المغرب : العثماني يسابق الزمن لتقديم قائمة وزرائه المرشحين إلى القصر الملكي

لقاءات مكوكية واجتماعات ليلية ماراثونية تلك التي يخوضها رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، سعد الدين العثماني، بمعية زعماء الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي، مسابقا بذلك الزمن لتقديم لائحة المرشحين للاستوزار في أقرب الآجال إلى الملك محمد السادس.

و علاقة بالأخبار الرائجة بشأن تحديد القصر 15 يوما لا غير كسقف زمني لتشكيل حكومة العثماني، في أعقاب تكليفه يوم 17 مارس المنصرم، سيكون رئيس الحكومة المكلف أمام أمر واقع يقضي بتقديم لائحته نهاية هذا الأسبوع.

أمين السعيد، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، ذهب إلى التأكيد على أن رئيس الحكومة الجديد يواجه رهانا كبيرا وتحديا رئيسيا متمثلا في جمع الأغلبية، خاصة وأنه أضحى يتفاوض مع الفرقاء الحزبيين عقب خمسة أشهر من “البلوكاج”، ما يقيده أكثر من حيث المدة الزمنية.

و قال السعيد، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن التحديات المذكورة “دفعت سعد الدين العثماني إلى عقد لقاءات واجتماعات ماراثونية، سواء مع الأحزاب السياسية أو مع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية”، معتبرا أن سيرورة تشكيل الحكومة “وصلت إلى مرحلتها الحساسة و المعقدة، التي تتجلى في اختيار الأسماء التي ترغب في الاستوزار”.

و لفت الباحث إلى أن “مرحلة الاقتراحات أفرزت العديد من الصراعات داخل الأحزاب التي تغيب عنها مساطر دقيقة وشفافة لاقتراح الوزراء”، مشيرا إلى أن “الأمانة العامة لحزب العدالة التنمية انحرفت حين أعلنت تحفظها على بعض الأسماء المستوزرة من الأحزاب التي دخلت في التحالف الحكومي، ما جعلها تشوش على استقلالية القرارات الداخلية للأحزاب السياسية”، موضحا أن “رفض الوزراء أو قبولهم هو اختصاص ملكي بناء على اقتراح من رئيس الحكومة”.

و خلص الباحث في العلوم السياسية إلى أن “رئيس الحكومة الجديد، وإن تمكن من جمع الأغلبية، فإن أمامه تحدٍّيا كبيرا يرتبط بالتوافق على الهندسة الحكومية واقتراح الوزراء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *