“حكومة انتخابات” حل يحفظ ماء وجه الجميع .. بقلم كمال بن يونس

خلافا لتوقعات أطراف كثيرة كان المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمس قيادة الجبهة الشعبية “معقولا جدا” سياسيا.. وتجنب التشنج والتهريج ..

وكانت المطالب التي أعلن عنه الناطق الرسمي باسم الجبهة السيد حمه الهمامي ” معقولة جدا ” ، تتطابق مع موقعه على رأس حزب معارض وجبهة من الأحزاب اليسارية والقومية .

+ من الطبيعي أن يعبر الناطق الرسمي باسم نحو 14 حزبا يساريا معارضا عن وجهة نظر تنتقد الحكومة وحلفاءها وتشكيل حزب سياسي يتزعمه سياسيون يتحملون مسؤوليات كبرى في الدولة والادارة .

+ ومن الطبيعي أن يعتبر السيد حمة الهمامي أن ” حظوظ المتسابقين في الانتخابات القادمة ” لن تكون متكافئة ، إذا كانت بعض القائمات تلقى دعما من مسؤولين كبار في الدولة ، بينما القائمات المنافسة لها توجد خارج ” السيستام”..(؟؟)

+ وبصرف النظر عن الموقف من وجهة النظر هذه ، فإن دور المعارضة والنقابات التعبير عن مواقف مخالفة للسلطات في سياق احترام القانون وقوانين اللعبة السياسية ومواثيق الشرف ..وهو ما حصل بالامس .

فقد كان بيان اللجنة المركزية للجبهة الذي وزع بالمناسبة ” معقولا عموما ” ، بعيدا عن الأحكام المسبقة والاتهامات الخطيرة التي سجلت في مناسبات سياسية وإعلامية سابقة ..بما في ذلك عند الاعلان عن مطلب الكشف عن قتلة الشهيدين شكري بلعيد ومحمد الابراهمي و” التنظيم السري”..

++ ولعل ” الصدف” شاءت أن تلتقي دعوات ” المبادرة الجديدة للجبهة الشعبية” مع مواقف مماثلة صدرت عن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم 14 جانفي الماضي ، تحفظ فيها على تأسيس ” حزب الدولة ” من قبل أنصار السيد يوسف الشاهد ومسؤولين كبار في الدولة والادارة ..

++ كما صدرت تصريحات ومواقف مشابهة عن شخصيات سياسية وحزبية من عدة تيارات بينها أحزاب النداء والشعب والتيار الديمقراطي والنهضة والمؤتمر والحراك ..

++ وفي صالونات السياسة والإعلام لا تستبعد بعض المصادر المسؤولة منذ مدة أن يستقيل السيد يوسف الشاهد من رئاسة الحكومة والوزراء الذين انضموا الى حزبه، قبل حوالي 6 أشهر من موعد الاقتراع العام ، ليتفرغوا لمشروعهم الانتخابي السياسي من جهة ..وحتى يتحرروا من التبعات السياسية للاخفاقات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة ، التي لها أسباب هيكلية وليس من مصلحتهم اضاعة الوقت والاعصاب خلال حملتهم الانتخابية في تبريرها وتحمل وزر المسؤولين عنها طوال الاعوام الماضية وخاصة منذ مطلع 2015..

++ وبعد أن فشلت آخر مبادرات توحيد “الندائيين ” الاسبوع الماضي حول ” المكتب التنفيذي التاريخي ” وتعمق الخلافات بين قرطاج والقصبة وباردو من جهة والبحيرة ومونبليزير والجبهة الشعبية واتحاد الشغل من جهة ثانية، قد يكون الحل الذي يحفظ ماء الجميع ، التوافق في الكواليس بين ” الكبار” حول عقد اجتماع جديد للمشاركين في حوارات ” قرطاج 2 “..

ويمكن لمثل هذا الاجتماع أن يعلن عن تشكيل ” حكومة انتخابات” تباشر مهامها خلال الاشهر القادمة ..لا يكون رئيسها ولا أعضاؤها من بين المشاركين في السباق نحو البرلمان أو قصري الرئاسة والحكومة أو من بين كبار المسؤولين غن الأحزاب السياسية ..

مرة أخرى قد يثب السياسيون التونسيون أن البلد يوشك أن يصل إلى ” شفا حفرة ” لكن الحكماء والعقلاء والمعتدلون يتدخلون في الوقت المناسب لانقاذ الموقف ..

أمل هل يتحقق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *