تصاعد وتيرة الإعتداءات على الجاليات المسلمة

مغرب نيوز-منية العيادي

 

أثارت العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مسجد المركز الإسلامي بمقاطعة كيبيك الكندية و خلفت 6 قتلى و 5 في حالة حرجة الكثير من ردود الأفعال داخل الأوساط المسلمة خاصَة و أنها لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها الجاليات المسلمة إلى الإعتداءات التي تبرز و بشدة الكم الكبير من العنصرية و الكراهية و التي تكاد تكون بشكل يوميي خصوصا بعد كل عملية إرهابية يقوم بها عربي أو مسلم و لكن الأمر هذه المرَة أصباح معكوسا فضحايا العملية الإرهابية هنا هم مسلمون.

هذه العملية الإرهابية تعود أساسا إلى محاولة تعميق مفهوم الإسلاموفوبيا، في الدول الغربية يومًا بعد يوم، بسبب خطابات الكراهية المعادية للإسلام و المسلمين التي تتبناها الأحزاب اليمينية في خطاباتها الإعلامية بصورة أدت إلى تنامي موجة الكراهية و العنف ضد المسلمين.

و في هذا الإطار علقت صحيفة الغارديان البريطانية على تلك العملية بالتأكيد على أنَ “المسلمينهم الذين يعانون أشد المعاناة من الإرهاب في العالم اليوم”. واصفة الإرهاب بأنه تكتيك و ليس دينا”

كما أوردت الغارديان،أن هناك اعتقادا مستمرا في الغرب اليوم، بأن الإسلام لديه ارتباط فريد و عميق بالعنف و التعصب لا يوجد في نهج أي معتقد آخر. مشددة أن هذه الرؤية غير صحيحة من الناحية النظرية و العملية، و كذب يتناقض بالحقائق، كما أنه يميل أيضا إلى إخفاء الضرر الحقيقي الذي يمكن أن تفعله بعض التفسيرات للإسلام بحياة المؤمنين و غير المؤمنين أيضا.
و أضافت الصحيفة، أن كثيرا من المساجد تلقت رسائل كراهية، تطلب من المسلمين الرحيل أو مواجهة مذبحة. مشيرة إلى أن رسائل متطابقة أرسلت من منطقة لوس أنجلوس ظهرت في مساجد في كاليفورنيا و ولايات أخرى مثل أوهايو، و ميشيجان، و رود آيلاند، وإنديانا، و كولورادو، و جورجيا. و قالت شرطة لوس أنجلوس، إنها تحقق حاليا في الرسائل بصفتها “حادثة كراهية” و ليس على أساس أنها جريمة، لأنها لا تنطوي على تهديد محدد. مضيفة أن الرسالة أكدت أن ترمب سيفعل بالمسلمين ما فعله هتلر باليهود. و قد طلب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” من مكتب المباحث الفيدرالي التحقيق في الرسائل. مشيرا إلى أن دراسة أكدت أن الولايات المتحدة شهدت منذ الانتخابات الرئاسية الماضية أكثر من 700 حالة إسلاموفوبيا و تحرش ضد المسلمين.

و كان الهجوم الإرهابي الأخير في كندا خلف 6 قتلى مسلمين أحدهم تونسي الجنسية يدعى بوبكر الثابتي 44 عاما و يشتغل بصيدلية إضافة إلى جزائريين خالد بلقاسمي 60 عاما دكتور جامعي و باحث في جامعة “لفال” و عبد الكريم حسان 41 عاما لديه محل قصابة و مغربي يدعى عز الدين سفيان 57 عاما لديه متجر منتوجات حلال و اثنين من الجنسية الغانية هما مامادو تانو باري يعمل كمحاسب و ابراهيم باري.

و تمَ اتهام مواطن مغربي الجنسية يدعى محمد بلخضر بالضلوع في هذه العملية إلاَ أنَ الشرطة الكندية أخلت سبيله بعد ذلك و كانت كبيرة المتحدثين باسم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، طالبت قناة فوكس نيوز، بسحب أو تحديث تغريدة لها على “تويتر” ذكرت أن المسلح الذي قتل 6 أشخاص في مسجد في كيبك من أصل مغربي و قالت المتحدثة، كيت بيرتشيس، آنذاك، إن التغريدة التي نشرت، أهانت الضحايا “بنشرها معلومات مضللة و بلعبها على سياسات الهوية و إطالتها أمد الخوف و الانقسام بين مجتمعاتنا”.

هذا الهجوم لم يكن الأول من نوعه فقد تعرض مسجد السلام في مدينة “بيتربرو” بمقاطعة “أونتاريو”،الكندية  إلى الحرق على يد مجهولين في نوفمبر 2015. كما تعرض المركز الإسلامي في مدينة زيوريخ السويسرية الإثنين 26 ديسمبر 2016 إلى حادثة إطلاق نار أسفر عن إصابة 3 أشخاص.

كما تزايدت حدة الاعتداءات على المساجد في الغرب، خلال العام الحالي، بشكل غير مسبوق، و ترصد المراكز الإسلامية، عددا كبير من الانتهاكات، تمثلت فيه ، كتابة عبارات مسيئة للمسلمين، و رشق بالحجارة، و وضع أجزاء من خنازير أمام أبوابها،و إضرام النار. و تعرض  “المسجد الكبير” في بربينيان بفرنسا، إلى اعتداءات، عبر كتابة شعارات عنصرية ضد المسلمين، على جدرانه. و يعتبر المسجد، هدفًا للجماعات المتطرفة، في فرنسا، فقد سبق، تعرضه لهجمات عنصرية مماثلة ،حيث كتب مجهولون عبارات مسيئة للمسلمين على جدرانه و علقوا رأس خنزير على بابه. إضافة إلى تعرض مسجد في جزيرة كورسيكا الفرنسية، إلى هجوم من مجموعة فرنسية عنصرية، قاموا خلاله بإحراق المسجد.

و كشف  مرصد الإسلاموفوبيا،التابع للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة عن إحصائيات إدارة الشرطة في نيويورك خلال الفترة من 8 نوفمبر إلى 27 نوفمبر الماضي؛ فقط  بلغت الاعتداءات نحو 34 اعتداءً. و تعرض أحد المسلمين في كاليفورنيا إلى الضرب، في 12 ديسمبر الماضي، بعد خروجه من المسجد،  حيث لاحقه أحد المتطرفين، ليتحرش  به لفظيا أولا، ثم قام بالاعتداء عليه بالضرب في موقف سيارات قريب من المسجد، مما استدعى نقله إلى المستشفى.

و واجه شاب سورى يدعى أحمد أمرش، صاحب الـ16 عاما،  واقعة اعتداء من أمريكى أمام أحد المساجد فى بروكلين بنيويورك،  من أحد المجهولين ، الذي وصفه بأنه إرهابي، ومن ثم قام بتسديد لكمات له في وجهه.

و وقع إغتيال إمام مسجد و مرافقه في نيويورك، في أوت الماضي، بعد أن تم اطلاق النار عليهم في منتزه أوزون بمنطقة كوينز، عقب أداء صلاة الظهر. و انتقد رئيس مرصد الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، في تصريحات صحفية إثر الحادثة ، التغطية الإعلامية في الولايات المتحدة لمقتل الرجلينن في حين لم يكف الإعلام حديثه عندما ذبح أحد الققساوسة داخل كنيسته. 

و في فيفري الماضي نظمت حركة بيجيدا الألمانية (و هي حركة معادية للإسلام و اسمها اختصار لـ “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب”، تنتشر في البلاد الغربية، ترفع شعار طرد المسلمين من البلاد الأوروبية ) تظاهرة، حمل فيها المشاركون لافتات معادية للمسلمين، هتفوا خلالها بشعارات ألمانية قومية، وكان أبرز هتافاتهم: “اطردوا المسلمين من أوروبا، سيحوّلونها لخلافة إسلامية”، و”احموا أطفالنا من الإرهابيين”. 

Résultat de recherche d'images pour "PEGIDA"

و يبدي كثير من المسلمين في ألمانيا، مخاوفهم، من انتشار حركة بيجيدا، و تنامي الاعتداءات عليهم، و لكن المستشارة الألمانية “ميركل”، دعت الشعب الألماني في إحدى خطاباتها إلى الابتعاد عن حركة “بيجيدا”؛ قائلة: “لا تتبعوا أولئك الذين ينظمون هذه المظاهرات؛ لأن قلوبهم باردة وملأى بالتعصب والكراهية”. 

و في بريطانيا أشارت تقارير إلى تصاعد الاعتداءات العنصرية ضد المهاجرين، بعد التصويت على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي،  حيث استخدمت الحملات الداعية للإنفصال ملف المهاجرين، للحث على التصيت ضد عضوية بريطانيا في الاتحاد. ونشرت صحفية في “بي بي سي”  صورا من صحف بريطانية تظهر استخدام ملف المهاجرين من قبل الحملة حيث وانتشر مقطعًا مصور، أرجع فيه أحد الناخبين إن سبب تصويته لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يتعلق بالمهاجرين والإسلام، و ليس التجارة، و أكد أن تصويته أتى فقط لإيقاف قدوم المسلمين إلى هذا البلد. 

 

من جهته حذر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) من تردي أوضاع الحقوق و الحريات المدنية للمسلمين في أمريكا منذ أحداث1 سبتمبر مشيراً إلى تلقيه (14522) شكوى من حالات اعتداء على المسلمين في أمريكا . و أكد المجلس أن العدد قد يقفز قفزة كبيرة بعد انتهاء المجلس من حصر تقارير مكاتبه الفرعية الاثني عشر و الموجودة في مراكز تجمع المسلمين في الولايات المتحدة و كندا.

 

حوادث الاعتداء على حقوق وحريات الجاليات المسلمة تعد مؤشرا على موجة العداء للإسلام التي تجتاح بعض أوساط المجتمعات الغربية إضافة إلى موجات التشويه التي يتعرض إليها الإسلام خاصة في السنوات الأخيرة  و محاولات الحشد ضدَه و إلصاق كل عمل إرهابي به دون محاولة البحث في حقيقة هذا الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *