تحالفات ما قبل الانتخابات … هل تُغير موازين القوى في تونس ؟

مغرب نيوز  عزيزة بن عمر

قبيل أشهر قليلة من موعد الانتخابات البرلمانية و الرئاسية ، تسارع الأحزاب السياسية بمختلف أطيافها إلى عقد تحالفات استباقية للظفر بكرسي الرئاسة أو تحقيق أكبر حصيلة من المقاعد البرلمانية.

تحالفات بدأت تتسارع خطواتها أكثر بالتزامن مع إعلان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بافون انطلاق مسار العملية الانتخابية في مارس الماضي

وتحاول الأحزاب السياسية عبر تلك التحالفات إعادة حساباتها لدى الكتل السياسية الكبرى في البرلمان، لتجاوز الانشقاقات أو المشاكل التي عرفتها.

وتبحث القيادات الحزبية عن موطئ قدم في الخريطة السياسية حيث تزايد مؤخرا نسق المشاورات السياسية بينها، تبعا للقوّة المُؤثرة لكل حزب ونوع العلاقات بينها.

ويشدد قياديون في هذه الأحزاب على أهمية التوصل إلى عقد اتفاقات قبل حلول الانتخابات، في الوقت الذي يستبعد فيه محللون نجاح هذه التحالفات بسبب حرب الزعامات داخلها.

اندماج المبادرة و تحيا تونس

أعلن حزب المبادرة، الذي يقوده وزير الخارجية الأسبق كمال مرجان، اندماجه مع حركة تحيا تونس المحسوبة على رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

ووفق بلاغ نشرته الصفحة الرسمية لتحيا تونس، فإن الاندماج يأتي في إطار “توحيد القوى الوطنية والتقدمية ذات المرجعية المشتركة، وللحدّ من التشتّت الذي تعانيه العائلة الوسطية”.

ودعا البلاغ أنصار الحزبين إلى “استثمار هذه الفرصة التاريخية للاندماج من أجل بناء حزب شعبي ديمقراطي قوي متأصل في تراثه الوطني الإصلاحي وحامل لمشروع إنقاذ مستقبلي”.

وقال النائب عن كتلة الائتلاف الوطني التابعة لحركة تحيا تونس، سهيل العلويني، إن الاندماج بين الحزبين يأتي “تلبية لمطالب القواعد الشعبية التي رفعت شعار توحيد العائلة الوسطية”.

وشدّد العلويني، في تصريح لـ” مغرب نيوز”، على “أهمية توحد الأحزاب الوسطية ذات المرجعية البورقيبية لإنهاء التشتت الكبير الذي يعاني منه هذا التيار السياسي”.

وعن غياب توافق واسع لدى قيادات الحزبين بشأن خطوة الاندماج بسبب عدم استكمال حركة تحيا تونس بناء مؤسساتها الداخلية، رد العلويني قائلا إن “عدم تركيز المكتبين التنفيذي والوطني سيُسهل عملية الاندماج بين تحيا تونس والمبادرة”.

وفي ما يتعلق بإمكانية عقد تحالفات مع أحزاب أخرى على غرار نداء تونس والبديل وحركة مشروع تونس، أشار العلويني إلى أن “التحالف مع هذه القوى السياسية وارد في ظل وجود مشاورات، لكنه يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف”.

مشاورات مكثفة

في السياق ذاته، يدير قياديون في حركة مشروع تونس وجناح في نداء تونس يقوده رئيس الكتلة البرلمانية، سفيان طوبال، مشاورات مكثفة للتوحيد.

وفي هذا الإطار، قالت رئيسة المجلس الوطني لمشروع تونس  وطفة بلعيد، إن “توحيد العائلة الوسطية لم يعد خيارا بل تحوّل إلى ضرورة في ظل ما تشهده الساحة السياسية من تطورات”.

وأضافت بلعيد أن “التشتت الحالي يمكن أن يمنع حصول أغلبية داخل البرلمان ما يهدد تشكيل الحكومة، الأمر الذي يجب مواجهته بالعمل بشكل موحد بين جميع قوى الوسط”.

وأقرّت المسؤولة الحزبية ذاتها بـ”وجود صعوبات في المشاورات مع تحيا تونس ونداء تونس بسبب عدم استكمال بناء هذه القوى السياسية لهياكلها الداخلية بعد إنجاز مؤتمراتها”.

وأوضحت بلعيد أن “النقاشات مع نداء تونس بلغت أشواطا متقدمة للاندماج، مع إمكانية تشكيل جبهات انتخابية مع بقية الأحزاب من خلال تقديم قائمات مشتركة في التشريعيات ومرشح موحد للرئاسيات”.

مستقبل التحالفات

اعتبر المحلل السياسي، محمد بوعود، أن محاولات التوحيد التي تجري في الوقت الراهن تهدف إلى “تجميع القوى التي هزمت حركة النهضة في انتخابات 2014″.

وأضاف بوعود ” لمغرب نيوز “بعد توحد هذه القوى خلف الرئيس الباجي قايد السبسي في الانتخابات الأخيرة، فإنها ستقف خلف رئيس الحكومة، يوسف الشاهد في الانتخابات القادمة لمواجهة حركة النهضة”.

وأكد بوعود أن “سيناريو الانشقاقات الذي عاشته هذه القوى السياسية بعد 2014 سيُعاد بعد انتخابات 2019”.

وعزا المتحدث ذاته سبب تأخر توحيد نداء تونس وتحيا تونس والبديل ومشروع تونس إلى “الخلافات حول هوية المرشح للرئاسة”.

وأردف المحلل السياسي قائلا: “يرغب الشاهد في ترشيح كمال مرجان في هذا المنصب في الوقت الذي يتمسك فيه رئيس مشروع تونس محسن مرزوق بخوض السباق”.

واستبعد بوعود التوصّل إلى توحيد مختلف هذه الأحزاب قبل الانتخابات، قائلا: “نتائج الصندوق ستكون محددة للعلاقات بين هذه القوى”.

و وفق الهيئة المستقلة للانتخابات، فإن الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية ستكون في العاشر من نوفمبر المقبل، في حين تجري الدورة الثانية في غضون أسبوعين من تاريخ إجراء الأولى.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *