تونس – مغرب نيوز
أثار التحوير الوزاري الذي قام به رئيس الحكومة و الذي وصف بالغير المنتظر جدلا واسع في صفوف عدد من الأحزاب السياسية سواء التابعة للائتلاف الحاكم أو المعارضة إضافة إلى المنظمات الوطنية والسياسيين والإعلاميين.
حيث قالت سميرة الشواشي الناطق الرسمي بإسم الإتحاد الوطني الحر أنّ التحوير الوزاري الذي قام به رئيس الحكومة اليوم السبت 25 فيفري 2017، “عملية ارتجالية” حسب تصريحها.
وأضافت أنّ الحكومة استنفذت آخر فرصة لإنقاذ اتفاق قرطاج وتدارك ما حصل من أخطاء مشيرة إلى أنّها توخت سياسة الهروب إلى الأمام.
وبيّنت سميرة الشواشي أنّ الشاهد أقال عبيد البريكي وزير الوظيفة العمومية والحوكمة قبل أن يستقيل قائلة ”مافهمناش علاش التحوير لاهو تصحيح مسار ولا هو تغيير في توجه الحكومة” مضيفة أنّ هذا الوضع يدعو إلى الحيرة إذ أنّ الأمر يمثل مشكلة مع شريك اجتماعي قوي على غرار إتحاد الشغل والنتيجة استحالة النقاش بداية من الآن وبوادر وضع متشنج جدا بين الحكومة والإتحاد.
وأعربت الناطق الرسمي بإسم حزب الاتحاد الوطني الحرّ عن تخوّف الحزب من تدعيات التحوير على المستوى الاقتصادي والسلم الاجتماعي مشيرة إلى أنّه تمت دعوة المكتب التنفيذي لاجتماع عاجل يوم الثلاثاء خاصّة وأنّهم لم يعلموا بالتحوير المذكور إلاّ عن طريق الإعلام.
من جهته أكّد حافظ قايد السبسي المدير التنفيذي لحزب نداء تونس الحاكم، في تدوينة له على حسابه الشخصي في الفايسبوك، أنّه لم تتم استشارة الحزب في التحوير الجزئي للحكومة مشيرا إلى أنّ حزبه سيقع عقد اجتماع خلال الساعات القليلة القادمة لإعطاء موقفهم الرسمي.
اما بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل فقد بدى موقفه واضحا حيث قال نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد الشغل أن المشاورات متواصلة في الإتحاد حول التحوير وأن القرارات لا يمكن أن تكون فردية بل داخل مؤسسات الإتحاد العام التونسي للشغل.
اما سامي الطاهري القيادي البارز في المنظمة الشغيلة فقد كتب تدوينة اثر إعلان التحوير، قال فيها “رصّوا الصفوف.. توحّدوا..استعدّوا ..فالرسالة واضحة”
اما لسعد اليعقوبي الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي فقد” أن التحوير الذي أجراه رئيس الحكومة يوسف الشاهد له عدة دلالات سلبية.
وأشار القيادي النقابي أن تعيين القيادي في اتحاد الأعراف خليل الغرياني على رأس وزارة الوظيفة العمومية يعتبر توجها مخالفا لرؤية الاتحاد فيما يخص اصلاح الوظيفة العمومية، وهو يأتي في ظرف يوجد فيه خلاف بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف حول الزيادة في أجور عمال القطاع الخاص.
وأضاف اليعقوبي “أعتقد أن الإشارة السيئة الثانية من خلال هذا التحوير هو تغاضي الحكومة على الوضع المحتقن في القطاع التربوي، ولم يشمل وزراء ساهموا في هذا الاحتقان”.
وأكد اليعقوبي أن هذا التحوير يشير إلى أن الحكومة تدفع نحو مزيد من الاحتقان، وفي توقيت حساس.
كما أضاف الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي قائلا «لن نقف مكتوفي الأيدي»، مشيرا إلى أن هيئة إدارية للتعليم الثانوي ستعقد يوم 2 مارس وستأخذ موقف الحكومة المعلن من خلال هذا التحوير بعين الاعتبار.
من جهته قال نور الدين البحيري ان احمد عظوم الذي تم تعيينه وزيرا للشؤون الدينية هو غني عن كل تعريف باعتباره كان قاضيا ووزيرا كما تقلد عديد المسؤوليات القضائية وغيرها ،وهو الرجل المناسب في المكان المناسب باعتباره شخصية معروفة ومعتدلة وله خبرة وقادر على ادارة وزارة الشؤون الدينية التي تعتبر من الوزارات الهامة في الوضع الحالي الذي نحارب خلاله الارهاب.
كمارحب البحيري بتعيين خليل الغرياني وزيرا للوظيفة العمومية والحوكمة باعتباره من ابناء منظمة عريقة وهي اتحاد الصناعة والتجارة ، ويملك خبرة في العمل الميداني والاداري ، متمنيا له النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة.
وفي سياق متصل تمنى البحيري النجاح لكاتب الدولة للتجارة عبد اللطيف حمام بما يدعم تخفيف العبء على المواطنين وحمايتهم من المضاربة غير المشروعة والحد من نسبة التضخم وغلاء الاسعار وهي كلها مسائل تحتاج الى اكثر حضور .
اما القيادي بحزب “آفاق تونس” فوزي عبد الرحمان فقد قال ان التحوير الوزاري الذي اعلن عنه رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم “تحوير صغير” جدا وليس تحويرا لتحسين الاداء بل انه لن يغير كثيرا لا في النجاحات ولا في الفشل على حد تعبيره.
وأعتبر عبد الرحمان ان التحوير كان يمكن ان يشمل بعض الوزارات الأخرى التي ثبت فشلها في تقديم المطلوب منها لو تمت عملية تقييم مدروسة لمختلف الوزارات .
و ان تعويض وزير قريب من اتحاد الشغل بوزير من اتحاد الاعراف وهو خليل الغرياني يوحي بوجود خلاف ربما على مستوى اطراف حكومة الوحدة الوطنية بما يمكن ان يهدد مستقبلها .