بنكيران يستنجد بالملك

مغرب نيوز :

   سليمان العمراني : رئيس الحكومة في مأزق حقيقي وسيعرض الأمر على جلالته فور عودته 

كشف سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن مطلب مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة أوصلت المشاورات إلى الباب المسدود، واضعة عبد الإله بنكيران، الرئيس المكلف، في مأزق حقيقي لا يمكن تجاوزه إلا باللجوء إلى الملك.

ورغم أن العمراني في تصريح خص به «الصباح» نفى أن هناك مستجدات في المشاورات، يمكن أن تفتح باب الحكومة في الأيام القليلة المقبلة، سجل أن الحكومة لن تقتصر على أحزاب الأغلبية السابقة، وذلك في إشارة إلى القبول بدخول الاتحاد الدستوري.

وذهب العمراني في وصف معاناة بنكيران إلى حد تشبيه حالته بذلك الذي ينتظر تنفيذ حكم الإعدام في حقه، وعندما سألوه عن آخر رغبة يريد تحقيقها اختار تغيير السارية، التي علقت عليها المشنقة إلى أخرى تبعد بأمتار قليلة عله يربح بعض الوقت قد يأتيه فيه الفرج.

وأوضح رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة لحزب العدالة والتنمية أن المشاورات ستقف في عقبة دخول الاتحاد الاشتراكي مستبعدا رضوخ بنكيران للشرط الذي يتمسك به عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، على أن رئاسة مجلس النواب كافية للمشاركة في الأغلبية، وفي إشارة إلى أن حزب “الوردة” سيأخذ ثالث المنصب في هرم الدولة من حيث الأهمية بعد الملك ورئيس الحكومة .

من جهته برر أخنوش إصراره على دخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة بما يمتلكه الحزب من علاقات قوية مع أطراف وأحزاب اشتراكية في العالم، وأيضا علاقاته مع الأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريس، ما سيجعل الحكومة المقبلة في مستوى المعارك التي تنتظر البلاد في قضية الصحراء.

وتشبث رئيس التجمع الوطني للأحرار خلال تجمع تواصلي للحزب بإفران، نهاية الأسبوع الماضي بمشاركة الاتحاد الاشتراكي، بداعي أنه سيشكل قيمة مضافة في الحكومة، ولأنه يستحق ذلك، مستغربا رفضه من قبل الطرف الآخر.

وبطلبه اللجوء إلى الملك دون إعلان فشل رئيس الحكومة، يتراجع «بيجيدي» عن “الفيتو” المرفوع ضد إعمال مقتضيات الفصل 42 من الدستور، الذي يمنح الملك إمكانية اتخاذ كل القرارات الرامية إلى ضمان دوام الدولة.

واعتبر «بيجيدي» على موقعه الرسمي أن إطالة أمد المشاورات بواسطة أحزاب وقيادات استدعيت على عجل للعب هذا الدور، ليست كما تبدو ظاهريا، صراعا حول حقائب وزارية وعلى مواقع داخل التركيبة الحكومية المقبلة أو رغبة من البعض في استعادة مكانته من خلال استغلال هامش المناورة الذي تتيحه المشاركة في الحكومة، بل «تبرز في العمق حجم التخبط والارتباك الذي تعانيه منظومة خصومه بين عدم القدرة على اتخاذ قرار سحب حق العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة حسب منطوق الدستور، نظرا لكلفته السياسية الداخلية والخارجية، وبين السماح له بتشكيل حكومة لا تمنح مساحات كبيرة يمكن أن تشتغل فيها آليات الضبط  والتحكم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *