” تكفيريون ” ليبيون وتونسيون وراء ممارسات خطيرة في الجوامع : تغيير القبلة والمحراب وتخريب المنابر؟

· جوامع خارج السيطرة من جديد ؟

كانت التجمعات الشعبية في الجوامع بمناسبة صلاتي العيد والتراويح مناسبة اكتشف فيها مئات الآلاف من التونسيين والتونسيات أن كثيرا من جوامع البلاد من جنوبها إلى شمالها أصبحت مهددة ب” فتن مفتعلة ” من قبل بعض ” التكفيريين ” أو ” السلفيين” الليبيين والتونسيين ” الذين تزايد تأثيرهم في الجوامع وبصفة أخص في الجنوب وبعض المدن الداخلية والأحياء الشعبية حيث تختلط الأوراق وتراجع نفوذ الدولة .

ومن بين ما يسجل أن جربة والجنوب الشرقي كان من أكثر مناطق ” تصدير” الشباب المتحمس للتدريب على حمل السلاح والمشاركة في القتال في ليبيا وسوريا والعراق ..وبينهم عشرات قتلوا في المعارك من بين اصيلي جربة وبن قردان ومدنين من بين من ورطهم ” التكفيريون ” المقربون من زعامات من أبناء الجهة من بين قادة المجموعات المسلحة ؟؟

ولعل من بين أخطر السلوكيات الخطيرة التي لاحظها من زار كثيرا من الجوامع يوم العيد وفي شهر رمضان أن بعض ” السلفيين” الليبيين والتونسيين انتقلوا من القول الى الفعل وقاموا بنقل المنابر من وسط الجامع الى زاويته الجنوبية الشرقية و تغيير القبلة والمحراب وجهة الزرابي ..بحجة أن ” القبلة المعتمدة في جوامع بلدان شمال افريقيا غالطة “؟؟

وبالنسبة للمنابر التي كان يخطب عليها أئمة من رموز علماء جامع الزيتونة منذ قرون عمد بعضهم ـ تحت تأثير ” سلفيين “(؟؟) من الشقيقة ليبيا وتونس ـ إلى تخريبها واستبدالها بمدرج صغير من 3 درجات فقط بحجة أن منبر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان من 3 درجات فقط ؟؟

احتجاجات

في بعض هذه الجوامع ـ مثل جامع حي السلام في الوردية الرابعة وجامع سيدي عبد السلام في الماي جربة وجامع حي السلام في حي النصر ـ خرج المصلون عن صمتهم بعد سنوات من استفحال تأثير شخصيات “مشبوهة” على بعض الأئمة ومعلمي الأطفال إلى درجة إقناعهم بتغيير القبلة وموقع المنبر حجمه وهدم المحراب القديم (؟؟ ) وإلغاء الأدعية جهرا بعد الصلاة ..بدعوى أن تلك الأدعية ” بدعة ” (؟؟”) وأن بوصلة ” معهد الرصد الجوي” تثبت أن ” زاوية القبلة غير دقيقة حسب البوصلة “..

أين السلطات السياسية والامنية الجهوية والوطنية من مثل هذا المناخ العبث بالجوامع والمساجد وبيوت العبادة التي يؤمها ملايين التونسيين والتونسيات ؟

ألم تزعم الحكومة أن كل الجوامع أصبحت ” تحت السيطرة “؟

ولماذا لم يتدخل الولاة والمعتمدون ووزارة الداخلية اذا كانت وزارة الشؤون الدينية تفتقر الى وسائل الردع والزجر؟

وهل صحيح أن بعض” الوعاظ” وممثلي ” ادارات الشؤون الدينية ” في الجهات اختاروا ” الحياد” او احالوا الموضوع على ” مصالح الرصد الجوي” (؟؟ ) متجاهلين الصبغة الرمزية للجوامع التي قاطعها مئات المصلين بسبب ” تكفيريين ” ومتشددين قد يكون بعضهم من بين أصحاب ” النوايا الطيبية ” وبعضهم الاخر ” مدسوسا ” لنشر الفتن بين ابناء العائلة الواحدة والاجوار والمنطقة السكنية المسالمة ؟

الوزير على علم

طرحنا هذه التساؤلات على السيد وزير الشؤون الدينية العروسي بيوض فأفادنا أنه وكوادر الوزارة ” على علم بكل التجاوزات ” التي تسجل منذ مدة في عدد من جوامع البلاد في كل جهات البلاد خاصة في الجنوب وبعض المناطق الشعبية في العاصمة وحول المدن ، ومن بينها منع الأدعية العلنية بعد الصلاة وتغيير القبلة والمنبر..الخ

لكن الوزير أورد في تعقيبه على تساؤلات الصباح أنه ومسؤولي الوزارة بصدد القيام بزيارات ميدانية إلى الولايات لمحاولة متابعة الموضوع مع السلطات الجهوية والمحلية ومع معتمدي الشؤون الدينية والوعاظ..” سعيا لمعالجة الإشكالات القائمة بهدوء”؟؟

لكن الاسابيع والاشهر تمر دون تغيير يذكر؟

فحتى متى تتواصل سياسة ” النعامة “؟؟

مشيخة الجامع الاعظم ؟

في نفس الوقت طرحنا هذا الموضوع على رئيس مشيخة الجامع الأعظم الشيخ عمر اليحياوي فأكد لنا ” تعاقب التجاوزات ” في جوامع كثيرة في البلاد من شمالها إلى جنوبها بسبب ” تناقص وعي الائمة والخطباء والوعاظ و تراجع نسبة العلماء والفقهاء المتمكنين من العلوم الشرعية ومن المقاصد النبيلة للتشريع الإسلامي “.

وأكد لنا رئيس مشيخة الجامع الأعظم أن ” غلق الجامعة الزيتونية ثم موت أكثر خريجي الزيتونة وأعلامها ، الى جانب غياب أطر مناسبة ومواقع لائقة لتدريس العلوم الشرعية والثقافة الدينية عوامل تتسبب في تجاوزات عديدة في الجوامع تحت شعارات تقليد السلف الصالح “(؟؟) مع خلط بين ” السلف الصالح ” و” السلفية”..

وفي هذا السياق تورط بعضهم في منع الأدعية الجماعية ويف وقطع أجزاء من المنبر الخشبي وفي تغيير موقع المنبر والمحراب في الجامع من وسطه إلى زاوية منه ..(؟؟ ) والتركيز على شكليات ومسائل ثانوية عوض الاهتمام بمقاصد التشريع في الاسلام وباولويات المسلمين في هذه المرحلة وبينها الحاجة الى نشر العلم المستنير والاستفادة من تراث أعلام جامع الزيتونة التي كانت أول وأعرق جامعة في العالم الاسلامي تخرج منها الاف العلماء من كل الجنسيات .

الحل ؟

كيف الخروج من هذه الدوامة ؟

وهل كتب على بعض المناطق التونسية ـ مثل جزيرة جربة وجهات في بنقردان ومدنين وقابس ومنطقتي الوردية والتضامن ـ أن تبقى تحت رحمة ” التكفيريين ” و” السلفيين ” من جنسيات مختلفة الذين سيطروا بعد الثورة على آلاف الجوامع وتسببوا في اغلاق بعضها مرارا بعد أن ثبت استخدامها لتجميع الكتب ” التكفيرية ” وأحيانا للاسلحة والتدريب على حمل السلاح فضلا تورط بعضهم في افتعال ” فتن ” مذهبية وعرقية وطائفية لا مكان لها في تونس مثل ” الفتن بين الاباضية والمالكية “؟

الحل في نظر الشيخ عمر اليحياوي رئيس مشيخة الجامع الأعظم يبدأ بإعادة الاعتبار للتعليم الزيتوني وتمكين مشيخة الزيتونة وهيئتها العلمية من فرص تعليم الناس مقاصد الإسلام والعلوم الشرعية الصحيحة بعيدا عن الغلاة وتأويلات الأميين والجهلة .

هل تلقى مثل هذه النداءات صدى ؟

أم تحسم الامور مرة أخرى عبر اللجوء الى ” الحلول الامنية ” وفرض القانون بقوة المؤسستين الامنية والعسكرية ؟

في كل الحالات لا بد من وقف الاستهتار بالمقدسات وظاهرة توظيف الجوامع من قبل بعضهم لنشر الفتن والفوضى والعنف والارهاب ..لأن المساجد تأسست لتكون ” جامعة ” لأبناء المنطقة الواحدة حول القيم الاسلامية السمحة والمعتدلة ؟

علما أن جوامع جربة التي يفوق عددها ال350 كانت دوما مفخرة ومركزا علميا اجتماعيا رائدا فهل سيتورط بعض “المسؤولين” اليوم في الاسءة اليها عبر الصمت على ” التجاوزات “؟

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *