ايطاليا وجهة الغنوشي الجديدة بعد فرنسا و قطر

تونس – مغرب نيوز

بعد الجولات الديبلوماسية التي قام بها راشد الغنوشي لفرنسا و بعض الدول الاخرى حط الرحال يوم الخميس الموافق ل20 اكتوبر 2016  بايطاليا بدعوة من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي.وتأتي هذه الزيارة الأولى من نوعها إلى إيطاليا في إطار الديبلوماسية الشعبية التي يقوم بها رئيس حركة النهضة منذ مدة للتعريف بالتجربة التونسية ودعم مجهود الدولة في إنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار المزمع عقده بتونس نهاية شهر نوفمبر القادم.

 

ويصاحبه في هذه الزيارة وفد مكون من الدكتور رفيق عبدالسلام مستشار رئيس الحركة للعلاقات الخارجية، ونائبي حركة النهضة عن إيطاليا، السيدة إيمان بن محمد و السيد أسامة الصغير.

وقد استهل الوفد الزيارة بلقاء مع سعادة سفير الجمهورية التونسية في إيطاليا السيد معز السيناوي.

كما كان للشيخ راشد الغنوشي صبيحة الخميس ، لقاء مع لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الإيطالي برئاسة السيد فابريزيو شيكيتو.
وقد كان اللقاء مناسبة لاستعراض تجربة النجاح الذي حققه الانتقال الديمقراطي في تونس و سبل تعزيز العلاقات الثنائية التونسية الإيطالية خاصة على المستوى الاقتصادي.
من جانبه ، دعا الشيخ راشد أعضاء اللجنة لحث الحكومة الإيطالية على الرفع من مستوى دعمها لتونس سواء مباشرة او عن طريق الاتحاد الأوروبي
كما تم التطرق الى التحديات المشتركة التي تواجه البلدين بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها ليبيا.
وقد عبر أعضاء اللجنة عن إعجابهم بالتجربة التونسية وبتضامنهم معها واستعدادهم لدعم الانتقال الاقتصادي الذي تتطلع إليه تونس.كما التقى الغنوشي رئيس الجمهورية الإيطالية السابق السيد جورجيو نابوليتانو%d8%ba%d9%86%d9%88%d8%b4%d9%8a

كما التقى  الغنوشي والوفد المرافق له مع وزير الخارجية الإيطالي السيد باولو جانتيلوني. وقد تناول اللقاء الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها. وقد اشاد السيد جانتيلوني بالتجربة التونسية للإنتقال الديمقراطي المبنية على التوافق بين مختلف الأطراف السياسية. وقد دعا الشيخ راشد وزير الخارجية الى تكثيف العلاقة بين تونس وإيطاليا والى الرفع من مستوى الدعم الذي تقدمه ايطاليا وأوروبا الى تونس، كما حضه على المشاركة الفعالة في المؤتمر الإستثماري الدولي الذي تنظمه تونس نهاية شهر نوفمبر. كما تطرق اللقاء الى الوضع في ليبيا وتأثيراته السلبية على كل المنطقة، واتفق الطرفان انه لا حل في ليبيا الا بالحوار والتوافق بين جميع الأطراف الليبية

%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d9%88%d8%b4%d9%8a-2

وفي رحاب مجلس الشيوخ الايطالي القى راشد الغنوشي محاضرة  قيمة حيث استعرض فيها اهم الانجازات التي حققتها تونس في اطار مسارها الديمقراطي مبرزا ضرورة اكمال التجربة التونسية و انجاحها و ما يتطلبه ذلك من تعاون خارجي خاصة من طرف الاتحاد الاوربي كما تطرق الغنوشي الى مسالة الهجرة الغير شرعية و ضرورة تعاون البلدين لايجاد حلول جذرية .و في مايلي النص المفصل للمحاضرة :

 

محاضرة الشيخ راشد الغنوشي بمجلس الشيوخ الإيطالي

السيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي، السيد بيار فرديناندو كاسيني،

سيداتي وسادتي اعضاء المجلس الموقرين

السيدات والسادة

يشرّفني في البداية أن أشكر لكم الدعوة الكريمة.

إنّه لمن دواعي الفخر أن أتوجّه إليكم اليوم تحت قبّة برلمان الجمهورية الإيطالية ذات التاريخ العريق في الديمقراطية لأستعرض لكم لمحة مختصرة عن التجربة الناشئة للديمقراطية التونسية الوليدة حديثا. وإنّه ليحرّكني شعور بالاعتزاز وأنا أخبركم أنّ تونس الدولة الجارة في حوض البحر الأبيض المتوسّط والصديقة المقرّبة من قلوب الإيطاليين قد خطت خطوات مهمة على صعيد التحول الديمقراطي بفضل نضال شعبها وتضحيات نخبتها من كل التوجهات الفكرية والسياسية.

ليس من الممكن اختصار تاريخ العلاقات التاريخية بين تونس وإيطاليا في كلمة سياسية تحت قبة البرلمان، لأنّ التواصل الثقافي والاقتصادي والانفتاح الحضاري الذي جمع البلدين يمتدّ الى الاف السنين، ويعود ذلك خصوصا إلى مرحلة التأسيس لكلّ من روما وقرطاج،فقد عانقا هذان البلدان الحضارة والرخاء مبكّرا وتقاربت مراحل تأسيسهما. فقرطاج التي تأسّست سنة 814 قبل ميلاد المسيح عليه السلام هي شقيقة روما التي تأسست سنة 753 قبل الميلاد.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي اعضاء مجلس الشيوخ

السيدات والسادة

لقد وفدت ضيفا بينكم يحدوني شرف التنويه بالعلاقات الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية بين بلدينا مؤكّدا على أنّ تونس الديمقراطية الناشئة قد نجحت في إعادة الاعتبار للحرّيات ولحقوق الإنسان وللكرامة بحكم ثورتها الناجحة، وهي تعمل اليوم على دعم هذه المكاسب السياسية وتثبيتها عبر سنّ قوانين مستمدّة من دستور توافقي ضمن احترام المواثيق الدولية والمبادئ الكونية ودفع باتّجاه انفتاح الهويّة العربية الإسلامية للشعب التونسي على الهوية الإنسانية الكونية.

إنّنا بصدد بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية في تونس لتثبيت الاختيار الشعبي الحرّ ولتوفير أسباب الاستقرار والنجاح ولضمان عدم التقهقر إلى مراحل الاستبداد والإقصاء والقمع، وقد نجحنا طيلة الصائفة الفارطة في تعميق الحوار بين مختلف الفرقاء السياسيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضمّ مختلف التيارات السياسية في البلاد.

كما سبق وأن نجحنا كتونسيين في إنجاز حوار وطني حظي باحترام العالم وأهّل بلادنا للتتويج بجائزة نوبل للسلام سيرا على درب ثورتنا الشعبية السلمية في شتاء 2010-2011 التي فتحت صفحة جديدة في التاريخ السياسي المعاصر. فالثورة التونسية أكّدت مجدّدا أنّ الديكتاتورية ليست قدرا على المسلمين وليست قدرا على العرب إنّما زوالها مرتبط بتوفّر الإرادة الشعبية في التحرّر.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

إنّ المشترك التونسي الإيطالي يمكن وصفه بالتعايش لا بالتجاور فقط وهذا المشترك بقدر ما يحتوي على عناصر إيجابية جدّا فإنّه يحتوي على بعض العناصر السلبية، لعل أهمّها أنّنا إزاء تهديد من نفس العدو وهو الإرهاب الذي يعمل على إيذائنا جميعا، وعلى الفتك بالحياة واسس الحياة المدنية، وقد تجرّعت تونس بسبب اختيارها الديمقراطي آلام فقدان المئات من شهدائها المواطنين والأمنيين والعسكريين والسياسيين، ولكنّ إرادتها ثابتة في الحفاظ على اختيارها للديمقراطية والحرّية وهي اقوى من مخططات الارهابيين

كما إنّ من العناصر السلبية التي يعاني منها البلدان تمثل معضلة الهجرة غير القانونية والتي تصاعدت وتيرتها في السنوات الأخيرة جرّاء الجمود الاقتصادي والاجتماعي الذي تمرّ به بلادنا، وتاثيرات المحيط، حيث تستشري الفتن والحروب الاهلية في مواقع كثيرة من العالم العربي، في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرها.

إزاء هذه المعضلة ترى تونس أنّه من واجبها مزيد التعاون مع جارنا الايطالي للحدّ منها عبر ابتكار حلول تعالج أسباب الظاهرة. كما تؤمن بلادنا بأنّ استقرار الوضع في الشقيقة ليبيا والوصول إلى مصالحة وطنية في هذا البلد، ومساعدة الفرقاء السياسيين على تركيز اسس التوافق والعيش المشترك ،عبر تقريب وجهات النّظر بين الأطراف المختلفة، وعبر الدعوة الدائمة إلى المصالحة والتنازلات المشتركة، لرأب التصدّعات ولتجنيب الشعب الليبي المزيد من المعاناة.ان ليبيا بالنسبة لنا ولكم، تمثل عمقا استراتيجيا تربطنا بها جميعا علاقات خاصة، ومن هنا تتاتى اهمية التعاون الثلاثي بين التونسيين والايطاليين والليبيين لاستعادة الاستقرار والامن المفقودين في هذا البلد، كما اننا نتصور ان تركيز الديمقراطية والاستجابة لمطالب الشعوب في الحرية والكرامة، هي الضمانة الاساسية للامن والاستقرار الحقيقي، بديلا عن الدكتاتوريات وحكم العساكر .

وفي اعتقادنا أنّ أهمّ مضادّ حيوي للإرهاب هو اشاعة مناخ الحرية وقيم الديمقراطية ومزيد التواصل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين شعوب ضفتي المتوسّط، استنادا إلى قيم مشتركة جوهرها تبادل المنافع بصورة عادلة العادلة والمزيد من قبول الاختلاف والتنوّع كطبيعة إنسانية وحقّ كوني لا يجوز المساس به. أن الاستقرار الحقيقي في منطقتنا انما يبنى على اسس الحرية واحترام الرامة وتوسيع نطاق المشاركة السياسية للجميع وليس عبر الدكتاتورية والانقلابات العسكرية

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

لقد اتّخذ الإرهاب من الإسلام قناعا لممارسة القتل والتخريب، كما ساهم في إثارة نوازع الخوف الثقافي والديني من الآخر وصعود تيارات التعصب لدى أصدقائنا في أوربا، وقد تصاعدت وتيرة الإرهاب مع بروز نموذج ناجح للإسلام الديمقراطي، سعيا منه إلى إجهاض الديمقراطية الوليدة في الدول المسلمة، ومصادرة قناعة شعوبها في الحقّ في الحرّية وفي الديمقراطية.

لقد عملنا عقودا لنؤكد على أن التوافق بين الإسلام والديمقراطية ممكن، وعلى أنّ الإسلام بريء من الغلوّ والانغلاق والتطرّف، وهو في جوهره ورسالته وأهدافه ابعد ما يكون عن الإرهاب وعن جرائمه الوحشية.، واننا نرى ان خير سبيل لمعالجة الارهاب والتطرف هو نشر ثقافة الاعتدال والتسامح الاسلامي واشاعة القيم الديمقراطية في اطار احترام ارادة الشعوب

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

لقد أنجز حزبنا حزب حركة النهضة انتقالا نوعيّا على مستوى بنيته ومضامينه وأهدافه اقتناعا بروح العصر وبالدور الخلاّق الذي تلعبه الديمقراطية في النهوض بالمجتمعات والتقدّم بالإنسانية، وإنّنا كأول حزب يصف نفسه بالديمقراطيين المسلمين شبيها في التوجّه وفي الأهداف، وعلى مستوى الممارسة بالاحزاب الديمقراطية المسيحية الناشطة منذ عقود طويلة في أوروبا التي حاولت المواءمة بين القيم المسيحية والاسس الديمقراطية.

لقد مثّل مؤتمر حزبنا العاشر المنعقد بداية الصائفة الفارطة تغيّرا استراتيجيا في نموذج الأحزاب الإسلامية العربية، وتقلّدا رياديّا لمرحلة شراكة صادقة مع الأحزاب العلمانية المعتدلة، وذلك اقتناعا منّا في تونس بأنّ العناصر التي تجمعنا وتوحّدنا أكبر بكثير من عناصر الفرقة والاختلاف وأهمّ هذه العناصر هي وحدتنا الوطنية واستقرار بلادنا وواجبنا في التقدّم بشعبنا. وما كان لتونس ان تمر من تلك الازمة العاصفة التي عاشتها في صائفة 2013 لولا منهج التوافق وتجنب آفة الاستقطاب السياسي والايديلوجي المدمر للاستقرار، وتقديري انه لا بديل اليوم عن خيار التوافق والتسويات السياسية في العالم العربي الذي تعصف به اليوم فتن طائفية وعرقية وازمات سياسية في اكثر من موقع. ان خيار التوافق والتسويات هو البديل الممكن والوحيد عن خيار الحروب الاهلية والفتن واعادة بناء اسس التعايش والاستقرار

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

بعد حوار داخلي طويل وتأمّلات عميقة نجحت حركة النهضة في إنجاز مراجعة استراتيجية انتهت بها إلى إنجاز تحوّل سياسي فارق ليس فقط على صعيد المشهد السياسي التونسي وإنما ايضا على صعيد المنطقة كلّها.

* لقد اختارت النهضة أن تكون حزب الديمقراطيين المسلمين وهي بذلك اختارت الانتقال من “حركة شاملة إلى حزب سياسي متخصص لنبرهن على مدى نجاح وسلامة الانتقال الديمقراطي في تونس الذي منح النهضة وسائر الأحزاب الأخرى فرصة ممارسة الديمقراطية والمراهنة عليها كأفضل نماذج الحكم وأنجعها.

* عملت حركة النهضة نتيجة على المساهمة من موقع ريادي وفاعل في بناء أسس الديمقراطية في تونس وفي صياغة دستور الجمهورية الثانية الذي وصف بأنه أكثر الدساتير تقدّمية. ولقد أفضى هذا التمشّي السليم إلى إنجاز انتخابات تشريعية ورئاسية سنة 2014 أثبتت مدى سلامة ومصداقية التجربة الديمقراطية التونسية وجدراتها بالاستمرار والنجاح.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

في مؤتمرنا العاشر انتهت خيارات حركة النهضة إلى تبنّي هوية سياسية جديدة أصبحنا نعرّف أنفسنا بها في العالم وهي أنّنا مسلمون ديمقراطيون، وقد انطلق حزبنا في العمل على تنفيذ مشروعه السياسي المستقبلي على أرضية التوافق بين الإسلام والديمقراطية والحداثة والمبادئ الإنسانية الكونية. وإنّ هذا المسار الذي اختارته حركة النهضة باقتناع، هو إعلان عن رفض توصيفنا بـ”الإسلام السياسي” ذلك أنّ هذا التوصيف يخلط بيننا نحن الديمقراطيون المسلمون المؤمنون بالعمل المدني السلمي وبالحرّيات وبحقّ المواطنين في اختيار من يحكمه وبرفض الوصاية على ضمائر الناس، وبين مسلمين رافضين للديمقراطية وللحداثة والبعض منهم يتبنّى العنف أو يلجأ إليه.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

نحن لا نتبنى موقف المعارضة “الآلية” وقد فضّلنا المشاركة في الحكم مع القوى السياسية الأخرى في بلادنا وعيا منّا بأنّ تونس تمرّ بمرحلة انتقال ديمقراطي تستوجب مزيدا من التوافق وتدعيم الإرادة لضمان نجاح أكبر لنموذج الحكم الديمقراطي الجديد في تونس. وقد اخترنا هذا الموقع وعيا منّا بالمخاطر التي يمكن أن تتهدّد أيّ تجربة ديمقراطية ناشئة تحتاج بالضرورة إلى تجميع القوى الوطنية البنّاءة وتحقيق المصالحة عبر الحوار والإنصات والتنازلات المتبادلة والتوافقات.

إنّ هذا الاختيار الذي من شأنه أن يدعم الديمقراطية في بلادنا ترجمته حركة النهضة من خلال تنازلها عن الحكم طوعا سنة 2013 بالرّغم من كونها قد انتخبت بشكل ديمقراطي. ونحن نعتقد أنّنا الحزب الوحيد الذي يتنازل طوعيّا عن حكم وصل إليه بشكل ديمقراطي لتمكين المجموعة الوطنية من تشكيل حكومة كفاءات وذلك حفاظا على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية ورفضا للانقسام والفرقة التي تهدّد أوّل تجربة ديمقراطية في بلادنا.

لقد سبق وعانينا من عقود القمع والديكتاتورية لذلك رأينا أنّه ولكي تحظى تجربتنا الديمقراطية بالنجاح ولكي تضمن استمرارها فإنّه لابد من تجميع أكثر ما يمكن من القوى السياسية على طاولة المصالحة والحوار والتوافق.. لقد خيّرنا استمرار الديمقراطية على الاستمرار في الحكم. اذ ان بلادنا مازالت تمر بمرحلة انتقال هش وهي تحتاج الى اوسع دائرة ممكنة من التوافق والتفاهم

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

ان إنجاح الديمقراطية في تونس ودعمها هو دعم للاستقرار والسلام في الضفّة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسّط. وإنّه وفي سياق العلاقة القويّة بين تونس وإيطاليا فإنّنا وتحت قبّة هذا المجلس الموقر نؤكّد على رغبتنا في مزيد العمل المشترك لتخطي العراقيل لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا.

إنّ تونس تعتبر أنّ التحدي الرئيسي يتمثّل في استكمال بناء النموذج الديمقراطي التونسي المستقر والآمن ولن يتسنّى لنا ذلك الا بالنجاح في بلوغ نجاحات في مجالات أخرى:

1- النجاح الاقتصادي والاجتماعي، فلا بد أن تنتج الديمقراطيّة الثروة وان تحسن توزيعها بشكل عادل. فتونس تحتاج الى تنمية مزدهرة قادرة على إدماج مواطنيها حتى تنجح في معالجة أسباب التطرّف والقضاء على الأرضيّة المنبتة للإرهاب،ولذلك فإنّ التعاون مع اصدقائنا وجيراننا في الضفة الشمالية للمتوسّط ليس فقط مهم،وإنما هو في نظرنا حيوي خلال الفترة القادمة. كما ان توفير اسباب النجاح لتونس من خلال دعمها اقتاديا وماليا فيه مصلحة مشتركة للجميع،

2- النجاح المجتمعي : لا بد أن نترجم قيم دستورنا الجديد في الحرية والعدالة في سياسات عمومية وإصلاحات كبرى من شأنها أن تحقق تكافئ الفرص بين الجميع بصرف النظر عن الجنس أو الطبقة أو الجهة أو الدين.

3- التحدي الأمني: أصبح الاٍرهاب ظاهرة كونيّة تهدّد أمن الأفراد والمجتمعات والدول، ولمكافحته باقتدار لا بد من بناء استراتجيّة دوليّة لمقاومة هذه الآفة من جذورها ولذلك نحن في حاجة ماسة الى مزيد التعاون وتبادل المعطيات والخبرات والوسائل. اننا نرى المنهج الذي تبشر به حركة النهضة وقراءتها المعتدلة والمنفتحة للاسلام هي البديل الطبيعي عن تيارات العنف والرهاب التي تسوغ نفسها باسم الاسلام

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

ليس بوسع تونس بمفردها رفع هذه التحديات دون وقوف أصدقائها وجيرانها إلى جانبها ونحن على يقين بأنّ الجمهورية الإيطالية وأوروبا والمجتمع الدولي مدعوون الى أن يقفوا بالتضامن سندا لهذه الديمقراطيّة التونسيّة التي هي في نظرنا حيوية ليس لنا فقط بالنسبة لنا ولمنطقتنا بل هي كذلك بالنسبة لجيراننا الاوروبيين.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

يتهدّد النموذج الديمقراطي التونسي مشكل رئيسي مستعجل وهو الوضع الاقتصادي الذي تضرّر نتيجة العمليات الإرهابية ونتيجة انتشار خطاب التخويف من الديمقراطية التونسية ونتيجة أطراف لها مصالح في إفشال هذه التجربة، كما إنّ الوضع الذي تمرّ به الشقيقة ليبيا زاد من عبئ البطالة في تونس خصوصا في صفوف الشباب، وانّ هذا البلد الشقيق هو شريك تجاري رئيسي ومصدر لمئات الآلاف من فرص العمل لشبابنا. هذا وقد مثّل غياب الاستقرار في الشقيقة ليبيا أرضية خصبة لأنشطة حدودية معادية لمصالح البلدين والشعبين لخدمة شبكات إجرامية وإرهابية أضرّت بالاقتصاد في بلادنا. ولدلك فان دعم الحوار وسبل الحل السياسي فيه مصلحة للجميع.

إنّ هذه التهديدات أثّرت على استقرار الوضع الاقتصادي في بلادنا وإنّكم أكثر معرفة بأنّ الديمقراطية تحتاج إلى التنمية لكي تستمرّ ولكي تنجح لأنّ أخطر أعداء الديمقراطية هو اليأس.. اليأس لدى الشباب ولدى الشعوب يؤدّي إلى انتكاسة في اليقين وفي الإيمان بالحرّية وبالديمقراطية.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي

النوّاب

السيدات والسادة

لمحاربة هذا اليأس ولإنجاح الديمقراطية في بلادنا تونس جارتكم وشريكتكم في الماضي وفي الحاضر والمستقبل تنظّم تونس المؤتمر الدولي للاستثمار من 29 نوفمبر إلى بداية ديسمبر القادم ونحن نعوّل كثيرا على دور الجمهورية الإيطالية في دعم هذا المؤتمر وفي إسناد تونس أوروبيّا ودوليا لإنعاش الاستثمار فيها ولتدعيم وضعها الاقتصادي ومساعدتها على معالجة الصعوبات التي تعترضها.

السيد رئيس اللجنة

سيداتي وسادتي النوّاب

السيدات والسادة

إنّ عمق العلاقات بين تونس وإيطاليا وإنّ المصالح المشتركة والتحدّيات التي تجمعنا تسمح لنا بالتأكيد على ضرورة أن تلعب الجمهورية الإيطالية وخصوصا لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي الموقّر دورا محورّيا في إنجاح هذا المؤتمر الدولي وفي تحفيز الحكومات والمؤسسات الأوروبية على المشاركة الفعلية والنوعية في إنجاح هذا المؤتمر وفي دعم انتعاشة الاقتصاد التونسي حتى تنهض تونس بدور الرافعة النموذجية للديمقراطية في الضفة الجنوبية للمتوسّط.

السيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيطالي

سيداتي وسادتي النوّاب

كثيرا ما نسمع مقولة تتردد بين عدد من الخبراء والسياسيين، مفادها ان الاسلام يختلف جوهريا عن المسيحية، ومن ثم لا امل في بزوغ ديمقراطية اصلا في العالم الاسلامي، وهي حسب تقديري قراءة خاطئة للاسلام والديمقراطية، فضلا عن كونها تشرع للصراع الازلي بين الاديان والثقافات والحضارات، ان الاسلام شانه في ذلك شان الاديان الكبرى يخضع لقراءات وتاويلات مختلفة، بعض هذه القراءات مضرة ومدمرة مثل تلك التي تتبناه جماعات الارهاب والعنف، وهناك قراءات واجتهادات اخرى، وهذه التي نتبناها نحن في حركة النهضة، وهي ترى انه يمكن تاسيس الديمقراطية في منطقتنا على قيم الاسلام في الحرية والعدالة والتسامح وحق الاختلاف.وان المعركة ضد الارهاب تمر بالضرورة عبر معركة تاويل الاسلام وتحريرها من نزوعات العنف والتطرف

اننا نعيش في عصر تتداخل فيه الثقافات والاديان وتترابط فيها الحدود، ولا خيار لنا الا البحث عن سبل الحوار والتعايش، وحل الازمات بصورة مشتركة.

السيدات والسادة

انّ آفاق التعاون الإيطالي التونسي عديدة، ومن واجبنا كفاعلين سياسيين مزيد بلورتها وترجمتها في سياسات وقرارات واتفاقيات وانجازات.

ختاما

يؤكّد حزب حركة النهضة على شرف لقائه بكم، وعلى عميق اعتزازه بالتعاون معكم ومع الجمهورية الإيطالية ويشكر لكم هذا الاستقبال.

شكرا لكم

والسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı