خبير إيطالى في الشأن الليبي لقاء حفتر والسراج «ضربة دبلوماسية مهمة» لصالح الإمارات ومصر

تونس -مغرب نيوز

رأى ماتيا توالدو، الباحث المتخصص فى الشأن الليبى بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، أن اللقاء الذى تم بين قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبية فايز السراج، يعد «ضربة دبلوماسية مهمة» لصالح كل من الإمارات ومصر على حد سواء، مشيرا إلى أن المشير حفتر أدرك أخيرا أن «الوساطة المصرية والإماراتية هى الأكثر ملاءمة له، وينبغى دعمها».

 

وقال توالدو،«أنا فى حيرة بشأن السراج: هل ستقبل الفصائل المسلحة التى تدعمه هذه التسوية التى تم التوصل إليها فى أبوظبى؟»، مضيفا: «أعتقد أنه يجب جمع لاعبين آخرين على الطاولة مع حفتر، من بينهم قادة من مصراتة وطرابلس وفزان».

وكان لقاء حفتر والسراج فى أبوظبى، شهد الاتفاق على فتح قنوات اتصال دائمة بين رئاسة المجلس الرئاسى وقيادة الجيش، فضلا عن تشكيل فريق عمل لجميع الترتيبات والعمل بالتوصيات الخاصة بتشكيل الحكومة والترتيبات التى تخص الجيش.

وعن دور مصر والإمارات الحالى فى تسوية الأزمة الليبية، قال توالدو: «لقد قدمت مصر والإمارات خيارا ذكيا للغاية يتمثل فى أن تكون مرشدا لعملية تغيير الاتفاق السياسى (الصخيرات)»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه «من الضرورى أن تقود هذه العملية الأمم المتحدة أيضا من أجل إنجاحها، كما أنه ينبغى أن تشمل هذه العملية جميع الأطراف الفاعلة فى ليبيا».

وفيما يخص دور روما فى تسوية الأزمة، أوضح الخبير الإيطالى: «روما تفتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف الليبية، كما أن السفير الإيطالى فى ليبيا جوزيبى بيرونى التقى حفتر قبل ذلك»، مضيفا: «ولكن إيطاليا ترى أنه قبل أن يتم استبدال السراج، ينبغى على الليبيين أنفسهم أن يكون لديهم فكرة عمن سيخلفه».

وعن الأسباب التى دفعت حفتر والسراج للقاء وجها لوجه، خاصة وأن حفتر كان قد رفض لقاء الأخير فى القاهرة، قال الخبير المتخصص فى الشأن الليبى: «حفتر تعرض لضغوطات كثيرة من الدبلوماسية المصرية والأمريكية، فالسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هيلى، قالت بوضوح إن الاتفاق السياسى (الصخيرات) هو الخيار الوحيد الممكن، وحفتر أدرك أنه ينبغى الامتثال للاتفاق وليس محاربته».

وأضاف توالدو: «علينا ألا نندهش إذا أدركنا أن نتائج اتفاق أبوظبى مماثلة لإعلان القاهرة الذى صدر 14 فبراير الماضى (بعد الاجتماع الذى شمل حفتر والسراج فى مصر بشكل منفصل)»، مشيرا إلى أنه «بالنسبة لحفتر، فإن الطريق الأفضل هو قبول الاتفاق السياسى لبضعة أشهر مع وجود ضمانات تتمثل فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وليس سرا أنه قد يترشح ويفوز أيضا».

وحول إمكانية تقبل الميليشيات فى غرب ليبيا اتفاق من هذا النوع قد يحجم من دورهم، أوضح الخبير بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية أن «هذا سيعتمد بالطبع على تفاصيل الاتفاق، على سبيل المثال، قوة الردع الخاصة وكتيبة النواصى (المليشيا الأكثر تسليحا وعددا فى طرابلس) هل يجب أن تُحل أو ستدخل ضمن الجيش الموحد الجديد؟».

وخلال لقائهما فى أبوظبى، اتفق فايز السراج وحفتر على العمل سويا لإنهاء الأزمة التى تشهدها البلاد، بحسب بيان رسمى مشترك.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *