تبنت جماعة “المرابطون” التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الهجوم “الانتحاري” بمدينة “غاو” شمالي مالي الذي استهدف صباح اليوم الأربعاء معسكرا للقوات المشتركة بين الحكومة المالية و الحركات الأزوادية شمال البلاد، و أسفر عن مقتل خمسين و إصابة العشرات.
 
و أكد التنظيم -الذي يقوده الجزائري المختار بلمختار- في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه مسؤوليته عن العملية التي استهدفت صباح اليوم مقرا للدوريات المشتركة في مدينة “غاو” و التي تضم الجيش المالي وتنسيقية الحركات الأزوادية وبلات فوروم برعاية قواتالأمم المتحدة.
 
وأكد التنظيم أن العملية التي استهدفت المعسكر نفذت بواسطة سيارة مفخخة يقودها عبد الهادي الفولاني، مؤكدا أنه “لن يسمح بإنشاء الثكنات والمقرات والدوريات والأرتال التابعة للأمم المتحدة أو الفرنسيين ممن يحتل بلاد مالي المسلمة”.
 
و قال البيان إن من “يناصر المحتلين أو يساعدهم بأي نوع من أنواع المساعدة فإنه هدف مشروع لنا لا نفرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود ولا قريب ولا بعيد”.
 

و كان “انتحاري” يقود سيارة مفخخة قد اقتحم صباح اليوم الأربعاء معسكرا للقوات المشتركة بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية بإشراف الأمم المتحدة في مدينة غاو شمالي البلاد، مما أدى إلى سقوط خمسين قتيلا، وفاق عدد الجرحى الخمسين وفق حصيلة مؤقتة.

و قال مصدر أمني إن حصيلة الضحايا مؤقتة بسبب عدم اكتمال عمليات الإنقاذ وخطورة إصابات عدد من الجرحى في المعسكر الذي يضم نحو ستمئة عنصر تم تجميعهم استعدادا لانطلاق هذه الدوريات التي أقرها اتفاق الجزائر المبرم في العام 2015 بين بماكو والمتمردين الأزواديين.

 
حداد في مالي
و يضم المعسكر جنودا حكوميين و أفراد جماعات مسلحة يقومون بدوريات عسكرية مشتركة بموجب اتفاق السلام الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لوقف العنف في شمال مالي المضطرب، ويفاقم انعدام الأمن التوترات بين جماعات المتمردين والمليشيات الموالية للحكومة.
 
و أكد شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت عبر الهاتف أن الانفجار كان شديدا، وأن السيارة توغلت داخل المعسكر إلى أن وصلت خيمة التمركز الرئيسية، وتناثرت الأشلاء في المكان بفعل قوة الانفجار، مما يعني -حسب شهود العيان- أن عدد الضحايا ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.
 
و أعلن الرئيس المالي بوبكر كايتا الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتوجه وزير الدفاع عبد الله ميغا إلى غاو للاطلاع على الأوضاع، فيما تتواصل عمليات إخلاء الجرحى وعلاجهم.
 

و أكدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي عدم إصابة أي من أفرادها بالهجوم

و قالت المتحدثة باسم البعثة راضية عاشوري للجزيرة نت إن الهجوم استهدف تجمع المقاتلين من الجيش المالي والحركات المسلحة.

 
وبدأ تشكيل الدوريات المشتركة في الشهر الجاري في إطار تنفيذ اتفاق الجزائر 2015 بهدف تعزيز الأمن في شمال مالي، وتتكون هذه الدوريات من عناصر الحركات الأزوادية المسلحة والجيش المالي، فضلا عن عناصر من القوات الأممية والقوات الفرنسية العاملة في مالي.

المصدر : الجزيرة