تخرج منه الشاهد وسليم العزابي وزعماء في النهضة والنداء واليسار: أي دور للحزب الجمهوري بعد مؤتمره السادس؟ .. بقلم كمال بن يونس

تخرج منه الشاهد وسليم العزابي وزعماء في النهضة والنداء واليسار:
أي دور للحزب الجمهوري بعد مؤتمره السادس؟

· نجاح عصام الشابي وفريقه رهين اعلان نقد ذاتي جريئ لمسيرة الحزب

بقلم كمال بن يونس

أسفر المؤتمر الوطني السادس للحزب الجمهوري عن انتخاب عصام الشابي أمينا عاما بالإجماع وعن تجديد القيادة الموسعة للحزب وتشبيبها مع تثبيت عدد من رموزها السياسية والاعلامية وبينهم ممثل الحزب في رئاسة الحكومة الوزير اياد الدهماني والقياديين منجي اللوز و عبد اللطيف الهرماسي والمولدي الفاهم..
لكن الأهم بالنسبة لهذا المؤتمر مواكبة جلسته العامة الافتتاحية من قبل مئات من أبرز الشخصيات الوطنية المستقلة والحزبية من مختلف التيارات ، إلى جانب تعمد قيادته التذكير بالصوت والصورة أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد والوزير مدير الديوان الرئاسي سليم العزابي وسياسيين بارزين في الأحزاب وكبرى الأحزاب كانوا من بين كوادر هذا “الجمهوري” أو سلفه “الديمقراطي التقدمي”.
فهل تؤهل هذه المؤشرات وغيرها هذا الحزب للعب دور وطني أكبر في المرحلة القادمة التي تتنافس فيها أقطاب كثيرة على ملء ” الفراغ السياسي في منطقة الوسط”؟

خلافا لكل التوقعات كشف الخطاب الرسمي للامينة العامة المتخلية مية الجريبي والفيديو الوثائقي الذي عرض في الجلسة العامة الافتتاحية تمسك قيادات حزب الجمهوري بكون حزبهم امتداد للحزب الديمقراطي التقدمي الذي ورث بدورره قبل ربع قرن مؤسسات ” التجمع الاشتراكي التقدمي “..لذلك وصف المؤتمر ب” السادس”.
وبصرف النظر عن ايجابية الحرص على ” تراكم التجارب والخبرات ” ، فإن هذا الاختيار له دلالات بالنسبة لحزب يصنفه البعض حاليا ضمن أحزاب المعارضة بينما يعتبره آخرون من بين الأحزاب الحاكمة .

حاضنة سياسية

ويعود هذا التصنيف ” المزدوج ” الى كون هذا الحزب كان يوما الحاضنة السياسية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد والوزير مدير الديوان الرئاسي سليم العزابي والوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة اياد الدهماني وعدد من الوزراء والنواب وكبار المسؤولين في الدولة واحزاب افاق والنهضة والنداء مثل ياسين ابراهيم ونعمان الفهري وفتحي التوزري ومحمد القوماني والمهدي مبروك وبلقاسم حسن ومحمد الحامدي وعبد العزيز التميمي ومحمود البارودي..الخ
كما يعود هذا التصنيف الى كون الزعماء التاريخيين لهذا الحزب وتحديدا أحمد نجيب الشابي ومية الجريبي و عصام الشابي والمولدي الفاهم والمنجي اللوز ورشيد خشانة تزعموا حركة المعارضة القانونية والنضالات من أجل التعددية والحريات التي كانت صحيفة الموقف ومقرها من بين أبرز آلياتها .
وكانت تركيبتا المكتب السياسي الموسع والمجلس الوطني للحزب الديمقراطي في العقدين الماضيين توسعت لتشمل عشرات من أبرز السياسيين اليساريين والقوميين والإسلاميين والحقوقيين الليبيراليين .
وتواصلت نفس الظاهرة بصيغ جديدة قبل انتخابات 2011 تحت غطاء خيمة ” الحزب الديمقراطي ” ثم بعد تأسيس ” الجمهوري” الذي مكن من انضمام مجموعة من الأحزاب من بينها تلك التي كان يتزعمها السادة يوسف الشاهد وياسين ابراهيم وفتحي التوزري ..

انسحابات وتطورات

لكن نقطة القوة هذه في تاريخ ” الجمهوري” وزعمائه سلاح ذو حدين .
فقد شهد الحزب سلسلة من الاستقالات بعد انتخابات أكتوبر 2011 ثم بعد تأسيس ” حزب نداء تونس” في 2012 بزعامة الرئيس الباجي قائد السبسي .
وكان من بين المنسحبين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والوزير سليم العزابي وقيادات حركة آفاق بزعامة ياسين ابراهيم ونعمان الفهري وريم محجوب ..
وبالرغم من عدم انضمام كل المنشقين الى ” نداء تونس ” أو “جبهة الانقاذّ” التي اطاحت بحكومة ” الترويكا” في موفى 2013 ،فقد تراجع تدريجيا وزن ” الجمهوري” وزعيمه التاريخي أحمد نجيب الشابي .
وبلغ التراجع أقصاه بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية 2014 التي لم يفز فيها الحزب الا بمقعد يتيم في دائرة سليانة حصل عليه ابن الجهة اياد الدهماني فيما لم يسعف الحظ احمد نجيب الشابي بالترشح للدورة الثانية في الرئاسيات .

استقطاب

لكن هل يمكن للحزب الجمهوري وقيادته الجديدة أن تلعب مجددا دورا وطنيا في الصف الأول رغم ” انتكاسة ” انتخابات 2014 وسلسلة الانشقاقات في الحزب ؟
الفرضية واردة جدا سياسيا اليوم إذا سلمنا بكون جانب كبير من الشعب يتطلع اليوم إلى إخراج البلاد من ” الاستقطاب” و” الثنائيات ” التي ميزت المواعيد السياسية والانتخابية الماضية .
فقد كانت نتائج التصويت في انتخابات 2011 لصالح دعاة ” القطيعة مع النظام السابق” لذلك فازت اغلبية من الاسلاميين واليساريين والقوميين الذين شكلوا لاحقا ” الترويكا ” و” الجبهة الشعبية ” .
ثم كانت انتخابات 2014 ردة فعل على تلك الأغلبية ففاز فيها بالمرتبة الأولى أنصار ” النظام القديم ” الذي كان يرمز إليه حزب النداء و مجموعات من النقابيين والسياسيين والمثقفين المعارضين في نفس الوقت لاحزاب الترويكا بزعامة النهضة و” لأقصى اليسار” بزعامة “الجبهة الشعبية “.
وكانت الترجمة السياسية لنتائج تصويت 2014 تهميش الأحزاب ” الوسطية ” مثل التكتل بزعامة مصطفى بن جعفر والجمهوري بزعامة مية الجريبي ونجيب وعصام الشابي و” الوسط الديمقراطي” بزعامة محمد عبو ومحمد الحامدي…
والتحدي الكبير اليوم بالنسبة لهذه الزعامات والقيادات التي التحقت بها في المكتب التنفيذي و المجلس الوطني المركزي وبقية الهياكل أن تثبت أنها قادرة على الاستفادة من غلطات الأمس ومن شبكة أنصارها والمقربين منها في عدة عائلات فكرية وسياسية ومؤسسات وطنية في الحكم والمجتمع المدني وفي البلاد عموما .
لكن مجموعة من الخطوات لابد أن تنجزها القيادة الجديدة للحزب بعد مؤتمرها الوطني الجديد من أبرزها انجاز نقد ذاتي علني حول مساراتها السابقة ..لأن ” الشرعية النضالية ” لا تؤدي لوحدها إلى إكتساب اشعاع وطني كبير من جديد .
فهل يكتسب عصام الشابي وفريقه جرأة لبدء هذه الخطوات فورا ؟

قائمة أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للحزب الجمهوري:

عصام الشابي الأمين العام للحزب
منجي اللوز
عبد اللطيف الهرماسي
محمد الصالح العياري
اياد الدهماني
المولدي الفاهم
منجي سالم
وسيم بوثوري
رشاد شوشان
نهلة بن خليفة
رياض المرابط
وسام الصغير
تاج الملك عويشة
عائشة فجرية
يوسف الباجي
احمد فرحات حمودي
نور الدين بن سعيد
المولدي الزوابي
سميرة عقيلي
عبد السلام العريض
فاتن الوسلاتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *