مثّلت الإنفلاتات التي تشوب الخطاب السياسي لعدد من الوجوه السياسيّة موضع جدل كبير في الساحة التونسيّة في السنوات الأخيرة و لكن المثير للغرابة أنتصدر تصريحات بهذه الأشكال عن مسؤولين في الدولة، و قد حدث هذا بالفعل على لسان وزير الشؤون الدينيّة السابق عبد الجليل بن سالم و عن وزيرة المالية لمياء الزريبي.
الأمر لم يتوقّف عند هؤلاء المذكورين آنفا، فقد تجاوز إلى ماهو ربّما أخطر فإذا كانت أزمة تصريحالأول تمّتطويقها بسرعة وتمّت إقالته و أزمة تصريح الثانية تسبّبت في تفاقم تدهو الدينار التونسي و تمّت إقالتها فإنّ تصريحا صدر أمس الخميس عن وزير البيئة و القيادي في آفاق تونس رياض الموخّر أكثر إثارة للجدل.
رياض المؤخر وزير الشؤون المحلية والبيئة أثار غضب وسائل الإعلام الجزائرية على خلفية تصريح نسب إليه خلال ندوة تحت عنوان “تونس أمل المتوسط” التي نظمتها جمعية “CRAXI” الإيطالية أمس الخميس بروما و قال في التصريح ” عندما يسألونني عن موقع تونس فإني أفضل أن أجيب بأنها تقع جنوب إيطاليا، على أنها تقع بجوار الجزائر الدولة الشيوعية” واتهمت صحيفة “Algérie Patriotique” رياض المؤخر بالسعي من وراء التصريح إلى تلميع صورة تونس عبر إقناع الإيطاليين بانها واحة سلام من خلال الإساءة الى الجزائر.
تصريح رياض الموخّر لم يثر غضب وسائل الإعلام الجزائريّة فحسب بل و أثار غضب روّاد وسائل التواصل الإجتماعي في تونس حيث تهاطلت المئات من التغريدات المطالبة بإقالة هذا الوزير من الحكومة متبرّئين من مثل هذه التصريحات التي تسيء للشقيقة الجزائر.
بعض روّاد وسائل التواصل الإجتماعي تجاوزوا المطالبة بإقالة الوزير إلى التساؤل عن مدى معرفته بالتاريخ و السياسة و الجغرافيا و بمدى قدرته أو كفاءته في تحمّل مسؤوليّة صلب الدولة.