تونس بين القمتين العربية الصينية والامريكية الافريقية .. بقلم كمال بن يونس


> تستضيف الشقيقة المملكة العربية السعودية هذا الاسبوع قمة عربية صينية وقمة خليجية صينية تتويجا لقمة ثنائية سعودية سعودية…
> ومن المقرر ان تشارك تونس على أعلى مستوى في هذا المنتدى الاقتصادي و السياسي العربي الصيني… الذي ينعقد بعد نحو 20 عاما عن تأسيس “منتدى التعاون العربي الصيني” بما ساعد في مضاعفة قيمة المبادلات التجارية بين الصين والدول العربية 10 مرات… فقفزت من حوالي 30 مليار دولار عام 2021 الى اكثر من 330 مليار دولار عام 2021…اي حوالي الف مليار دينار تونسي…
> في نفس الوقت من المقرر أن تعقد الاسبوع القادم في الولايات المتحدة الأمريكية قمة افريقية امريكية دعا لها الرئيس الأمريكي بايدن… وقد تلقى الرئيس قيس سعيد دعوة من الرئيس الامريكي لحضور هذا الحدث العالمي… وبذلك تكون زيارة سعيد إلى واشنطن الأولى من نوعها منذ وصوله قصر قرطاج في 2019..
> اذا تغيب سعيد عن هذين المؤتمرين الكبيرين او عن أحدهما، يرجح ان تكون تونس حاضرة بوفود ترأسها رئيسة الحكومة نجلاء بودن او اوزير الخارجية عثمان الجرندي…
> لكن تزامن هذين المؤتمرين العالميين يطرحان في كل الحالات تحديات كثيرة على كبار المسؤولين في تونس لعدة اسباب من بينها :
> +اولا : الأوضاع الداخلية في تونس والمنطقة والتي تفرض على رئيسي الدولة والحكومة متابعتها عن قرب و حضوريا… بينما تستوجب المشاركة في قمتي الرياض ثم واشنطن تغيبا.. و نوعا من “الشغور” لا يقل عن الاسبوع… في مرحلة تعمقت فيها التناقضات والمواقف والتقييمات لمسار “انتخابات 17 ديسمبر”…
> + ثانيا : تغيب رئيس الدولة عن قمة الرياض قد تكون لديه كلفة سياسية وانعكاسات مالية و تجارية سلبية في علاقات تونس بالمملكة السعودية وبالعملاق الصيني وكبار شركائهمافي المنطقة وبينها مصر ودول الخليج العربية…
> وبعد ان اكد الرئيس المصري وعدد من الرؤساء والملوك العرب حضور قمة الرياض فقد لايكون من مصلحة تونس التغيب عنها.. خاصة في هذه المرحلة التي تقوم فيها بمساع للحصول على قروض من صناديق التنمية العربية و الخليجية والصندوق الاسلامي بجدة…
> + ثالثا : تغيب تونس عن قمة واشنطن الامريكية الافريقية ،او المشاركة فيها بوفد ضعيف التمثيلية، مقابل مشاركتها في القمة الصينية العربية سيتسبب لها في حرج مع السلطات الامريكية التي تشهد علاقاتها توترا كبيرا مع الصين لاسباب اقتصادية سياسية وبسبب “انحياز بيكين لموسكو” في حرب اوكرانيا… و تزعمها تحالف شنغهاي الذي يشمل دولا اسوية كثيرة منافسة لامريكا في اسيا الوسطى والشرقية بينها ايران وروسيا وتركيا والهند و حلفائهما…
> + رابعا : لان قمة واشنطن تعقد بعد اشهر عن قمة الاعمال الامريكية الافريقية التي نظمت في مدينة مراكش المغربية في جويلية الماضي… بحضور الرئيس الامريكي بايدن والعاهل المغربي محمد السادس ومئات المستثمرين الامريكيين والافارقة…
> وفي ظل “فتور” علاقات تونس والرباط متذ قمة تيكاد 8 بتونس و الزوبعة التي اثارها استقبال رئيس جبهة البوليزاريو ،قد يكون من مصلحة تونس ان تستبق مشاركتها في قمتي واشنطن والرياض بتسوية خلافاتها مع الرباط وتوظيف شبكة علاقاتها الدولية خدمة لمصالحها خاصة علاقاتها المميزة مع صناع القرار في امريكا وافريقيا و دول الخليج والصين…
> في كل الحالات ليس من مصلحة تونس ان يبقى مقعدها شاغرا في المحافل الدولية.. وان تدفع سياستها الخارجية مجددا نحو البراغماتية والنجاعة والحياد الايجابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *