حمادي الجبالي في حديث مثير : خصوم " الترويكا"حاولوا الهجوم على قصري الحكومة

..الاجتماع تم في بيت حمة الهمامي *..
*القانون الانتخابي كتب في بلجيكا*
..انا من وقف في وجه التجديد لهيئة الجندوبي ..

سأباشر عملية الاتصال بكل الفعاليات ورجال الدولة وفعاليات المجتمع لنفكر معا في الخيار الأمثل.. نداء تونس لم يأتِ بمشروع ومشروعه الوحيد هو اسقاط النهضة ، اسقاط الاسلاميين .. لم يهدموا النهضة ولم يسقطوها ، فالنهضة خرجت من السلطة بوعي وحكمة .. كل الأئمة الذين تم عزلهم بتعلة التطرف لا دخل لهم بالتطرف انما تمت إزاحتهم من أجل استبدالهم بــ”جماعتهم” .. السلوك الديلوماسي وسياستنا الخارجية ككل كارثية خلال 3 أو 4 أشهر أصبحت لدينا مشاكل مع الجزائر وليبيا وتركيا وقطر وغيرهم .. اغتيال بلعيد كانت عملية سياسية تهدف الى ارباك البلاد ومن ثم اسقاط النهضة .. إثر الاغتيال التقت كل الأطراف في بيت حمة الهمامي واتفقت على أنها الفرصة المناسبة للإطاحة بالحكومة والترويكا.. كان من المبرمج أن تكون الجنازة مناسبة للزحف على 3 مؤسسات الداخلية والقصبة وباردو .. قرروا الزحف على الولايات في كامل الجهات واحتلالها .. العدد الحقيقي لمشيعي جنازة بلعيد 37 ألف .. عرضوا علي إقالة علي العريض فقلت أن المطلوب ليس رأس علي وانما رأس الحكومة كلها ..المرزوقي وافقني على حكومة التكنقراط ثم تراجع .. لا توجد أحزاب غير النهضة في تونس .. النهضة تزخر بالطاقات ولديها إمكانات رهيبة جدا تبكي عليها بقية الاحزاب .. حتى واحد في تونس ما ينجم يضرب النهضة .. امريكا و اوروبا تشترط ان تكون النهضة في الحكم .. هل تتصورون ان المنظومة الاقليمية والدولية تسمح لمغامر بضرب النهضة .. النهضة لم تعد شريكا بل ضامنا تطلبها الجزائر واوروبا .. متى كنا نحن نخاف من السجون ؟

 

قبل الدخول في حوار مطول مع رئيس الحكومة الأسبق والقيادي النهضاوي السابق حمادي الجبالي كنا سألناه مع العديد من ابناء الجالية عن قضايا مهمة ادلى فيها برأيه وقدم العديد من التفاصيل التي رغبت الجالية بإلحاح في الوقوف عليها ، تحدث الرجل عن احد لقاءاته مع رشيد عمار وكيف اخبره ان جرس الهاتف لم يتوقف ليلة 24 اكتوبر 2011 وان الكل يسأله “لقد فازت النهضة ما العمل ؟ ” وذكر ان الجنرال عمار قال له وجدنا الحكم مرتين “مرمي على الارض” ولم نأخذه ، فرد الجبالي ” ماحبيتوش او ما نجمتوش” ، الجبالي اكد ايضا انه وقف بقوة وراء عدم التجديد للجندوبي وهيئته ، وتحدث عن القانون الانتخابي الذي قال انه فصل في بلجيكا ، وتطرق الى حديثه مع الجندوبي عن اكثر من مليون صوت التي ضاعت حينها رد الجندوبي “كانت ستذهب الى النهضة” ، الملفت ان الجبالي تحدث بإعجاب عن الدور الذي قام به الامين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي ، واعتبره جادا في الوساطة بل ونجح في التخلص من ضغوط كانت تهدف الى اسقاط تجربة الانتقال الديمقراطي ككل .
تفاصيل اخرى عديدة تبحث لدى التونسيين عن اجوبة طرحناها على ضيف موقع الشاهد الاستاذ حمادي الجبالي .
نص الحوار :
كيف ترى العملية الارهابية الاخيرة في باريس وهل ترى من تزامن بينها وبين عمليات بيروت وقتل الراعي في تونس؟

 

مأساة بأتم معنى الكلمة ، مهما قيل وقدم من اعذار جريمة لا يقبلها الدين ولا العقل ولا الانسانية ولا اعتقد ان التزامن كان عن قصد ، كل حادثة لها ظروفها وأسبابها ، ومن الواضح ان العملية ستعقد وضع الجاليات ، و ستزيد دعوات العنصرية ما قد يتسبب في صعود اليمين، لقد  اختلط الامر بين الاسلام والمسلمين، ماذا يمكن ان نقول لغيرنا ونحن ندعوه الى الاسلام وهو يقتل بإسم الاسلام ؟

 

أين الجبالي من الساحة السياسية؟
انا موجود في تونس اشتغل بنوع من الصمت المقصود لان الشارع ملّ وكلّ من السياسيين وآخر سبر للاراء يقول أن 85% من التونسيين ملوا من الاحزاب ومن الحوارت التلفزية والمعارك ..مشكلتنا ان النخبة السياسية لم تع بعد ماذا جرى في تونس خلال 2011 مازال لديها نفس المنهج ونفس اللغة ونفس الشعارات لم تفهم ان مشكلة الشعب التونسي ليست يسار ويمين واسلام ولا اسلام ، او اسلام ولائكية، وان كان هذا موجود لدى الشعب التونسي ، لكن بشكل منحصر فالشعب يهتم اكثر بمعيشته و مستوى الحياة التي تدنت على مستوى البطالة و النقل و الصحة و التعليم و المرافق الاخرى ، الناس لم يعد يهمها مشاكل الاحزاب والرموز ، لا يهم الشعب هذا العراك والتوريث ، اهتمامات التونسي مغايرة لاهتمامات الاحزاب ، لقد انتخب الشعب نداء تونس ليحل مشاكل البلاد فأصبح الشعب يحل مشاكل نداء تونس وهذه مأساة بأتم معنى الكلمة .

 

لم اتغيب عن الساحة لكن وبحكم اختصاصي في الطاقة تجدني اقتصد في الكلام ، لا ابحث عن البروز لكني موجود وان شاء الله سأفيد بلادي ، بتّ أشعر اليوم اكثر فأكثر ان نضالات الشعب قد تضيع ونعود الى نقطة البداية ونصبح في معانات مع الدكتاتورية ، لذلك لن استقيل من دوري ، صحيح استقلت من النهضة غير اني لا يمكن ان اسقيل من مصلحة بلادي.

 

هذا الدور الذي يتحدث عنه الجبالي هل هو بشكل منفرد أم تراه ضمن أحزاب وهياكل ؟
أعمل بمفردي الان، لم افكر بعد في تأسيس حزب لكن كل شيء وارد اتصل بالرموز والفعاليات والمناضلين الفاعلين على الساحة ، كل همي الان هو عملية انقاذ البلاد ، البلاد في تدهور على كل المستويات اجتماعيا، اقتصاديا، عملية اخفاء متعمدة لأوضاعنا المالية ، وضع سياسي متدهور ومختل تماما ، اضافة الى الوضع الامني وما عليه الجارة ليبيا ، تونس تسير الى الخلف وهذا الحزب الذي يحكم وعد بالكثير لكنه لم يفعل شيء.

 

الانقاذ الذي تتحدث عنه هل يضطلع به الجبالي كشخصية وطنية او ضمن لفيف من الشخصيات؟
ليس هناك شخصا بإمكانه انقاذ البلاد بمفرده لا يجب ان نعود الى قصة ذلك الذي قال لنا انني ابوكم وسأنقذ البلاد ، من ينقذ البلاد هم كل المؤمنين بقيم الثورة ومن ناضلوا من اجلها قبل الثورة كل الاطارات التي تشعر الان ان الدولة تتفكك ، كل منظمات المجتمع المدني ، كل السياسيين الذين سيتركون حساباتهم الشخصية جانبا.

 

هل تسعى لايجاد وعاء او غطاء او جبهة سياسية تحمل هذا المشروع ام لديك مجموعة معينة تعول عليها في انقاذ البلاد ؟
ليس بالضرورة جبهة لأن هناك حساسيات ضد الجبهة والأحزاب، الآن سأباشر عملية الاتصال بكل الفعاليات ورجال الدولة وفعاليات المجتمع لنفكر معا في الخيار الأمثل.

 

هل هو اتصال تحسيسي ام اتصال يحمل فكرة ويطرح مشروعا؟
اتصال تحسيسي يطرح سؤال مفاده كيف نتجاوز وضعنا المتأزم كيف ننقذ البلاد، هذا هو المطلوب الآن بدون خلفيات و بدون تزعم لأن المشكلة تكمن في أن كل واحد يرغب في تقديم نفسه على أنه المنقذ وينخرط في حسابات الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، يجب علينا التواضع لبعضنا البعض ونعي أن بلادنا في خطر وأننا نسير جميعا إلى الأزمة لا قدر الله وأن الجهل والفقر والمعانات والإرهاب يتربص بنا جميعا دون استثناء.

 

كيف ترى الوضع الذي وصل إليه نداء تونس وهل تعتبره سابقة في تاريخ الاحزاب؟
إن شاء الله لا أكون قد قسوت على ما يسمى نداء تونس ، هذا الحزب لم يأت بمشروع ومشروعه الوحيد هو اسقاط النهضة ، اسقاط الاسلاميين ، هذا كل همه وهذا مشروع سابق وليس لاحق ، واصحاب هذا المشروع هم نتائج لبورقيبة وبن علي همهم الوحيد أن لا يحكم الاسلاميون هذه قضيتهم لأنهم يعانون من العقد ، خلال سفري كنت استمع الى الاخبار حول الارهاب في فرنسا ، استمعت لمن يتحدث عن النهضة ويحملها المسؤولية ويقول أنه نتيجة أفعالها ، هؤلاء مرضى القلوب مرضى بعقدة و بدين اسمه الاسلام ، بجهل او بوعي هذه مشكلتهم ، لم نقله نحن قاله السيد القروي وغيرهم ، حين أكدوا أنهم قدموا الى الباجي وقالوا له “قوم أنقذ تونس من النهضة” ، وقبلها رشيد عمار وأنا أصدقه وأكذبهم هم ، قالوا له يجب أن يتقلد العسكر مقاليد السلطة حتى لا يتقلدها “الخوانجية” ، إذا هؤلاء ليس لهم من مشروع وإن كان لهم من المشاريع فهو مشروع هدم ، وأنا متأكد أنهم لم يهدموا النهضة ولم يسقطوها ، فالنهضة خرجت من السلطة بوعي وحكمة ، الآن وعندما شرعوا في الحكم وهموا بالبحث عن ماذا سيقدمون لتونس ، وجدوا أن المشروع الوحيد لديهم هي الزعامة هي المصالح هو النفوذ هو التموقع ولأن مشاربهم مختلفة لا يجمعهم شيئا إلا اسقاط النهضة ولهذا لا تستغرب ان يكون هذا مصير حزبهم لأن كل ما بدأ بسرعة ينتهي بسرعة ، هذه قوانين وسنن الله سبحانه ، هذه حقيقتهم وهؤلاء هم مأساتها ومن بصدد الاضرار بها .

 

هل تعتقد ان البلاد ستكون على موعد مع انتخابات رئاسية مبكرة ؟
لا أرغب في إشاعة ثقافة بن علي ، الرئيس مريض..لن يواصل ..وكل تلك الاشاعات ، ما يهمني هو أن هذا الرجل وحزبه بصدد قيادة البلاد الى الخراب والتوريث .

 

إذن انت تعتبر صراع نداء تونس صراع توريث ؟

 

صراع نفوذ ، كلهم بصدد الحساب ماذا بعد هذا الرجل ومن سيكون ، والآن انحصر الصراع بين اثنين ، صراع لا يهم الشعب التونسي لا من قريب ولا من بعيد..سمعنا العديد من حالات التشخيص لمعركة النداء التي تضررت منها الدولة ووصلت تداعياتها الى المؤسسات السيادية ، لكن لا احد يقدم الحلول الناجعة لتلافي تأثيرات الخصام الداخلي بشكل سلبي على مؤسسات الدولة .

 

أنا أصف ولا أشخص ، وضع متأزم ومريض والشعب بصدد مشاهدة مسرحية تافهة ، إني على قناعة أن الحل ليس بيد حزب أو شخص أو جماعة ولا بديل لنا عن الحوار الجدي بين الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والمجتمع المدني ، بلادنا في أزمة وفي خطر كبير ، هذه الجماعة تحكم بترك الدستور و احتقاره، لنبدأ من هنا ، احترام الدستور احترام الحريات و الراي والصحافة ، استقلالية القضاء الامن الجمهوري احترام الاحزاب .. لنبدأ بهذا وعلى رئيس الجهورية أن يكون راعيا لهذا الدستور ، على رئيس الحكومة أن تكون لديه صلاحيات لقيادة هذا الفريق إلى برنامج حكم، برنامج ينخرط فيه أكثر ما يمكن من الأحزاب والفعاليات ، ويكون لصالح الشعب لا لصالح فئة غابت ثم رجعت للفساد ، لقد قمنا بحوار للخروج من الأزمة الدستورية فلنأسس لحوار يخرجنا من هذه الأزمة .

 

كيف تنظر إلى مسألة الشأن الديني وخاصة أزمة المساجد التي عبر عنها البعض بــ”مجزرة المساجد”؟
يجب أن نتعامل مع هذا الملف في إطار الحريات لا يجب أن نجعل منها معركة أو صراعا دينيا ، بل نضعها في اطارها كما وضعها الدستور خاضعة الى حرية المعتقد وحرية التعبد وحرية الرأي وعلى الدولة أن تقوم بدورها ولكن مع احترام الحرية ، لا أن تعود الى السيطرة على المنابر الدينية مثلما فعل بورقيبة وبن علي ، كل الائمة الذين تم عزلهم بتعلة التطرف لا دخل لهم بالتطرف انما تمت ازاحتهم من اجل استبدالهم بــ”جماعتهم” ، وهل الهجمة على المساجد فقط ؟ الم تتابعوا التصفيات في الداخلية والخارجية والادارات والجمعيات ومختلف الوزارات والمعتمدين والولاة والعمد ؟. الامر لا يتعلق بالشأن الديني بل بالحريات ، هؤلاء يرغبون في السيطرة على جميع المقاليد ، يوجد مصلين لديهم رأيهم و هم واعون نتعامل معهم في اطار القانون ومبادئ الثورة .

 

كيف ترى السلوك الديبلوماسي التونسي وخاصة تجاه الجارة ليبيا ؟

 

السلوك الديلوماسي وسياستنا الخارجية ككل كارثية خلال 3 او 4 اشهر اصبحت لدينا مشاكل مع الجزائر وليبيا وتركيا وقطر وغيرهم .

 

هل المشكلة مشكلة سلك ام مشكلة شخص؟ 
المشكلة خلفيتها ايديولوجية سياسية والان نحن في حيرة هل فعلا لنا ديبلوماسية ، هل يمكن ان نكون غائبين عن الوضع في ليبيا بدعوى لا دخل لنا في شأنهم؟ بينما العالم بأسره يتدخل ، كيف لا نكون نحن الفاعل الاساسي ومركز الحوار الليبي ؟ وكيف لا ندعم الحوار ونسهل الوصول إلى الحل بما أن مصيرنا مرتبط بالملف الليبي ، لذلك اعتبر أن هناك إفلاسا لهذه الديبلوماسية وقد حان الوقت أن تتحرر من قضية الأشخاص ومن الإيديولوجيا .. بينما النظام السوري يقتل شعبه تأتي بفكرة عودة العلاقات وفتح مكتب في دمشق ! ما مصلحة تونس من كل هذا؟ سؤال كبير يجب طرحه ، لمصلحة من نعمل بهذا الاسلوب في علاقاتنا الخارجية ؟

 

كيف ترى الوضع داخل النهضة ؟
لا أريد أن اتطرق إلى الوضع الداخلي ، خرجت من النهضة اعتراضا على التسيير الداخلي ثم على هذا الوفاق المغشوش المبني على مجاملات شخصية لا أراه قائما على مشروع أو برامج ، إمّا أن تحكم النهضة على أساس مشروع او أن تغادر ،القضية لا يمكن ان تخضع للأشخاص والمجاملات ، اذا رغبنا في الحكم سويا، نحكم معا على اساس سليم ونختار معا الفريق الذي سيحكم ، ليس بالضرورة ان يكونوا من احزابنا ولكن نختار اناسا في مستوى قيادة المرحلة ،هذه محاذيري للائتلاف ، لست ضد الائتلاف كمبدأ لأننا بنينا عليه سياساتنا كلها ، لكن باي طريقة واي اسلوب وعلى أي منهج؟

 

الكل يتساءل اليوم ماذا وقع بالتحديد يوم الجنازة وقبلها بقليل ؟
وفق تقديراتي الاغتيال هو عملية سياسية تهدف الى ارباك البلاد ومن ثم اسقاط النهضة وهم قالوها “نحن مستعدون لاي ثمن” وهذا هو الثمن ، يتعلق الامر بالاغتيال الاول والاغتيال الثاني ، الاغتيال الاول لم ينجح في اهدافه فجاء الاغتيال الثاني وهي عملية بمثابة التضحية بأشخاص لارباك الوضع والاطاحة بالنهضة ، هذه قناعتي العميقة ، كان الهدف ادخال البلاد في فوضى من خلالها يتم ايجاد مشهد آخر ، لقد سارعوا الى تحميل النهضة مسؤولية الاغتيال ، ثم التقت كل الاطراف في بيت حمة الهمامي واتفقت على انها الفرصة المناسبة للإطاحة بالحكومة والترويكا.

 

شرعوا في الحديث عن جنازة مليونية وبدأت التحركات في كل الولايات وكان من المبرمج أن تكون الجنازة مناسبة للزحف على 3 مؤسسات الداخلية والقصبة وباردو ، تدخلت وسائل الاعلام للحديث عن مليونية في حين كان العدد الحقيقى 37 الف ، ثم استدعوا الجيش للتحرك ، كانت رغبتهم فاشية ولا ديمقراطية ، لقد خططوا للزحف على مقرات الولايات واحتلالها . كل ما قاموا به بني على الاغتيال ، اتهام النهضة وعزلها ومحاسبتها كلها تدخل في اطار الاطاحة بهذه التجربة ، ولأنهم يعلمون خطورة الوضع شرعوا في إسكات كل من يهم بالحديث ، آخرهم معز بن غربية الذي اقترب من منطقة الخطر فاسكتوه . سيأتي الوقت الذي يفضحون فيه بعضهم البعض ولن يكون هذا الوقت بعيدا .

 

كيف جاءت المبادرة التي اقدمت عليها بعد الاغتيال ومع من تشاورت ؟

 

جاءت المبادرة لسببين ، الاول انني فشلت في اقناع الترويكا وخاصة النهضة بالتغيير الوزاري بعد اتفاقنا على القيام بتقييم بعد 6 اشهر وإذا اثبتت أي وزارة أن النتائج غير ايجابية يمضي الى حال سبيله ، كانت رغبتي ابعاد الحكومة على التجاذبات وانكفائها على مهامها ، بعد الاغتيال اقتنعت أننا أمام مؤامرة مفتعلة وأردت سحب البساط ، عرضوا علي إقالة علي العريض فقلت أن المطلوب ليس رأس علي وانما رأس الحكومة كلها ، واكدت انني لن اضحي بكبش فداء لذلك اعتبرت ان ما فعلته هو من واجبي الدستوري. قمت باستشارة ثم اخذت مسؤوليتي ، ولو تركت الامر لاحترقت البلاد ، واليوم بشهادة العديد نجحت المبادرة في سحب البساط من تحت الاقدام وجنبت البلاد والتجربة كارثة مؤكدة ، مبادرة لم تقبل من حزبي ولهم الحرية في ذلك .

 

قلت أنك قمت باستشارة ، من هي الاطراف التي شاورتها ؟

 

من النهضة و الترويكا، شاورت قيادات الاحزاب على راسهم قيادة النهضة، قمت باستشارة رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس التأسيسي وجمعت الحكومة والوزراء ثم اخذت قراري الدستوري وواجبي .

 

من هم الذين أيدوا المبادرة؟
النهضة رفضت الفكرة ، التي وافق عليها الرئيسان ، ولو ان الرئيس المرزوقي وافق ثم اعلن عن خلاف ذلك ، كان يقول لي انا معك بينما وزراؤه ينتقدون القرار ويعتبرونه مصلحة شخصية ، وكان مصطفى بن جعفر شجاعا واكد ان هذا من حقي ، ايضا وافق العديد من رجال الدولة على المبادرة واعتبروها انقذت البلاد .

 

خلاف حمادي الجبالي هل هو مع مؤسسة الرئاسة ام مع النهضة ككل ؟
لا اريد ان اشخص ، لكن بشكل عام كان لابد على النهضة ان تقوم بمراجعات في الشكل والمحتوى وان تكون حزبا عصريا ديمقراطيا، أقولها بكل وضوح وبكل تواضع لا توجد احزاب غير النهضة في تونس مع تواضعنا ومع ضعفنا. هناك احزاب عائلية وأخرى شخصية وغير ذلك ، اما النهضة فقد جاءت لتكون رافعة للمجتمع ، رافعة للبلاد ولا ارغب في ان تبقى لوحدها في هذا الدور ارغب ايضا في اسهام الاخرين حتى لا نعود الى الحزب الواحد ، النهضة تطورت فقط على مستوى الفكر السياسي ، هناك الكثير من المآخذ مثل الانتماء و الاندماج والمؤسسات ..دور الشباب الشفافية المواقع ..النهضة تزخر بالطاقات ولديها امكانات رهيبة جدا تبكي عليها بقية الاحزاب ، نداء تونس عندما تأسس كان يرسل الرسائل الى شباب النهضة يرغب في احتوائهم وكانو يأتونني بهذه الرسائل ، النهضة لديها نقص في ادارة الطاقات البشرية حتى صارت هذه الطاقات معطلة ، الحزب عليه ان ينفتح ان يبتعد عن عقلية “Sect” ، وان يتفرغ لحل مشاكل الشعب والبلاد ، وهذا يحتاج الى تدريب و الى تكوين و الى مختصين .

 

المأخذ الثاني يخص الحوار الداخلي والدخول في الائتلاف ، الذي جاء على خلفية الهاجس الامني والسعي الى الحيلولة دون تحالف اليسار والدساترة ، وانا عكس ذلك لا ارى جدوى للتخويف من المشكلة الامنية ولا اسقاط التجربة المصرية على الوضع في تونس .

 

أرى أنك تشاطر الاطراف المناوئة والمشككة ، بما ان النهضة تؤكد استهدافها ومحاولة استئصالها وانت تؤكد عدم ذلك؟
انا لم اخذ بهذه الاراء ولم اسمعها اصلا انا بنيت تحليلي على الواقع ، الذي قادني الى ان استهداف النهضة وهم وتخويف ” حتى واحد في تونس ما ينجم يضرب النهضة” من يفهم الواقع الاستراتيجي للمنطقة والواقع الداخلي لتونس يعتبر ان ضرب النهضة مجرد وهم ، وهذا الخوف ياتي من هاجس الوضع المصري واسقاطه على بلادنا يجب ان نعي ان القرار في تونس مشتت وان لا احد يمكنه المس من النهضة ، مثلا ياسين العياري وحده لم يقدروا عليه ، سجنوه نعم ولكن زادوه زعامة ، النهضة يراد لها ان تكون شريكا في الحكم بل الضامن للاستقرار ، امر يفرضه الواقع المحلي والواقع الاقليمي والواقع الدولي ، ليس من الصدفة ان امريكا واوروبا تشترط ان تكون النهضة في الحكم ، هم يعلمون ان الاطراف الاخرى من غير النهضة ليسوا على القدرة والتنظيم التي تملكها النهضة ، واذا ضربوا الحركة وزجوا بها في السجون ما هي المبررات التي سيقدمونها ؟ لأن النهضة كانت ديمقراطية ! لأن النهضة هي التي تحملت مسؤولياتها وأوصلت البلاد إلى دستور وحريات !
نحن بصدد تحليل لم يؤخذ في الاعتبار تطورات الوضع ، من هي القوة التي تملك قرار ضرب النهضة او حتى احد الاحزاب الصغرى ؟ من يمكنه فعل كل ذلك لا يستطيع اليوم ان يحكم والنهضة معه فما بالك لو كانت النهضة في الشارع والسجون !! هل تتوقعون ان هناك اليوم من يستطيع ان يحكم تونس بالنار والحديد والسجون ! هذا وهم ، هل هناك مركز قرار اليوم في تونس بيده كل شيء ، هل تتصورون ان المنظومة الاقليمية والدولية تسمح لمغامر بضرب النهضة ! تضرب لأنها كانت السباقة للديمقراطية والتعددية ..
هذا الذي انتقده ، اذا ارادت النهضة دخول الحكم فلا مانع لكن على اساس صحيح ، هل من برامج مشتركة ؟ هل طرحت مجمل القضايا ونوقشت واتفق الجميع على برنامج حكومي ؟ هل اتفقنا على الفريق الذي سيحكم البلاد ؟

 

السائد ان النهضة دخلت الى الحكم لامتصاص الضربة والحيلولة دون الفوضى؟

 

هذا من الهواجس الامنية ، تونس لن تحكم بجيشتونس سبق وحكمت بداخلية، الداخلية كانت جزءا من حكم بن علي الذي حكم تونس بالداخلية والمال والاعلام والقضاء والاتحاد وحكم بالجيران وبالخليج وباوروبا وبامريكا ..وكان مركز القرار ، هل هذا هو الواقع الان ؟ من يملك هذا القرار اليوم في تونس ؟ من رحمة الله ان مراكز القوى متفرقة في تونس ..النهضة لم تعد شريكا بل ضامنا تطلبها الجزائر واوروبا وغيرها لذلك علينا ان نكف عن هذا التخويف والتلويح بالسجون ، ثم متى كنا نحن نخاف من السجون ؟ وما هذا التخويف من وحدة اليسار والدساترة ؟ دعهم يتوحدون وسنرى في اول مجلس وزاري ماذا سيحدث عندما يطرح ملف الاجور وملف الاسعار ..ثم متى لم يجتمعوا ضدنا اصلا ؟ وماذا اكثر من اعتصام الرحيل واكثر من المؤامرات التي قاموا بها !

 

الكثير يتسائل عن خروج قيادي تاريخي من الصف الاول من حركة عرفت بالانضباط التنظيمي بل ومنهم من يحملك المسؤولية ،لانه كان يمكنك الاختلاف من داخل المؤسسة؟

 

الامر ليس بتلك السهولة ولا يمكن تصويره بشكل كاريكاتوري ، في ذلك الوقت كان امامي خياران اما ان اساير او لا قدر الله “نفلق الحركة” وانا لن اقبل بالخيارين ، فاخترت الانسحاب وهذا لا يعني اني سأسعى الى شق النهضة ولن اقوم بالذي يقوم به جماعة النداء اليوم من سب وشتم وصراخ .. نحن نترفع عن ذلك ، وقلبي مفتوح وبيتي مفتوح لجميع اخواني ، ليست نهاية العالم ولا هي قضية شرعية عقدية ان يخرج الجبالي من الحركة .

 

هل ستترشح الى رئاسة الجمهورية؟ وماذا عن تأسيس حزب جديد؟
كل شيء وارد ليس لدي طابوهات ، اذا اقتنعت انه يمكنني تقديم خدمة لبلادي لن اتردد ولن اخضع لأي مساومات .

 

حاوره نصرالدين السويلمي
المانيا – بون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *