تزكيات برلمانية و شعبية كبيرة للزبيدي .. فهل يعلن ترشحه للرئاسية ؟

منية العيادي/مغرب نيوز

 

تداولت الكواليس السياسية أنباء عن بلوغ عدد التزكيات الشعبية لوزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي حدود 300 ألف تزكية. و تخطيه سقف عدد التزكيات البرلمانية المطلوبة (10) بجمعه تزكيات من 15 نائبا و أضافت مصادر قريبة من الزبيدي أن ايداعه مطلب ترشحه من المرجح أن يكون اليوم رغم عدم إعلانه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية بصفة رسمية.

 

** تزكية من 15 نائبا

بتجميعه أكثر من 10 تزكيات من نواب البرلمان التونسي، يبدو أن الطريق بات مفتوحا أمام الزبيدي لإعلان نيته الترشح، و الانضمام رسميا إلى لائحة المتسابقين على الحصول على منصب رئيس البلاد، خلفا للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.

و قبل أيام، وقع 15 نائبا عن أحزاب “نداء تونس” و”مشروع تونس” و”آفاق تونس” عريضة لدعم ترشح الزبيدي للاقتراع الرئاسي المقبل.

و بحسب القانون الانتخابي في تونس، يتعين على المرشح الرئاسي الحصول على تزكيات 10 نواب أو 40 من رؤساء البلديات أو 10 آلاف شخص من الناخبين موزعين على 10 دوائر انتخابية.

** سياسيون يناشدون و آخرون يلغون ترشحاتهم من أجل الزبيدي

بعض السّياسيين ممن عبروا عن نيتِهم الترَشح لمنصب الرئاسة أعلنوا أنهم سيلغون ترشحاتهم في حال قدم الزبيدي ترشحه للانتخابات.

و من بين هؤلاء عمر صحابو الذّي قال عبر “فيسبوك”، متحدثا عن الزبيدي: “هو رجل المرحلة القادمة الأنسب و الأفضل، و من المنطقي إذن أن أسحب ترشحي إذا قرر الترشح”.

بدوره، اعتبر النائب المستقل بالبرلمان، فيصل التبيني، أنّ “الزبيدي هو رجل المرحلة”، لافتا إلى أنه اتصل به لإعلامه بذلك، ليجيبه الوزير بأن “الوقت غير مناسب… فالسّيد الرئيس (السبسي) توفي للتوّ”.

هذه الدعوات و المناشدات قد يكون لها دور في قلب الموازين، و ذلك عبر بتشكيل صورة عن الرّجل قد تجعل منه في موقع المنقذ لبلد يعرف صعوبات تتالت بعد ثورة 2011 ولعل أبرزها، الوضع الاقتصادي الصعب.

 

** حملات “فيسبوكية” مناشدة 

صفحات لا يعرف من يقف وراءها، ظهرت فجأة للترويج لـ”الزبيدي رئيسا لتونس”، عبر موقع “فيسبوك”، إضافة إلى حساب رسمي خاص و “ممول” عبر تطبيق “انستغرام”، تستعرض خصال الرجل، و تسوق له على أنه “قد يكون الرّجل المناسبَ في المكان المناسب” خلفا للسبسي و أنه رجل المرحلة القادمة المناسب.

ترويج افتراضي يقول مراقبون إنه يسعى لإظهار الزبيدي على أنه “رجل مرحلة”، مستفيدا في ذلك من الجنازة الوطنية المهيبة للرئيس الراحل، والتي أشرفت وزارة الدفاع التي يقودها الزبيدي، على تنظيم جزء كبير منها إلى جانب الداخلية.

 

** الزبيدي و غموض الترشح من عدمه

رغم دعوات الترشح و كل تلك الحملات، فقد كان الزبيدي ينفي دائما نيته الترشح للرئاسية و قال الزبيدي : “ما يمكنني قوله فقط و تأكيده إني معني إلا إن كان لدي ما أضيف للبلاد”.

كما أكد الزبيدي أنه ليست له أي صفحة عبر مواقع التواصل، مشددا على أن الموقع الرسمي الذي يلزمه هو موقع وزارة الدفاع.

وتابع: “لا ناقة لي و لا جمل في كل ما حصل.. يجب أن ننتظر حتى تمر العاصفة.. ولا تفكير ولا تركيز بالنسبة لي مطلقا إلا على الوضع العام بالبلاد وعلى مصلحتها العليا”.

 

** من يكون الزبيدي ؟ 

ولد الزبيدي في 25 جوان 1950 (69 عاما) بمدينة “الرجيش” بولاية المهدية الساحلية.

وخلافا لما يبدو عليه الأمر، لم يتلق الزبيدي تكوينا أكاديميا عسكريا، فهو حاصل على دبلوم الدراسات والبحوث في البيولوجيا البشرية، ودبلوم الدراسات المعمقة في الفيزيولوجيا البشرية.
كما أنه حاصل على الأستاذية في العلوم الصيدلانية البشرية، والأستاذية في الفيزيولوجيا البشرية والاستكشاف الوظيفي، وشهادة الدكتوراه في الطب.
عمل، انطلاقا من 1987، أستاذا جامعيا بكلية للطب بسوسة، ثم رئيسا لقسم الاستكشاف الوظيفي بمستشفى “فرحات حشاد” بسوسة من 1990 إلى 1999، قبل أن يكلف بمهمة في بعثات خبراء لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، منذ 1992 في مجال “التطبيقات الطبية للطاقة الذرية”.

وأواخر سبعينيات القرن الماضي، شغل منصب أستاذ مساعد بصفة أجنبي بكلية الطب “غرانش بلانش” في ليون الفرنسية، قبل أن يعود أستاذا مساعدا استشفائيا جامعيا بكلية الطب بسوسة من 1978 إلى 1981.

وأصبح إثر ذلك رئيسا لقسم الفيزيولوجيا والإستكشافات الفيزيولوجية بوزارة الصحة، قبل أن يشغل منصب كاتب دولة لدى الوزير الأول مكلفا بالبحث العلمي والتكنولوجيا من 1999 إلى 2000.

وفي 2001، تقلد منصب وزير للصحة، ومن ثمة وزيرا للبحث العلمي والتكنولوجيا في 2002، ثم عميدا لكلية الطب بسوسة (2005- 2008).

وبعد ثورة 2011، و تحديدا بين 27 جانفي و 13 مارس 2013، عين وزيرا للدفاع في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *