اخر محاولات فض الاشتباك داخل حركة نداء تونس مبادرتان الاولى عنوانها «انقاذ النداء» ويتزعمها فوزي اللومي و الثانية دعوة الى مؤتمر يُنتج قيادة جديدة دعت اليه سلمى اللومي .
لا يخرج حزب حركة نداء تونس من ازمة الا ليقع في اخرى ,ولا يُفض اشكال بين قياداته الا ليندلع اخر ,فمن تشكيل القائمات الانتخابية في نهاية سنة 2014 الى قادة الحزب الى ترؤس الكتلة البرلمانية الى تحديد من يكون على رأس الهيئة السياسية .. محطات اضعفت حزب النداء ارتباطا بانها افرزت بتعاقبها استقالات وتجميدا للعضوية وسلسلة صراعات لا تنتهي .
تعيين الشاهد
اخر حلقة في سلسلة الصراعات في الحزب كانت بتعيين يوسف الشاهد رئيسا للهيئة السياسية يوم 18 سبتمبر 2016 من قبل عدد من القيادات تزعمهم المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي .. هذا الاجراء ردّت عليه قيادات اخرى بقرار يقضي بحذف منصب المدير التنفيذي من هيكلة الحزب .
الايام البرلمانية
هذه القرارات اثّرت على كتلة الحزب وعلى ايامه البرلمانية التي عقدها يومي 24 و 25 سبتمبر 2016 وانتقلت عدوى الصراع الى الكتلة خاصة اثناء انتخاب رئيسها حيث عادت جزئيات الخلاف داخل الحزب لتطفو على ملامح الكتلة التي انقسمت بين راغبين في الابقاء على سفيان طوبال الذي ترأسها في الدورة البرلمانية العادية الثانية ( مجموعة رجل الاعمال شفيق الجراية ومجموعة رافضة لهيمنة حافظ قائد السبسي على الحزب ) وبين رافضين لبقائه ( مجموعة حافظ قائد السبسي ) .
هذه التطورات التي جعلت الحزب على حافة الانهيار ,خاصة وان الخلافات السابقة افرغته من عدد كبير من قياداته ( محسن مرزوق ,عمر صحابو ,الطاهر بن حسين … ) دفعت الى ضرورة البحث عن حل سريع لترميم ما يمكن ترميمه قبل فوات الاوان .. ومن رماد الحرائق المندلعة في الحزب والكتلة ظهرت بعض المبادرات التي تروم راب الصدع ومحاولة انقاذ بنيان الحزب .
انقاذ النداء
المجموعة الرافضة لتعيين يوسف الشاهد على رأس الهيئة السياسية تعقد سلسلة من المشاورات والاجتماعات وصاغت مبادرة تحت شعار «من اجل انقاذ واصلاح نداء تونس « ..تتكون المجموعة من المنصف السلامي ورضا بالحاج وسفيان طوبال وفوزي اللومي وبوجمعة الرميلي وخميس قسيلة ومحمد رمزي خميس وفوزي معاوية والناصر شويخ وعبد العزيز القطي والطيب المدني.. اجتمعت بتونس يوم17 سبتمبر 2016 و في صفاقس يوم 2 اكتوبر 2016 وفي تستور يوم 9 اكتوبر 2016 و في تونس يوم 21 اكتوبر 2016 و في قفصة يوم 30 اكتوبر 2016 و ستجتمع في سوسة يوم 6 نوفمبر 2016 وفي تونس يوم 13 نوفمبر 2016 ,اضافة الى اجتماع بالاطارات يوم 20 نوفمبر 2016 اضافة الى اجتماع مع الكتلة البرلمانية لم يحدد موعده بعد وسيتم بعد هذه اللقاءات اعلان خارطة طريق تشاركية لمسار الانقاذ والاصلاح .
مؤتمر النداء
يبدو ان هذه الخطة لانقاذ حزب النداء ليست الوحيدة المطروحة كحل للخروج من الازمة فالقيادية في النداء ووزيرة السياحة سلمى اللومي صرّحت مؤخرا ان « الذهاب الى مؤتمر لانتخاب قيادة للحزب أصبح المخرج لتجاوز الانقسامات الحاصلة ولتركيز قيادة موحدة ومؤسسات منتخبة. « .. وشددت على ان الحاجة ملحة اليوم الى لم شمل كل الندائيين ,ومعطى يجب ان تعمل عليه قواعد الحزب وقياداته، مؤكدة ان تواصل الخلافات لم يعد يخدم مصلحة أحد…تصريح اللومي كان بالتوازي مع 6 اجتماعات اقليمية عقدت امس الاول في نفس الوقت بهدف لم شمل الندائيين.
اجراء مؤتمر للحزب واعادة هيكلته وفق منطق الانتخاب لا التعيين من اهم المطالب منذ نشأة حزب حركة نداء تونس ,لكن بالرغم من انه معطى يتفق عليه جميع الندائيين الا انه تضمن خلافا حول طبيعته بين الراغبين في «مؤتمر انتخابي « و « مؤتمر توافقي « .. ومن المنتظر ان يُعاد انتاج نفس هذا الخلاف ان تم تفعيل ما تحدثت عنه اللومي التي يبدو انها تدفع في هذا السياق مدعومة بقيادات من الصف الاول في الحزب .
تفعيل هذه المبادرة يمكن ان يُغيّر ملامح الحزب وينتج قيادات جديدة تتمتع بالشرعية الانتخابية ويمكن ان يُهدّئ الاجواء داخل الحزب .
مبادرة
نسوية
من المبادرات اللافتة في حزب حركة نداء تونس محاولة تجميع كل الطاقات النسوية المنتمية للحزب والدفع في سياق اصلاح ما تم كسره .. هذه المبادرة تقودها سلمى اللومي وابتسام الجبابلي و سيتم تفعيلها قريبا بجمع كل النائبات و الكوادر النسوية و البحث عن اتفاق يلغي كل الخلافات السابقة و تقديم النموذج داخل الحزب.