بقلم كمال بن يونس
تقدمت خطوات تفعيل ” المبادرة التونسية الجزائرية ” حول وقف الحرب في ليبيا ..
وتقدمت التحضيرات الرامية إلى تنظيم مؤتمر لوزراء خارجية تونس والجزائر وليبيا ومصر في تونس تمهيدا لقمة ثلاثية تونسية جزائرية مصرية قد تعقد في العاصمة الجزائرية بعد حوالي شهر.
وتتعاقب في تونس وأوربا وعدد من دول المنطقة التحركات التي يقوم بها سياسيون ليبيون وأوربيون وعرب وموفد الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر لمحاولة وقف الحرب المدمرة التي أتت على الأخضر واليابس في الشقيقة ليبيا وتسببت في أضرار مادية وأمنية وسياسية هائلة بالنسبة لتونس ومصر والجزائر وبقية الدول العربية والإفريقية .
وكان اجتماع اللجنة السياسية التونسية المصرية الاسبوع الماضي في تونس برئاسة وزيري الخارجية في البلدين خطوة في هذا الاتجاه.
وكانت دافوس وروما مسرحا لبعض هذه التحركات .
ومن المقرر أن يزور الرئيس الباجي قائد السبسي ايطاليا الاسبوع القادم لبحث قضايا ثنائية والملف الليبي المغاربي.
وقد كشفت زيارة الوزير مدير الديوان الرئاسي الجزائري أحمد أويحيى الى تونس الأسبوع الماضي ، للقاء زعماء ليبيين في بيت زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي ، أن التحركات التي يقوم بها الرسميون وبعض ممثلي الأحزاب الكبرى في تونس والجزائر ومصر منذ مدة يمكن أن تساهم في اقناع أغلب الاطراف بانجاز مصالحة ليبية ليبية واسعة تشمل لأول مرة زعامات من نظام القذافي ومن “جناحي ثورة 17 فبراير” أي قيادات الاطراف الفاعلة في حكومات طرابلس وطبرق .
وبعد التصريحات التي حذر فيها زعيم حزب ” الوطن” عبد الحكيم بالحاج من إشعال فتيل حرب شاملة تمتد الى مصر والجزائر وتونس ، كشفت تصريحات مسؤولين ليبيين وتونسيين وجزائريين ومصريين في تونس امكانية تحقيق ” مصالحة ليبية حقيقية لا تقصي “القذافيين”ولا الاسلاميين أو الليبيراليين .
لكن هذه الانباء المطمئنة لن تقلل من أهمية المخاطر الامنية والاقتصادية الاجتماعية التي تهدد ليبيا وتونس ومصر والجزائر بحكم التعقيدات التي تميز الملف الليبي وبينها تزايد تأثير ” الميليشيات المتطرفة المسلحة” المحسوبة على ” التيار السلفي المتشدد” وعلى بعض العواصم العربية والدولية .
كما لا تقلل بوادر التسوية من أجندات المافيات الاقليمية والدولية المستفيدة من توسيع رقعة الازمات الامنية والاقتصادية والحروب والدمار في ليبيا وبقية الدول العربية والافريقية وبينها تونس والجزائر ومصر.
ولن يكون سهلا بالنسبة لملايين الليبيين وبقية شعوب المنطقة التي تعاني منذ أعوام من ويلات الحروب والحرمان من الدراسة والغذاء والمسكن اللائقين أن تنجح بسرعة في اعادة اعمار بلدانها واستئناف حياة ليس فيها احقاد وحملات ثار وانتقام وأعمال عنف وارهاب .
لكن لا بديل رغم كل ذلك عن المصالحة الوطنية الشاملة وعن صرف كل الطاقات للبناء بعد أن اهدرت في الهدم والعنف والعنف المضاد .
وبحكم تداخل مصالح الشعبين الليبي والتونسي وكل شعوب المغرب الكبير لا بديل عن صرف جهود تونسية ومغاربية أكبر لاطفاء نيران الحرب في الشقيقة ليبيا..لأن الانفراج وانجاح الاستقرار في ليبيا هو الشرط الرئيسي لمعالجة أزمات كل دول المنطقة بدءا من تونس التي اضطرب أمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي بسبب انهيار ذراعها الجنوبي الشرقي .