مغرب نيوز-منية العيادي
أثار منع إدارة قناة حنبعل اليوم بث حلقة برنامج “Le rendez-vous” الذي يقدمه الإعلامي ناجي الزعيري الكثير من ردود الفعل المستنكرة و كانت الحصّة من المفروض أن تبث على الساعة الثامنة و النصف لليوم الأحد 09 افريل 2017 و كان الزعيري قد صور الحلقة أمس السبت بحضور كل من منذر بالضيافي و مصطفى بن أحمد و مدير الديوان الأسبق لرئاسة الجمهورية و أحد مؤسسي جبهة الإنقاذ رضا بالحاج و لم تورد إدارة القناة أي توضيح لأسباب المنع حسب ما صرح به الزعيري لمغرب نيوز بينما رجّح أن تكون القناة تعرّضت إلى ضغوطات من قصر قرطاج قادتها إلى إيقاف بث الحصة.
و كانت نقابة الصحفيين أصدرت بلاغا بتاريخ اليوم الأحد جاء فيه أن الزعيري قد أفاد لوحدة الرصد بمركز السلامة المهنية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنه “تم في تمام الحادية عشر و النصف من صباح اليوم الأحد حذف الومضة الإشهارية للبرنامج من الصفحة الرسمية لقناة “حنبعل” كما توقف بثها على القناة بعد أن تواترت السبت في أوقات مختلفة”.
و أوضح الزعيري أن “بالحاج تحدث عن عدّة مواضيع مرتبطة بالقصر كإبعاد الحبيب الصيد عن رئاسة الحكومة و تدخل القصر في التعيينات في الخطط الرسمية “. و قد حاولت وحدة الرصد التواصل مع زهير القمبري مدير القناة و لم تتلق ردّا منه حسب ما جاء في البلاغ.
من جهته قال رضا بلحاج إنّ السبب المباشر في منع بث الحلقة هي الحقائق التي كان سيفجّرها مضيفا أنه على علم بالضغوطات التي تعرضت لها ادارة القناة من طرف سليم العزابي و نور الدين بنتيشة .
و أوضح بالحاج أن مستشار القصر الرئاسي اتصل بادارة القناة لصنصرة بعض المقاطع في مرحلة أولى ثم منع بث البرنامج نهائيا معتبرا إياها ممارسة خطيرة تهدد حرية الإعلام الذي اعتبره مكسبا لا حياد عنه مشيرا أنه سيعقد ندوة صحفية يوم الثلاثاء القادم لكشف عدة حقائق حول مراحل سياسية هامة مرت بها البلاد و للتشهير بكل الأطراف التي تحاول العودة بنا إلى زمن الاستبداد .
من جهتها ندّدت عديد الشخصيات السياسية و الإعلامية بوقوف جهات سياسية وراء منع بث الحلقة معتبرة الأمر محاولة للتضييق على الإعلام و ضربا و تهديدا لمكسب حرية الإعلام مشيرة إلى ضرورة مساندة الإعلاميين و ردع أية محاولة لعودة الاستبداد و حماية القطاع و تعزيز دوره في إنارة الراي العام .
و قال الإعلامي و كاتب عام نقابة الصحفيين التونسيين منجي الخضراوي “إنّ تدخّل جهات سياسية في منع بث الحلقة جريمة في حق الشعب و الثورة و محاولة لتكميم الأفواه و تدخل المافيات و العصابات في العمل الاعلامي معتبرا أن عودة الصنصرة و التضييق على الحريات هي “تقاليد التنظيمات الفاشستية” التي تتطلّب مواجهتها و التصدي لها .
و أشار القيادي بنداء تونس إلى أن هذا التصرّف مرفوض تماما و علّق بالقول: “هذه أولى تجلّيات انتداب برهان مسيس لقيادة النداء و سنجيبه في القريب العاجل ما نعرفه عنه أن عبد الوهاب عبد الله كان أرحم منه في سنوات الإعلام المغلق و من شب على شيء شاب عليه” .
و في نفس السياق أشار الأستاذ عبد الستار المسعودي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك أنّ منطومة 7 نوفمبر تعود تدريجيّا بفضل “بركات برهان بسيّس الخبير في الصنصرة و النفاق السياسي” قائلا إنّ هذا هو التوجّه الجديد في نداء تونس و استنتكر المسعودي عودة هذه الممارسات التي تتعارض و قيم الثورة و تضرب حرية المشهد الاعلامي و التي لن تجني البلاد من ورائها سوى العودة الى العهد النوفمبري .
و يشار إلى أنّه سبق أن منعت وزارة الداخلية مؤخّرا بتارخ 03 أفريل 2017 و لأول مرة منذ الثورة جريدة “الثورة نيوز” في نسختها الورقية و الرقمية و هو ما يعتبر بداية مسار افتكاك الحق في الحرية “في سابقة خطيرة ” قد تفتح المجال لوزارة الداخلية للتدخل في الشأن الإعلامي و ترهيب الصحفيين و السطو على صلاحيات القضاء في هذا الصدد وفق بيان صدر عن نقابة الصحفيين.