المفكر العربي منير شفيق: حركة النّهضة رسمت خطا سياسيا صحيحا بطرح نظريّة التشارك و عدم الإقصاء

مغرب نيوز- منية العيادي

 

اعتبر المفكر العربي الفلسطيني منير شفيق أنّ المشكلة الأساسية للأمّة العربية و الإسلاميّة هي وجود الاستعمار و السيطرة الخارجية و بالتالي الهيمنة و التبعيّة التي لطالما عانت منها بلداننا العربية رغم أنّ قوّة التدخّل الخارجي في أقطارنا ضعفت عمّا كانت عليه من قبل سواء بعد الحرب العالمية الأولى أو بعد الجرب العالمية الثانية.

و أضاف أنّ هناك موازين قوى جديدة ظهرت في العالم تتيح التحرر و تحقيق الآمال لكنه اعتبر أنّ أن المعوق الأساسي الذي بقي أمام الدول العربية اليوم و التحدّي الأكبر هو التجزئة العربية و وجود هذه الدول بصورة متناقضة و مريضة فيما بينها و يضاف إلى ذلك زرع الكيان الصهيوني داخل الأمّة العربيّة خاصّة و أنّ زرع هذا الكيان بحد ذاته ليس بقصد المشروع الصهيوني و الأحلام و الآمال الصهيونية السخيفة التي يتحدّثون عنها و لكنّه كان مشروعا كجزء من استراتيجية استعمارية امبريالية تريد أن تزرع كيانا حاجزا بين مصر و المغرب العربي و السودان من جهة  و المشرق و بقية البلدان العربية من جهة أخرى.

و أوضح منير شفيق أنّ خصوصية الاستعمار و الهيمنة الخارجية على بلداننا كانت تتسم بسمتين مختلفتين عن بقية البلدان التي ابتليت بالاستعمار ألا و هما التجزئة و الكيان الصهيوني و هذان الآن هما ما نواجههما و ما نشعر بخطرهما معتبرا أنّ مشكلة التجزئة أخطر بكثير من وجود الكيان الاسرائيلي الغاصب لأنّها أصبحت تولّد دينامياتها و لم تعد فقط مجرّد أداة استعمارية مستخدمة أو يتبعها العملاء و ينفذونها بل أصبحت متغلغلة في قلب التيارات الثورية سواء كانت إسلامية أو قومية أو يسارية.

و قال إنّه لا يمكن تحقيق التنمية و العدالة الاجتماعية في أي قطر عربي دون وجود سوق عربية مشتركة و دون تكافل عربي مثلما لا يمكن تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني بالكامل إلا في إطار وحدوي عربي إسلامي كامل. 

و بخصوص التجربة الديمقراطية التونسية في مرحلة ما بعد الثورة اعتبر شفيق أن العائق في تونس أمام الديمقراطية ليس فقط عائقا داخليا و إنما له علاقة أساسية بالتجربة المبتلى بها المغرب العربي الكبير أوّلا و الأمّة العربيّة ككل ثانيا مشيرا إلى أنّ الديمقراطيّة القومية لا يمكن أن تبنى ما لم تكن في إطار استراتيجي داعم و مشارك في نفس الاتجاه أو على الأقل غير معادٍ.

و أضاف أن حركة النهضة أحكمت علاقتها مع الجزائر في أثناء النضال و بناء تونس الحديثة بعد الثورة التونسية “النّاجحة” باتجاه الديمقراطيّة معتبرا أن هذا سبب من أسباب إمكانية أن يسير الوضع في تونس في طريق ديمقراطية معقولة عكس ما حدث في بلدان أخرى لأسباب جيوسياسية و دولية لها علاقة بالوضع العربي ككل.

و أفاد أنّ العامل الذي يلعب دورا أساسيا في الساحة السياسية في كل سياسة، هو وضع البلد و الحزب و أي قوّة سياسية،في ميزان القوى العالمي و الإقليمي و الداخلي لرسم خطّ سياسي صحيح فالدور الفكري أو السياسي أو الذاتي لأي طرف هو مدى انسجامه مع ما يتيحه ميزان القوى.

و أوضح أنّ رئيس حركة النّهضة راشد الغنوشي لعب دورا أساسيا في هذه القضية بطرح نظريّة التشارك و عدم الإقصاء معتبرا أنّ ذلك يمثّل الخط الصّحيح الذي يقدّم أفضل سياسة في ميزان قوى داخلي و إقليمي و أنّ الانجازات التي حققتها تونس حتى الآن يعود إلى الخط الصّحيح الذي تبنّته حركة النهضة مع القوّة الأخرى التي تآلفت معها ( النّداء ) لإنقاذ البلاد من التدهور بعد أن كانت على حافّة الإنهيار في لحظات معيّنة.

https://www.youtube.com/watch?v=hvnWUmVUJ2M&t=5s

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *