دور الاعلام التقليدي والحديث في نشر قيم الاعتدال والوقاية من التشدد والارهاب .. بقلم الاستاذ كمال بن يونس

خبير دولي في الاعلام والدراسات الاستراتيجية

تقدر مراكز دراسات عربية ودولية عديدة ـ بينها مؤسسات أممية ـ أن الشباب العرب عامة والتونسيين وابناء الدول المغاربية خاصة يحتلون المرتبة الأولى بين “المتشددين دينيا “الذين انضموا إلى التنظيمات المسلحة والجماعات الارهابية في بؤر التوتر في افغانستان والقوقاز ثم في ليبيا وسوريا والعراق او تورطوا في العمليات الإرهابية .

وفي أغلب الحالات كانت المرجعيات التراثية والعقائدية الدينية ابرز ايديولوجيا يبرر بها نشطاء تلك التنظيمات مواقفهم المتشددة وعملياتهم الارهابية.

واتضح أن وسائل الاعلام التقليدية والاجتماعية والالكترونية اصبحت المتهم الرئيسي بالتسبب في انتشار التشدد والتطرف والإرهاب بين قطاع عريض من أبناء الجيل الجديد.

وأصبحت الإشكالية الكبرى عند صناع القرار في البلدان العربية المغاربية : ما هي الاستراتيجية الإعلامية التي ينبغي اعتمادها حتى تساهم وسائل الاعلام في الوقاية من الغلو والتطرف ثم في محاربة ظاهرة الإرهاب ؟

وبالرغم من صعوبة تقديم إحصائيات دقيقة حول عدد هؤلاء الشباب الذين التحقوا بالجماعات ” الأصولية المسلحة ” والحركات “السلفية الجهادية” ، فإن خبراء امنيين يقدرون عدد المورطين مع تنظيمات داعش ومثيلاتها بما لا يقل عن 13 آلفا وهو عدد مرتفع نسبيا في بلد لا يتجاوز عدد مواطنيه ال12 مليون نسمة .

يعتبر عدد من الجامعيين والخبراء في العلوم الإنسانية ـ مثل عالم الاجتماع ووزير الثقافة السابق المهدي مبروك ـ أنه لا يمكن لوسائل الاعلام العربية أن تنجح في كسب رهان وقاية الشباب من التطرف ثم التحكم في ورقة الحرب على الارهاب دون فهم الاسباب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية العميقة لهذه الظاهرة الخطيرة .

ويعتبر الاعلامي والباحث الاجتماعي خالد حداد أن فشل المؤسسات الاعلامية العربية التقليدية في وقاية الشباب من التطرف والارهاب مرتبط بعوامل كثيرة من بينها انتشار مشاعر الاحباط و السلوكيات ” اليائسة ” وردود العنيفة منذ عقود .

ويستدل عالم الاجتماع محمد الجويلي على نفس الفكرة بما وصفه عجز وسائل الاعلام منذ عقود عن اقناع شباب الدول المغاربية والعربية المطلة على البحر الابيض المتوسط عن الفرار من الفقر والبطالة في بلدانهم الى ” جنة وهمية ” يتوقعونها في اوربا عبر “قوارب الموت ” التي تلتهم منذ عشرين عاما عشرات الالاف من اترابهم .

ويستدل هؤلاء بالدراسات الاجتماعية والنفسية التي أجرتها مؤسسات جامعية وأخرى مستقلة خلال العقدين الماضيين وسجلت انتشار السلوكيات العنيفة في صفوف الشباب والمراهقين بما في ذلك المدارس والجامعات حيث انتشر الشذوذ الجنسي وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والخمر بنسب تراوحت بين 30 و50 بالمائة من عدد الطلاب في بعض المؤسسات التربوية .

خيارات احلاها مر

واعتبرت الاعلامية الشابة سمر ميلاد ، 23 عاما ، أن وسائل الاعلام التقليدية اخفقت في احتواء معضلات التطرف والارهاب بسبب عجزها عن تفسير العلاقة بينهما وبين الإخفاق في الدراسة مع ما يعنيه الانقطاع المبكر عن التعليم من تراجع فرص الاندماج في المجتمع .

تعمقت الهوة بين الشباب ووسائل الاعلام التقليدية فكانت الحصيلة اندفاع قطاع عريض منهم نحو اشكال مختلفة من الغلو التطرف والعنف والجريمة المنظمة والارهاب، عاى حد تعبير الطبيب النفساني فتحي التوزري.

وافي المجتمع دفع نسبة كبيرة من زملائها في جامعتها نحو “خيارات أحلاها مر” روجت لها وسائل الاعلام الاجتماعي والمواقع الالكترونية : الانضمام إلى إحدى التيارات اليسارية المتطرفة أو إلى مجموعات المتشددين دينيا أو الوقوع في فخ “المافيات التي تبيع الأوهام للشباب” ونجحت في ترحيل عشرات الالاف لترحيله الى أوربا بطرق غير شرعية أو نحو تركيا تمهيدا لتسللهم إلى ” أراضي داعش ” ، موطن ما سموه “خلافة جديدة او دولة إسلامية “.

ولعبت المواقع الالكترونية والمواقع الاجتماعية الخارجية عن سيطرة الحكومات والمرجعيات الاسلامية المعتدلة والعلماء المستنيرين في اغواء جيل من الشباب . واستفحل الامر بعد ان اصبحت تنظيمات مثل القاعدة وداعش و تروج لزوارها ان رواتب شهرية بآلاف الدولارات مع منحة لا تقل عن 20 ألفا دولار للعائلة في صورة الاستشهاد “.

الاعلام ..والشريعة الإسلامية

في نفس السياق تحمل الناشطة الحقوقية خديجة العرفاوي النظام التربوي والخطاب الديني الذي يروج للفكر المتشدد في الجوامع وووسائل الاعلام مسؤولية توريط مزيد من شباب تونس والمنطقة في المجموعات “التكفيرية والمتطرفة ” التي ترشحه للهجرة من ” دار الكفر إلى دار الإسلام “.

وحسب أنصار هذا الفكر ودعاياتهم عبر المواقع الاجتماعية والاعلام الالكتروني تعتبر تونس وغالبية الدول العربية والاسلامية التي لا تطبق الشريعة الإسلامية “معادية للاسلام وأرض جهاد” ينبغي هجرتها نحو ” أرض الدولة الإسلامية في الشام والعراق ” .

ويؤكد الباحث في فكر الجماعات السلفية سامي ابراهم على دور وسائل الإعلام التونسية التي تروج منذ ثورة الاطاحة بحكم الرئيس بن علي في 2011 لمقولات متشددة عن الإسلام والجهاد والشريعة الإسلامية .

وتتحمل المواقع الاجتماعية مسؤولية أكبر في تونس حيث يتجاوز عدد المنخطرين في المواقع الاجتماعية والالكترونية ال80 بالمائة من الشباب حسب بعض الدراسات التي اعدتها مؤسسات جامعية مختصة مثل مركز سيريس للدراسات الاقتصادية والاجتماعية .

الاعلام والترويج لمفاهيم غير واقعية عن الجهاد

في نفس التوجه نبهت جمعيات مختصة في رصد توجهات وسائل الاعلام العربية بعد الثورة أن من بين اسباب انتشار التشدد الديني بين الشباب ورحيل قسم منهم نحو بؤر التوتر، ترويج بعض اللوبيات في وسائل الاعلام مقولات ” الزعماء السلفيين المتشددين ” و” قيادات حزب التحرير الاسلامي ” الموالي لمدرسة تقي الدين النهاني السلفية المتشددة في المشرق العربي .

وقد روج رضا بالحاج رئيس المكتب الاعلامي في “حزب التحرير الاسلامي” في تونس سابقا ورفاقه ، في صفوف وسائل الاعلام التونسية والمغاربية وفي المواقع الاجتماعية فتاوي عن” واجب نصرة الدولة السنية في بلاد الشام والعراق ومجاهديها “.

وروج هؤلاء في المواقع الاجتماعية وخلال بروزهم في وسائل الاعلام التقليدية أحاديث ينسبونها إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام تبشر المسلمين بكون “الإنقاذ ” سيتحقق يوما للمسلمين الذين سينقسمون ويضعفون عبر “دولة إسلامية جديدة تبرز في الشام والعراق .”(؟؟)

الاعلام المعادي للقومية

في المقابل يعتقد الاعلامي القومي العربي الجمعي القاسمي ان وسائل الاعلام التونسية والمغاربية وبعض الفضائيات روجت للإرهاب بين الشباب محاربتها لمن يسميها الانظمة الوطنية والقومية العربية ، بما فيها النظام السوري ، تحت فتاوى من نوع واجب ” قتال المشركين والنصيريين والعلويين والشيعة والكفار…” .

وقد استفاد هؤلاء ” المقاتلون” من كون بعض المواطنين العرب ، بينها التونسيون لا يطالبون منذ 60 عاما ب”تأشيرة دخول” إلى ليبيا وسوريا وتركيا .

وتقدر وزارة الخارجية التونسية عدد السياح التونسيين الذين يزورون تركيا سنويا منذ عقود بحوالي مائة ألف أغلبهم من بين ” تجار الشنطة ” والأزواج الجدد …لذلك كانت وسائل الاعلام عاجزة عن ممارسة ضغوطات حقيقية على السلطات الامنية لوقف نزيف تسلل الاف الشبان الى بؤر التوتر في بلاد الشام والعراق بعد رحلات سياحية قانونية نحو المطارات التركية واللبنانية والاردنية والليبية .

لكن ضغوطات وسائل الاعلام في البلدان المغاربية ، وبينها تونس ، ساهمت في نفس الوقت في محاصرة هجرة الشباب نحو بؤر التوتر والارهاب حسب وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي .

فقد أسفر ترفيع مستوى التنسيق الأمني والسياسي بين تركيا وتونس مثلا في تخفيف نسبة التونسيين الذين يهاجرون نحو سوريا عبر أراضيها التي يدخلونها بصفة قانونية لأغراض سياحية .

كما أكدت وزارة الداخلية التونسية أن الشباب دون 30 عاما أصبح يمنع من السفر إلى عدد من الدول بينها تركيا وليبيا والعراق دون ترخيص كتابي من الاب .

وقد تسبب هذا الإجراء في تخفيض نسبة السياح الشباب نحو تركيا، لكنه قلص كذلك نسبة المرشحين والمرشحات للانضمام الى المجموعات المسلحة والإرهابية في سوريا والعراق وليبيا.

الحريات دون دولة قوية

من جهة أخرى يعتبر بعض الإعلاميين والباحثين أن من بين أسباب انتشار التشدد في بلد ” علماني” مثل تونس استثمر طوال 60 عاما اكثر من ثلث ميزانيته في التربية والتعليم ” ضعف الدولة المركزية ” منذ انهيار حكم الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في يناير 2011 .

كما ينتقد هؤلاء قرارات الغاء وزارة الاعلام والمؤسسات المماثلة دون إحداث مؤسسات بديلة عنها تضمن حدا أدنى من التوازن بين الحقوق والواجبات و ” الرقابة المقبولة “.

في هذا السياق يسجل هيكل بن محفوظ أستاذ القانون الدولي العام ورئيس لجنة الأمن الإقليمي في المؤسسة العربية والافريقية للدراسات ابن رشد أن ” من بين أبرز غلطات حكومات ما بعد الثورة أنها اختزلت التغيير والاصلاحات في خطوات اجرائية مثل تنظيم الانتخابات دون أن تنجح في بناء مؤسسات بديلة عن مؤسسات النظام السابق”.

وقد استفادت من هذا المناخ العام ، في نظر المدير العام السابق للأمن العسكري في تونس الجنرال محمد المؤدب ، الأطراف التي تحرص على ” اضعاف الدولة الوطنية وبينها عصابات التهريب والارهاب “.

الاعلام وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان

منذ انهيار المعسكر الاشتراكي وسقوط جدار برلين في موفى 1989 دخل العالم عموما والمنطقة الأورو متوسطية والدول العربية الإسلامية خصوصا في مسلسل من الحروب العالمية بالوكالة تمهيدا لبناء نظام عالمي جديد يواكب التغييرات في موازين القوى الدولية بعد عقود عن الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي الذي أفرزته والذي كرسته تشكيلة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكثير من المؤسسات الأممية والعالمية.

وتطورت وظائف وسائل الاعلام بسرعة فائقة منذ ذلك الوقت من ” مرآة “للواقع عبر نشر الخبر بمختلف الاشكال الصحفية ( البرقية الإخبارية ، الروبرتاج ، الأحاديث الصحفية ، الحوارات ، التحقيق ، الاعمال الاستقصائية …) إلى ” وسيلة ” توظف من قبل مختلف اللوبيات السياسية والمالية والأيديولوجية لتبرير العنف والحروب والإرهاب سواء كان المعنيون به أفرادا أو مجموعات منظمة أو دولا .

بعبارة أخرى تطور دور وسائل الإعلام من نشر الحقائق والتعريف بالرأي والرأي الآخر وتكريس التعدد والتنوع الثقافي والسياسي إلى الدعاية الأيديولوجية / العقائدية المذهبية / الطائفية والعرقية / السياسيوية والحزبية / …أي تكريس ” التشويه ” وما عرف ب” التشوه الأيديولوجي”..

يعرف عالم الاجتماع المجري الأصل ومؤسس علم اجتماع المعرفة كارل مانهايم ( 1893/1947 ) ما أسماه بـ”التشوه الأيديولوجي” والوعي الزائف، أي التفسير غير الصادق الذي يضعه شخص ما للوقائع والاحداث ثم ترويجها.

وتكتسي خطورة ” التشويه الأيديولوجي ” عندما توظف فيه وسائل الاعلام في الترويج للقراءات الاقصائية للآخر والنرجسية الاستئصالية والمركزية المنحازة بما يفتح الباب أمام توظيف خطير من قبل محترفي العنف السياسي والمواقف الاقصائية والعنصرية ، أفرادا وجماعات ودولا ، للمعتقدات الدينية والمرجعيات الثقافية والفلسفية والثوابت الاجتماعية التي يفترض أنها توحد أكثر مما تفرق ، تساعد في نشر الأمن والسلام أكثر من تبريرها للصراعات المدمرة ذات الصبغة العقائدية والأيديولوجية أوالطائفية حينا والسياسية الاقتصادية الجيو استراتيجية حينا آخر.

وقد فرّق كارل مانهايم بين نمطين من الأيديولوجيا، هما:

الأيديولوجيا الخاصة التي تتعلق بمفهوم الأفراد وتبريراتهم للمواقف التي تهدد مصالحهم الخاصة؛

الأيديولوجيا الكلية التي تتعلق بالتفكير السائد داخل الطبقة أو الحقبة التاريخية، كما هو الحال لنمط التفكير السائد لدى البرجوازية أو الطبقة العاملة)

فإذا أخذنا بتصور مانهايم هذا لمفهوم الأيديولوجيا، نستطيع أن نميز في أي مجتمع محلي أو دولي بين أيديولوجيتين:

أيديولوجيا الجماعات الحاكمة التي تريد فرض تصوراتها وأفكارها على بقية أفراد المجتمع، وتبرير الأوضاع الراهنة والدفاع عنها.

أيديولوجيا الجماعات الخاضعة، التي تحاول تغيير هذه الأوضاع لصالحها وإحداث تغيرات في بناء القوة القائم

وبعد سبعين عاما عن وفاة مؤسس علم الاجتماع المعرفي تعقد الصراع من مجرد صراع بين الطبقات الى صراعات أخطر محليا ودوليا . وفي كل الحالات تضاعف دور الاعلام من مجرد ” سلطة رابعة ” إلى ” سلطة أولى ” توظف الأقمار الصناعية والثورة التكنولوجية والرقمية في صراعات لوبيات المصالح وزعماء الأفكار والعقائد المتناقضة في مجتمعات لديها مرجعيات دينية وثقافية مختلفة وفسفيسائية بالرغم من انتماء حوالي نصف البشرية إلى ديانات تنتسب إلى النبي إبراهيم عليه السلام وأبنائه وأحفاده .

II . من ” التشوه الايديولوجي ” إلى مسار نشر ثقافة التعدد و” الحوار بين الثقافات والأديان “

رغم تورط وسائل الاعلام التقليدية والحديثة في وظيفة الدعاية والدعاية المضادة منذ انهيار جدار برلين وتفجير مسلسل الحروب في الخليج وفلسطين ولبنان من جهة وفي أفغانستان والشيشان ويوغسلافيا السابقة من جهة ثانية تتعاقب جهود دفع العالم ومثقفيه ووسائل اعلامه نحو مسارات جديدة من حوار معتنقي مختلف الأفكار والأديان والمنتمين إلى مختلف الثقافات والحضارات .

وليس هذا مجال تعداد المبادرات الإيجابية التي صدرت في هذا الاتجاه من رموز فكرية وسياسية وثقافية وإعلامية من ديانات ومنظومات فكرية ودول عديدة ، من بينها مؤسسات ومؤتمرات عالمية بالجملة لتشجيع انهاء سوء التفاهم to end misunderstanding in a relationship برزت في الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوربية والعربية والإسلامية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 والاعلان عن مسلسل الاستراتيجيات والمخططات العالمية والوطنية لمكافحة العنف والتطرف والإرهاب ..

لكن هل نجحت وسائل الاعلام في إنجاح هذا المسار الداعم لسيناريو الحوار والتعدد والتنوع والتعايش أم حصل العكس فوقع توريطه ليصبح وقودا لإذكاء الفتن النائمة وبينها فتن الحروب والصراعات الدينية والطائفية والعرقية …؟

للأسف تكشف الدراسات العلمية المضمونية والتقييمات الإحصائية تضاعف تأثير خطاب الاقصاء وتراجع خطاب الادماج والتسامح والتنوع والتعدد في وسائل الاعلام التقليدية والحديثة في دول الشمال والجنوب رغم مبادرات عالمية من حجم مبادرة رئيس الحكومة الاسباني الأسبق ثاباتيرو ومؤتمرات اليونسكو والأمم المتحدة منذ قمة الالفية بمشاركة رموز من المفكرين المناصرين لحوار الثقافات والحضارات مثل الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي فضلا عن مؤتمرات الحوار بين الأديان والمذاهب التي يرعاها الفاتيكان في إيطاليا وخارجها أوتلك التي تنظمها هيئات علمية ومنظمات غير حكومية أو الجامعات الاوربية والأمريكية والاسيوية والعربية والإسلامية والمسيحية واليهودية .

وأشير مثلا إلى واحد من تلك المؤتمرات التي عقدت في عاصمة التعدد الثقافي والديني والطائفي في الوطني العربي بيروت قبل أشهر أعني المؤتمر الدولي عنوان “الاعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار

“. وقد ترأس الجلسة الثانية في المؤتمر بعنوان “دور الاعلام في تعزيز دور الأديان” رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر وأدارها الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية فريد أيار، وتحدث فيها مدير وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” محمد خدادي، والمدير العام ل “نور سات وتيلي لوميار” جاك مطر.

وقد تحدث المطران مطر عن دور وسائل الاعلام الحديثة في دعم ثقافة التعدد والتسامح واعتبر أن من بين أولويات المؤسسات العلمية المسيحية العالمية وفي لبنان توظيف وسائل الاعلام لتوسيع المؤمنين بالتنوع والتعدد حتى تكون فعلا أداة “تواصل بين الناس” والاستفادة من تنوع الثقافات والحضارات والشعوب والمساهمة في بروز “عالم إنسانيٍ جدير بتطلعات البشر نحو سحر الحياة ونحو السلام الخلاق الذي تريده السماء هدية منها ومكافأة للساعين إليه والعاملين من أجله في كل الأرض”.

وقد أشار المطران اللبناني بولس مطر تابع: “لذلك يكرس قداسة البابا فرنسيس في رسالتيه الأخيرتين لعام 2015 وللعام 2016 دورين أساسيين للإعلام وللإعلاميين في العالم، وهما على التوالي: نقل الخبر الصحيح والمجرد عن التضليل والهوى، وهذا أمر بديهي لكل مؤمن بالأخلاقية الإعلامية، ومن ثم العمل المشترك أو الاشتراك في العمل من أجل بناء السلام وحضارة الإنسان والإنسانية. “

من خلال هذه الرسائل البابوية ومثلها من رسائل السلام الصادرة عن علماء واعلاميين يؤمنون بالتعدد والاعتدال والتسامح من يهود ومسيحيين ومسلمين يجب أن نميز بين أمرين :

اعلام الحرب أي الإعلام الذي يوظف ” أيديولوجية تشويهية ” لتبرير الحقد والعنف اللفظي والحرب والاستعمار والاستغلال والتسلط

اعلام السلام أي الإعلام الذي يشجع على نشر الحقائق واصظلاع الإعلاميين بمهمتهم المركزية أي الإخبار ودعم التنمية الشاملة والبناء والإصلاح واستشراف مستقبل افضل للبشرية تحت ألوية الوفاق والتوافق والسلام.

إذن يوجد إعلامان اليوم في العالم : إعلام العداوة والاقصاء وتبرير العنف والإرهاب بمختلف أشكالهما، وإعلام السلام والأخوة والتضامن في البناء ونشر قيم الحوار مع الآخر وتكريس تقاطع المصالح والقواسم المشتركة بين الشعوب والدول واتباع مختلف الثقافات والأديان …ضمن حضارة إنسانية جديدة واحدة كرستها العولمة والثورات الإعلامية والمعلوماتية التي وسعت جيش الإعلاميين في العالم من بضعة ملايين الى مليارات من المواطنات والمواطنين من كل الاعمار غالبيتهم من الشباب والأطفال الذين صنعت الشبكة العالمية للمعلومات ، الانترنيت ، والمواقع الاجتماعية ،من كل منهم ” صحفي مواطن ” أو ” مواطن صحفي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı