برنامج ” آلو ..جدة “: عندما يضحك التونسي من ” النخب” .. بقلم كمال بن يونس

بصرف النظر عن المواقف السياسية المتباينة من ” الكاميرا الخفية ” الرمضانية التي تقدمها قناة ” التاسعة” ، لا شك أنها من أكثر البرامج الهزلية التي سوف تشاهد هذا الشهر..وسوف تروج في المواقع الاجتماعية .

الاهتمام بهذا البرنامج الهزلي ليس مرتبطا فقط بالنجاحات المهنية لمعز بن غربية وقدرة ” ميغالو ” على تقليد صوت الرئيس الأسبق و” برودة أعصاب” الاعلامي مكي هلال.

هذا الاهتمام الشعبي ليس مرتبطا فقط ببعض ” المعلومات الخطيرة ” التي يقع تمريرها لملايين المشاهدين وهم يضحكون على مائدة الإفطار.. وبعض تلك المعلومات تشمل اجابات حول ” حقيقة” ماجرى في الكواليس يوم 14 جانفي 2011 .

قد تكون ” النخبة ” لا تزال في حيرة من أمرها وتبحث عن مثل تلك المعلومات وعن مزيد من ” الاشاعات” و” القراءات “.

لكن الأمر مختلف تماما بالنسبة لعموم المشاهدين وجمهور” الكاميرا الخفية “.

هذا الجمهور فهم مبكرا حقيقة ” الربيع ” العربي ..

الجمهور يريد أن يضحك فيشعر بالسعادة أولا ..

وهو يريد أن يضحك لأنه يريد أن ” ينتقم”؟؟

نعم يريد أن ” ينتقم” من شخصيات محسوبة على ” النخب السياسية والثقافية “يعتقد أنها كذبت عليه ..وأنها مسؤولة عن تدهور أوضاعه بعد ” ثورة شبابية شعبية ” اعتقد أنها ستنقذه وتنقذ البلاد وستسلم المشعل للشباب والكفاءات ..

يريد أن ” يضحك” على النخب التي وعدته بأن” تطير به الى السماء” فكانت الحصيلة أن أغرقته ودفعت الشباب والبلاد في أوحال المخدرات والبطالة والتهميش والفوضى والمعاناة والعنف والارهاب..

لن ينسى غالبية التونسيات والتونسيين بعد مثل هذه البرامج الهزلية مشاكلهم القديمة ولا معاناة البلاد في عهدي بورقيبة وبن علي من الفساد والاستبداد..

ولن يطالبوا باعادة بن علي الى الحكم رغم اخفاقات الحكومات المتعاقبة بعده .

لكنهم يريدون أن يسخروا وأن ينتقموا أكثر من ” نخب” حاولت أن تضحك على عقولهم قبل جانفي 2011 وغيرت جلدتها بعده …ثم وقعت في ” فخ الكاميرا الخفية ” فكشفت عن جانب من ” اللاشعور” الذي يحكمها وعن عدم ايمانها بالشعارات ” الثورية ” التي أوهمت أنها تبنتها بعد رحيل بن علي .. لكنها خسرت ” الرهان” في أول امتحان ..رغم صبغته الهزلية ..

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *