حملات انتخابية سابقة لأوانها : الجبالي يقطع مع زعماء النهضة والدستوريين و”التوافق”

+ ماذا وراء التصريحات المفاجئة للصحف الجزائرية والتونسية ؟

 

خرج رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي من صمته وأدلى بسلسلة من الحوارات الصحفية السياسية مع عدد من وسائل الجزائرية والتونسية  أعلن فيها بوضوح عن اعتزامه الترشح للرئاسة وعن القطيعة النهائية مع ” حكومة الوحدة الوطنية ” ورموز الدولة الحالية ومع الدستوريين ومع الحركة التي انتمى اليها طوال عقود ومع زعمائها ومؤسسيها وبينهم رئيسها راشد الغنوشي الذي اتهمه مع رئيس الدولة الباجي قائد السبسي ب” التخلف السياسي ” و”ببناء مصائر الشعوب على علاقات شخصية “.

فهل تكون هذه السلسلة من الحوارات الصحفية التي أدلى بها الجبالي ـ وأعلن فيها أيضا  عن احتمال تأسيس حزب جديد ـ اشارة انطلاق حملته الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها ..والتي تتزامن مع عودة ” زعماء آخرين ” لخوض السباق نحو قرطاج بينهم أحمد نجيب الشابي الذي أعلن بدوره عن تأسيس حزب جديد ؟

أم تكون نتيجة مثل هذه المبادرات عكسية ؟

 

من بين مفارقات الحياة السياسية في تونس أن الحوارات التي شهدتها البلاد طوال 3 أشهر بين 9 أحزاب و3 نقابات من أجل ” حكومة الوحدة الوطنية ” تزامنت مع اتهامات  متبادلة  “غير مسبوقة ” بين بعض السياسيين والنقابيين .

وكان بين المشاركين في  هذه الحملات بعض رموز اليسار النقابي و ” الترويكا ” وبينهم الرئيس السابق المنصف المرزوقي وزعماء ” حزب الحراك ” مثل الوزيرين السابق السيدين عدنان منصر وعماد الدايمي . وقد التحق بهؤلاء الامين العام الاسبق لحركة النهضة السيد حمادي الجبالي وعدد من ” الغاضبين” في قيادتها بعد مؤتمر ماي الماضي وبينهم السيد عبد اللطيف الوزير السابق الامين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة ورئيس مؤتمرالحركة 2012. 

فما هي الحكاية ؟

 

التوافق بين ” الشيخين “؟

وقد كان طبيعيا أن تستهدف الانتقادات بالخصوص الرئيس الباجي قائد السبسي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ، وأن تشمل كامل ” مسار التوافق السياسي” الذي يقودانه منذ لقائهما في باريس في صائفة 2013.

وقد سبق لقياديين من ” الجبهة الشعبية “واليسار” الراديكالي ” ومن ” الترويكا ” أن انتقدوا بعنف توافقات ” الشيخين ” التي أسفرت عن تشكيل حكومة ” التكنوقراط ” برئاسة المهدي جمعة ثم عن مسار انتخابي ” كانت نتيجته معروفة مسبقا ” أي فوز قائد السبسي وحزبه بالاغلبية في انتخابات خريف 2014 .

وكان من بين منتقدي هذا ” التوافق بين الشيخين ” منذ تلك الانتخابات السيد حمادي الجبالي الذي قدم سلسلة من التصريحات والمواقف التي كان محورها انتقاد ” تنازل قيادة حركة النهضة عن حقها في تقديم مرشح باسمها للانتخابات يمثل تيار ” الثوريين ” ضد رموز النظام السابق وبينهم قائد السبسي “.

لكن لم يتوقع أحد أن  تتطور تلك الانتقادات بين ” الأمين العام الاسبق لحركة النهضة ” إلى درجة اتهام زعيمها التاريخي راشد الغنوشي وشركائه في نفس المسار السياسي من عائلات الدستوريين والاسلاميين واليسار ب” التخلف السياسي ” و ب” الشخصانية “؟؟

“التغول” وتضخم دور الرئاسة

نقاط  استفهام أخرى تطرح نفسها بمناسبة اطلاق حمادي الجبالي والمنصف المرزوق ورفاقهما حملتهما الانتخابية السابقة لأوانها من بينها : لماذا لم ينتظر هذان السياسيان الكبيران واحمد نجيب الشابي وغيره مرور بضعة اسابيع  عن تشكيل حكومة ” الوحدة الوطنية ” لبدء هذه الحملة ؟

ألم يكن أنجع لو تدخلوا بعد ” بروز مؤشرات فشل حكومة يوسف الشاهد” رغم انفتاحها على 7 أحزاب و3 نقابات ؟

ولماذا أثاروا نقاطا حول ” تغول ” مؤسسة رئاسة الجمهورية الآن وليس منذ مطلع 2015 ؟

أو لم يكن متوقعا ” تضخم دور الرئاسة ” على حساب الحكومة والبرلمان منذ صادق المجلس الوطني التأسيس على انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب وعلى توسيع صلاحياتها لتشمل الاشراف على مجلس الوزراء وعلى مؤسسات الامن والدفاع والسياسة الخارجية سياسيا وظيفيا ؟

أم أن هؤلاء ” الزعماء ” لم يقرأوا دستور جانفي 2014 الذي سبق أن نوهوا به ووصفوه بكونه ” أحسن دستور في العالم “؟

معطيات اقليمية ودولية جديدة

بعض السياسيين وبينهم قيادات من ” الترويكا ” و” جبهة الانقاذ” سابقا يقرون اليوم بكون الضغوطات التي مورست على حكومة علي العريض حتى تستقيل جاءت ” تحت ضغوطات عربية واقليمية ودولية “.

ويقر هؤلاء واولائك أن ” استقالة حكومة الترويكا ” والانخراط في مسار” الحوار الوطني ” الذي تزعمه ” رباعي المجتمع المدني ” أنقذ تونس من فرضية “منعرج عسكري أمني ” مماثل لما سجل في دول مجاورة .

وتكشف تصريحات سابقة للجبالي والمرزوقي وعدنان منصر وعماد الدايمي ومصطفى بن جعفر واسلاميين وعلمانيين من تيارات مختلفة اقتناعا بكون ” أجواء صائفة 2013″ فرضت رعاها قادة المجتمع المدني والنقابات و زكاها “الشيخان” في باريس.

فما الذي تغير حتى يدلي الجبالي تصريحات سياسية ” راديكالية ” قطع عن طريقها نهائيا مع قيادات حزب النهضة الذي غير قيادته بعد مؤتمره العاشر في اتجاه ” الانفتاح على الكفاءات الوطنية ” و” تجاوز مرحلة ” الجماعة الاسلامية المنغلقة ” و” ايدولوجيات المدرسة الاخوانية ” التي يرمز لها زعماء مرحلة ” سنوات الجمر ” وحقبة ” الارتجال ” و” المواجهات ” غير المدروسة مع الدستوريين و” زعماء الدولة الحديثة” وبينهم الحيبب بورقيبة وتلامذته ؟

   البحث عن الطريق الثالث ؟

 وبصرف النظر عن الحظوظ الحقيقية للفوز برئاسة الجمهورية من قبل من دخلوا السباق مبكرا ـ وبينهم المرزوقي والجبالي والشابي والهاشمي الحامدي وفوزي اللومي …ـ فان من بين ما قد يجمع بين كل هذه الشخصيات محاولة الاستفادة من ” خيبة امل الراي العام الشعبي” من نخبه ونسبة كبيرة من قيادات الاحزاب والنقابات والمجتمع المدني ووسائل الاعلام .

لكن هل يمكن لسياسيين فشلوا في تسيير البلاد عندما استلموا الحكم أن يكونوا ” البديل ” و” المنقذ” ؟

وهل يمكن لساسة تحالفوا مع الرموز المالية والسياسية والامنية للنظام السابق عندما كانوا في الحكم أن يرفعوا اليوم شعارات ” ثورية ” و” راديكالية “؟

الاشهر والاعوام القادمة قد تقدم الاجابة عن مثل هذه التساؤلات ..

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı