تونس: سياسيون واقتصاديون في الصفوف الأولى

تسبب تراكم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تونس، خلال العقود الثلاثة الماضية، خصوصاً بعد «ثورة 2011»، في «احتراق» كثير من الزعماء السياسيين والكفاءات والخبرات الوطنية.
ولقد استفاد الرئيس قيس سعيّد خلال انتخابات 2019 من خيبة أمل غالبية الشعب في الطبقة السياسية القديمة بكل ألوانها الحزبية والسياسية، ونجح رافعاً شعار «فليرحلوا جميعاً».
ولكن بعد منعرج «25 يناير» 2021، أصبح ينتقد بحدة أكبر «المنظومة القديمة» التي حكمت تونس خلال العقود الماضية، وبصفة أخص خلال «عشرية الخراب»، وهي التسمية التي يطلقها على مرحلة ما بعد يناير 2011.
غير أن الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تمر بها البلاد حالياً أعادت الكلام عن «مبادرات سياسية» يقف وراءها مستقلون أو زعماء نقابات وأحزاب. ويرشح أصحاب هذه «المبادرات»، في الكواليس، كما في وسائل الإعلام، أسماء شخصيات اقتصادية وسياسية وطنية عديدة للعب دور في الصفوف الأولى في المرحلة المقبلة، من بينهم وزير الداخلية ورئيس الحملة الانتخابية للرئيس سعيّد سابقاً توفيق شرف الدين، ووزير الزراعة الجديد اللواء عبد المنعم بالعاتي.
أيضاً، بين الشخصيات التي ترشح للعب دور أكبر كل من:
– محمد الفاضل عبد الكافي، وزير الاقتصاد والمالية سابقاً وزعيم حزب «آفاق» الليبرالي المعارض، وهو شخصية في رصيدها خبرة طويلة اقتصادياً ومالياً وأكاديمياً في القطاعين العام والخاص. ولقد رشحته عدة أحزاب لرئاسة الحكومة بعد انتخابات 2019، إلا أن الرئيس سعيد اختار وقتها إلياس الفخفاخ ثم هشام المشيشي.
– أحمد نجيب الشابي، زعيم المعارضة اليسارية في عهدَي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، ووزير التنمية في أول حكومة بعد «ثورة 2011»، ثم زعيم الحزب الجمهوري الذي تصدّر معارضة «الترويكا» والحكومات التي قادتها أحزاب «حركة النهضة» و«نداء تونس» و«تحيا تونس». وراهناً، يتزعم الشابي جبهة معارضة تضم 10 أحزاب سياسية.
– مالك الزاهي، وزير الشؤون الاجتماعية الحالي، وهو من بين الشخصيات المقربة من الرئيس قيس سعيّد منذ مرحلة ما قبل انتخابات 2019… وسبق أن كلفته الرئاسة بملفات حوار صعبة داخلياً، خصوصاً مع قيادات النقابات ومنظمات رجال الأعمال. كذلك كلفته مهمات سياسية واقتصادية اجتماعية عديدة في أوروبا والعالم العربي، بما في ذلك إبلاغ رسائل إلى عدد من القادة العرب وقادة أوروبا.
– محسن مرزوق، زعيم حزب «مشروع تونس»، وهو ناشط سياسي وحقوقي يساري سابق ساهم في تأسيس حزب «نداء تونس» مع الرئيس الباجي قائد السبسي وشخصيات نقابية ويسارية ودستورية، من بينها الأمين العام الأسبق لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل»، الطيّب البكوش. تولى حقيبة وزير مستشار في قصر الرئاسة بعهد السبسي، ثم استقال وأسس حزب «مشروع تونس» مع عدد من المنشقين عن السبسي وحزبه.
– حاتم بن سالم، وزير التربية وزير الدولة للخارجية سابقاً، وهو ليبرالي مخضرم تولى مسؤوليات دبلوماسية وحكومية قبل «ثورة 2011» وبعدها. وترأس في عهد الباجي قائد السبسي «مركز الدراسات الاستراتيجية» التابع لرئاسة الجمهورية برتبة وزير.
– توفيق بكار، محافظ «البنك المركزي» وزير المالية سابقاً، وهو شخصية سياسية اقتصادية نجحت خلال السنوات الـ15 الأخيرة من حكم الرئيس بن علي في السيطرة على العجز المالي والتضخم، وأيضاً في إقناع المؤسسات المالية الأوروبية واليابانية والعالمية بتقديم قروض لتونس بنسب فائدة ضعيفة جداً، ودون شروط سياسية اجتماعية. وينتمي بكار إلى «لوبي» خريجي المدرسة العليا للإدارة التي تخرج فيها أغلب الوزراء والمديرين والمسؤولين في تونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *