخارجية.”
ديبلوماسية انقاذ
واضاف بوعشبة “لا اعتقد ان ما تقوم به حركة النهضة هو ديبلوماسية انقاذ بقدر ما هي ديبلوماسية مساعدة واسناد لتذليل بعض الصعوبات او الحصول على بعض النتائج التي قد يصعب على ديبلوماسية الدولة تحقيقها ومن المهم ان تنسق الديبلوماسية الحزبية مع الدولة وان لا تخوض في مسائل دون الاستشارة المسبقة مع رئاسة الدولة حتى تكون ديبلوماسية منسجمة ازاء الخارج لان خروج الديبلوماسية الحزبية عن مقتضيات ديبلوماسية الدولة وسياساتها يؤدي بالإضرار بالمصلحة الوطنية لذا ومن الواجب مباشرة الديبلوماسية الحزبية من قبل الاحزاب الكبرى وليس لأي حزب وذلك بتبصر وحكمة وبحس سياسي وطني عميق.”
النهضة لا تشتغل لحسابها الخاص
من جهته اعتبر المحلل السياسي البحري العرفاوي ان «حركة النهضة التي كان رئيسها حرصا أيما حرص على تحقيق التوافق بينالفرقاء السياسيين وكان حريصا أيضا على مشاركة حركته في حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات أكتوبر 2014 تُثبتُ باستمرار التزامها بممارسة دور إيجابي باتجاه دعم شروط الاستقرار للخروج من الأزمة الاقتصادية وتجاوز التهديدات الأمنية.
كما ان الغنوشي يستثمر علاقاته الخارجية الواسعة ويمارس ما أطلق عليه بـ»الدبلوماسية الشعبية» أي دبلوماسية الإسناد الشعبي لتعزيز المجهود الحكومي في مد جسور التواصل مع الدول الصديقة والشقيقة وخاصة مع دول الجوار وأهم الدول الكبرى ولعله يحظى بِصدقية كبيرة لدى قادة تلك الدول أو لعله يمثل «ضمانة» لتفاهمات و»تعهدات» لا تُتداولُ عادة في الإعلام.»
و اضاف لا أعتقد بأن النهضة تمارس دبلوماسية «موازية» ولا أظنها تشتغل للحساب الخاص وهي تعلم أنفي نجاح التجربة التونسية نجاحا لها كحركة وكفكرة وكمشروع قادر على الإسهام مع شركاء الوطن في خدمة تونس وأهلها وفي تقديم ترجمة عملية لفكرة التوافق بين الفرقاء السياسيين فزعيم حركة النهضة وبحكم إقامته القسرية لعقدين كاملين بالمهجر استطاع ربط شبكة علاقات يحظى فيها بثقة كثير من قادة العالم وهو يُعتبر صاحب فكر معتدل ومنتصر للحريات ولحقوق الإنسان وللتجديد الديني وهذا ما يساعده اليوم في ممارسة شكل من أشكال الدبلوماسية المعاضدة لدبلوماسية الدولة لا تتعارض معها ولا تسد عليها مسالك ولا داعي للتوجس منها فتونس اليوم محتاجة فعلا إلى أن يتحول كل مواطن فيها إلى دبلوماسي سواء خاطب الآخرين أو تعامل معهم أو قدم للعالم صورة إيجابية عن المواطن المتوازن المتمدن المنسجم مع ملامح عصره.».
رغم المساعي التي تقوم بها حركة النهضة داخليا و خارجية و مهما اختلفت التسميات موازية او شعبية فان المصلحة الخاصة للحركة مضمونه في اطار ترويج صورتها و اشعاعها الخاري لمزيد تمكزها داخليا و خارجيا عبر فتح قنوات خارجية لتقوية مواقفها و مساندها عند الضرورة لتكون هذه الديبلوماسية نوع من التحصين و الاسناد خاصة و ان هناك جانب كبير من المحللين السياسيين يتحدثون عن امكانية ترشح راشد الغنوشي للرئاسة .