بعد انتخاب دونالد ترامب : ما الذي سيتغير في علاقات أمريكا بتونس وليبيا ؟

· خبراء ومسؤولون في الدولة في حوار مفتوح

* مصطفى كمال النابلي : ” موارد البنك الدولي ومشاريعه ستتراجع “
* الاميرال كمال العكروت : ” أولويات عسكرية وأمنية جديدة لترامب “
* أحمد ونيس ومصطفى بن جعفر:” سيزداد انحياز واشنطن لاسرائيل “

ما الذي سيتغير في العلاقات التونسية الأمريكية وعلاقات واشنطن بالدول العربية والإسلامية عموما بعد انتخاب دونالد ترامب وكنغرس غالبيته من حزب الجمهوريين ؟
وكيف سيؤثر صعود ” أقصى اليمين” في أمريكا وأوربا سياسيا على الشراكة الاقتصادية ومسار” الانتقال الديمقراطي” والتغيير السياسي؟
وهل تتغير سياسات المؤسسات المالية العالمية تجاه تونس والدول النامية بعد نجاح ترامب وصعود أقصى اليمين سياسيا في اوربا ؟
هذه التساؤلات وغيرها كانت محورلقاء حواري مضيق نظمته المؤسسة الامريكية للدراسات ” اطلنتيك كونسيل ” القريبة من البنتاغون بالاشتراك مع مجلة ” ليدرز”.

اللقاء أداره استاذ القانون الدولي التونسي هيكل بن محفوظ والاعلامي والديبلوماسي السابق عبد الحفيظ الهرقام مدير تحرير مجلة ” لديرز” العربية .وقد شارك في الحوار عبر السكايب من واشنطن مدير مؤسسة رفيق الحريري وفرع ” اطلنتيك كونسيل ” في الشرق الاوسط الامريكي اللبناني الاصل كريم مزران .

148131108331_media

الامن والاقتصاد والسياسة

وكانت من أبرز فقرات هذا اللقاء مداخلات حول انعكاسات انتخاب دونالد ترامب على تونس ودول المنطقة امنيا واقتصاديا وسياسيا بالخصوص قدمها امير اللواء كمال العكروت المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية السابق أحمد ونيس ومحافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي المدير العام سابقا في البنك الدولي والسفير السابق والمدير العام الاسبق لمركز الدراسات الاسترايتجية في رئاسة الجمهورية صالح الحناشي.
كما ساهم في تأثيث هذا اللقاء سياسيون من الحجم الكبير بينهم رئيس المجلس الوطني التأسيسي وزعيم حزب التكتل مصطفى بن جعفروالوزير السابق وزعيم الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي وكاتب الدولة للخارجية السابق محمد الزين شلايفة والسفير السابق محمد الحصايري
وعضو البرلمان عن حزب النهضة والناطق الرسمي السابق للحركة اسامة الصغيروالناشطة السياسية وعضو البرلمان في عهد بن علي الجامعية آمنة بن عرب .

تخوفات من مستشاري ترامب
وقد ساد الحوارتقييمات متشائمة من رئاسة دونالد ترامب ومن سنياريوهات دعمه لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي سليما ومساندته للديمقراطية والانتقال الديمقراطي وحقوق الانسان والتغيير السياسي والتنمية في تونس والدول العربية .
واجمعت المداخلات على وصف ترامب ومرشحيه للمناصب العليا في الادارة الامركية القادمة ب” الكارثية ” بالنسبة للعرب والمسلمين والتونسيين واوربا والصين .
واذ ساير السيدان صالح الحناشي ومصطفى بن جعفر هذا التقييم فانهما اعتبرا ان ترامب ومستشاريه ” الكارثيين ” سوف يكرسون مزيد الانحياز لسلطات الاحتلال الاسرائيلي لكنهم سوف يضطرون الى التعامل مع الواقع ب” براغماتية ” اذ يستحيل عليهم تجاهل حوالي 10 بالمائة من المواطنيين المسلمين في الولايات المتحدة و مليار ونصف المليار من العرب والمسلمين في العالم .
وتوقع وزير الخارجية السابق والقيادي في حزب نداء تونس احمد ونيس ان تكون من بين اولويات دونالد ترامب نقل السفارة الاسرائيلية الى القدس المحتلة و الضغط على النظام السعودي وبعض الانظمة الخليجية العربية والاسلامية على رأسها ايران .
واورد احمد ونيس ان سياسة ترامب سوف تنحاز الى الجزائر الغنية بالنفط والغاز على حساب حليفها التقليدي المملكة المغربية بما يمكن أن يؤثر سلبا على استقرار المغرب واقتصادها وامنها.

148131108051_media

أولويات أمنية سياسية جديدة

وقدم الاميرال كمال العكروت ـ المستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية ـ ان تتغير جزئيا بعض أولويات الادارة الامريكية القادمة سياسيا وأمنيا وعسكريا .
واستبعد الاميرال كمال عكروت أن تتأثر علاقات تونس وامريكا جذريا . ورجح أن تحافظ الادارة الامريكية الجديدة على نفس الأولويات مع تونس تقريبا .
في المقابل توقع الاميرال عكروت أن يوظف الرئيس الامريكي القادم من علاقاته وعلاقات بعض مستشاريه المتطورة ببعض دول المنطقة وساستها وبينها عدد من صناع القرار في دولة الامارات العربية المتحدة وحكومة مصر وبحكومة شرق ليبيا والجنرال خليفة حفتر .
في المقابل توقع ممثل حركة النهضة البرلماني أسامة الصغير أن لا يؤثر نجاح ترامب سلبا في سياسة الادارة الامريكية تجاه تونس بحجة ان “تعاون الجمهوريين الامريكيين مع انصار الديمقراطية والتعددية ومع حركة النهضة كان اكبر من تعاون ساسة الحزب الديمقراطي الامريكي” .
واعتبر ممثل حركة النهضة ان سيطرة الرئيس فايز السراج وقيادات المنطقة الغربية على اغلب مناطق ليبيا بما فيها مدينة سرت سيرجح ” سيناريو التسوية السياسية ” في ليبيا .
سيناريوهات

وعند تعقيبه على تساؤلات المتدخلين اورد المسؤول الامريكي كريم مزران أنه لا يعقد أن الجنرال خيلفة حفتر يمكن أن يكون رئيس ليبيا القادم بسبب تورطه في الحرب الاهلية وعجزه عن دخول مدينة ليبية واحدة بينها بنغازي طوال 3 اعوام من الحرب رغم الدعم الكبير الذي لقيه من بعض دول المنطقة عسكريا وسياسيا واعلاميا .
ودعا المسؤول الامريكي الساسة التونسيين والمغاربيين والعرب الى المشاركة في “مجموعات الضغط ” التي تحاول ان تدفع الإدارة الامريكية القادمة نحو احترام تعهدات الإدارات السابقة في فلسطين وفي مجال دعم الحريات والانتقال الديمقراطي والتنمية حتى لا تتورط مجددا في دفع المنطقة نحو مزيد من الحروب والاقتتال .

صيحات فزع اقتصادية

لكن من بين أبرز الفقرات إثارة للحيرة والتساؤلات في الحوار كانت القراءة الاقتصادية التي قدمها المدير سابقا في البنك الدولي والمحافظ السابق للبنك المركزي التونسية مصطفى كمال النابلي .
النابلي لفت الانتباه إلى كون المؤسسات المالية الدولية بينها البنك العالمي تمر بصعوبات وتحتاج مشاريعها ومؤسساتها الى ضخ أموال من قبل الدول الأعضاء الغنية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية .
ورجح النابلي أن يمتنع ترامب عن ضخ الادارة الامريكية في عهد ترامب لمثل هذه الأموال بما سوف يتسبب في تعطيل كثير من مشاريع البنك العالمي دوليا بما سينعكس سلبا على تونس وعلى الدول النامية في افريقيا واسيا والوطن العربي .
..تساؤلات ودعوات لمزيد اليقظة والبراغماتية واشكالات جديدة .. في وقت بات فيه الجميع يدرك أن ” الحلول الحقيقية والعميقة لمشاكل تونس لن تأتي من الخارج ” وأن الانقاذ يبدأ بعودة التونسيين للعمل ومكافحة الرشوة والفساد والتهريب والتهرب الجبائي ..وتكريش شعارات ” الحوكمة الرشيدة “..
كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *