بعد تحرير الفلوجة.. متى تبدأ ‘أم المعارك’ ضد داعش؟

لم تكد القوات العراقية تعلن تحرير مدينة الفلوجة بالكامل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الـ 26 من الشهر الماضي، حتى أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العلم العراقي سيرفرف قريبا في سماء الموصل، كما رفرف في الفلوجة.

وقبل أزيد من سبعة أشهر، قال العبادي بعد استعادة مدينة الرمادي، إن 2016 سيكون عام تحرير الموصل من قبضة المتشددين.

على رأس الأولويات

السعي إلى تحرير أكبر معقل لداعش في العراق، لا يستأثر باهتمام الحكومة العراقية وحدها، فدول التحالف الدولي خاصة الولايات المتحدة تعتبر تحرير الموصل خطوة بالغة الأهمية لكسر شوكة تنظيم داعش في العراق.

وتوقع الرئيس باراك أوباما، في نيسان/ أبريل الماضي، أن تُحرر المدينة قبل نهاية العام الجاري، في حين أكد وزيره في الخارجية جون كيري، قبل ذلك بأيام قليلة من بغداد، أن تحرير الموصل على رأس الأولويات، مضيفا أن المدينة “ستتحرر بنهاية المطاف”.

إلا أن السؤال المطروح بشدة هو متى تأتي “نهاية المطاف” لبدء ما أسماه البعض “أم المعارك”؟

لم نتمكن خلال حديثنا مع مسؤولين ومحللين عراقيين من الحصول على إجابة شافية عن هذا السؤال.

ولا تزال الجهات الرسمية العراقية تحجم عن تقديم توقع محدد لطرد المتشددين من المدينة، وإن اتفقت أطراف كثيرة على أن 2016 ستكون السنة التي يعانق فيها سكان الموصل حرية سلبت منهم في صيف 2014.

ويتوقع الصحافي العراقي سليمان الكبيسي، في حديث لموقع “راديو سوا” ، أن تكون معركة تحرير الموصل “مختلفة” عن عملية تحرير الفلوجة.

ويقول الكبيسي إن “معركة الموصل ستكون أصعب من العلميات التي سبقتها نظرا لأهمية المدينة بالنسبة لداعش، ولأن أعداد مقاتلي التنظيم المتشدد في المدينة يقدرون بالآلاف”.

ويرى الخبير الأمني العراقي أمير جبار الساعدي أن استعدادات الجيش منصبة حاليا على أن “يكون هناك برنامج واضح لتحرير الموصل في أقرب وقت ممكن”.

ويقول الساعدي، لموقع “راديو سوا” ، إن “الانتصارات الأخيرة للقوات العراقية هي دليل على أنها قادرة على تحرير الموصل”.

عوائق التحرير

ويرى مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة داعش بريت ماكغيرك أن تحرير الموصل سيكون “تحديا عسكريا محوريا، لكنه سيكون أيضا تحديا سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا”.

ويذكر الساعدي من بين العوائق التي ستعترض القوات العراقية، حين تبدأ عملية التحرير، هو مناورة فخاخ داعش.

ويضيف أن “داعش بدأ منذ العام الماضي حفر الأنفاق وتفخيخ مناطق عدة حول المدينة لإعاقة أي تقدم، فضلا عن استخدامه المدنيين دروعا بشرية لثني الجيش العراقي عن شن هجوم على الموصل”.

ويستعرض مقال تحليلي منشور على موقع “المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب” مجموعة من “العوائق” قبل تحرير المدينة.

ويرى كاتب المقال أن حجم المدينة ووجود أكثر من مليوني شخص داخلها سيصعّبان انتزاعها من داعش.

ويشير الكاتب إلى أن “عزل وتطويق داعش عن الأهالي ليس بالأمر الهين وتحد صعب. تجنيب المدنيين خطر العمليات العسكرية أمر مهم، فلا بد من تهيئة الخطط، وتوفير ممرات آمنة لتسهيل عملية مغادرتهم المدينة عند بدء العمليات”.

إلا أن قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي يؤكد، لموقع “راديو سوا” ، أن “القوات العراقية قادرة على تجاوز العقبات. وبالنسبة للمدنيين فستقام معسكرات آمنة لخروجهم وسيهرب المتشددون كما هربوا من الفلوجة والرمادي”.

ويضيف العزاوي: “القوات العراقية جاهزة لتحرير محافظة نينوى كلها، وقد تمكنت من تحرير ديالى وصلاح الدين والأنبار والفلوجة، وبالتالي فهي قادرة على أن تحرر الموصل وتتجاوز العقبات”.

ويرى ماكغيرك أن “أيام داعش في الموصل باتت محدودة”، لكنه استدرك قائلا: “لن نقدم جدولا زمنيا محددا لتحرير الموصل. المخطط الآن هو قيد التنفيذ”.

المصدر: موقع “راديو سوا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *