الكشف عن ” تقرير سري ” حول صحة الزعماء المغاربيين : ” ويكيليكس” فرنسي أم مجرد ” انفلات ” اعلامي ؟ .. بقلم كمال بن يونس

* سباق أوربي أمريكي حول مستقبل الدول المغاربية ؟

من بين أبرز ” مفاجآت” عالمي الإعلام و السياسة في فرنسا وأوربا الكشف في وسائل إعلام رسمية فرنسية وفي مواقع اجتماعية ” عالمية ” مثل ” يوتيوب” عن تفاصيل تقرير” سري” أعده برلمانيان فرنسيان عن ” الحالة الصحية ” و” الاشعاع السياسي” لعدد من الزعماء السياسيين في العواصم المغاربية بينهم رؤساء تونس والجزائر وموريتانيا والعاهل المغربي وزعماء أحزاب سياسية في دول المنطقة .

و السؤال الذي فرض نفسه على الجميع : هل يتعلق الأمر ب” ويكيليكس فرنسي” أي بخطة سياسية اعلامية تسعى من ورائها باريس الى التأثير أكثر في مستقبل الدول المغاربية أم بمجرد ” فلتان إعلامي” ؟

وهل لا يكون الكشف عن فحوى هذا ” التقرير السري ” مجرد وسيلة ضغط تمارسها ” أقلية متطرفة ” من داخل ” المطبخ السياسي الفرنسي” ضد صناع القرار في مؤسسات الحكم والمعارضة في الدول المغاربية ؟

حسب الاعراف الديبلوماسية والعلاقات الرسمية بين باريس وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا لم يتعود الرسميون ولا المعارضون على ظاهرة بث ” شهادات برلمانيين ” عن نتائج مهمة تحقيق ” سري” قاموا به مع بعض المؤسسات الاستخباراتية حول الأوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية الداخلية .

ولم يتعودوا أصلا الحديث عن تقارير وقع انجازها بعد 6 أشهر كاملة من ” التحقيق الميداني السري ” داخل البلدان المغاربية؟؟

فما الحكاية ؟

تخوفات طبيعية ؟

لعل من بين أبجديات العمل الديبلوماسي أن السفارات توجه الى سلطات بلدانها ” تقارير مصنفة ” أي ” سرية ” لا يمكن الكشف عنها للعموم إلا بعد مدة طويلة ..قد تصل الى 50 عاما ..

لكن ” الكشف” عن تلك التقارير ، على غرار ما فعلته الادارة الامريكية في عهد أوباما بالنسبة لماعرف ب” تقارير ويكيليكس” ، يكون له غالبا أهداف سياسية .

وقد تبين أن الكشف عن جزء من ” تقاريرويكيليكس ” في موفى 2010 كان يهدف إلى تهيئة الرأي العام العربي والاسلامي والدولي إلى تغييرات سياسية بما في ذلك فيما سمي ببلدان ” الربيع ” العربي.

فهل تكون باريس وبعض حلفائها بصدد التحضير لدور فرنسي ” أكبر” في شمال افريقيا ؟

كل الفرضيات قائمة في نظر كثير من المراقبين الذين يرجحون أن تستغل عدة حكومات من بينها باريس ” المرحلة الانتقالية ” في أمريكا لتكريس ” تمسكها بمنطقة نفوذها التقليدية ” ومن بينها مستعمراتها السابقة في افريقيا ؟؟

مبررات ديمغرافية

ويعتقد البعض أن ” تخوفات باريس على مستقبل بلدان شمال افريقيا في محلها ” بحكم العلاقات الامنية والاقتصادية والسياسية التاريخية التي تجمعها بها منذ أكثر من قرنين .

كما يزيد من الصبغة الإستراتيجية والأمنية لعلاقات باريس بالعواصم المغاربية أن بعض الدراسات ترجح أن تتجاوز نسبة المهاجرين والمواطنيين الفرنسيين من أصول شمال افريقية ال10 بالمائة ، يضاف اليهم ملايين المسلمين والعرب والأفارقة من جنسيات مختلفة .

لكن هل تكفي العوامل الديمغرافية لتفسير ما يعتبره البعض نوعا من ” النيل من كرامة العاهل المغربي ورؤساء بقية الدول المغاربية “؟

وهل لا ترتقي ” الحملة الاعلامية ” إلى مرحلة ممارسة نوع من الضغوطات على المؤسسات العسكرية والامنية والسياسية في بلدان مستقلة لمجرد أن بعض قياداتها ” ابتعدت عن المحور الفرنسي الأوربي” واقتربت أكثر من ” المحور الأمريكي الخليجي “؟

مؤسسات مستقرة ؟

يذكر أن عددا من النواب والساسة الفرنسيين اعترضوا على ” كشف تقارير سرية ” في وسائل إعلام رسمية.

كما وجهوا انتقادات إلى النائبين الفرنسيين “غيي تييسي” عن الحركة من أجل الجمهورية اليمينة و”جان كالفاني” عن الحزب الاشتراكي اليساري بسبب حديثهما عن ” هشاشة ” الأوضاع في البلدان المغاربية ودعوتهما إلى الحاق ضرر اقتصادي بها عبر الدعوة الى تجنب الاستثمارات الفرنسية والأوروبية في هذه البلدان باعتبارها “غير ناجحة نظرا “لبيروقراطية الإدارة فيها.”(؟؟)

ورغم أهمية بعض الملاحظات التي وردت في ذلك ” التقرير البرلماني السري – العلني” ،مثل معضلة البيروقراطية ، فإنه لا يخلو من المبالغات لاسباب عديدة من بينها وجود مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية مستقرة في الدول المغاربية يمكن أن تضمن استقرار الانظمة فيها بصرف النظر عن اسم الملك أو الرئيس .

ففي الجزائر وموريتانيا مؤسسات امنية عسكرية قوية قادرة على حسم ملفات ” الخلافة ” في صورة حصول أي شغور .

وفي البلدان الاربعة دساتير وقوانين تنظم بوضوح طريقة التداول على السلطة بما في ذلك في حالة شغور على رأس الدولة .

وفي تونس والمغرب تحديدا مجتمع مدني قوي ومؤسسات سياسية منتخبة تمثل رافدا مهما للمؤسسات الامنية والعسكرية التي سبق أن ضمنت طوال ال60 عاما الماضية استقرار الدولة والمجتمع .

في نفس الوقت تكشف الاصلاحات التي أدخلتها قيادات تونس والجزائر والمغرب مؤخرا على مستوى مؤسسات الدولة ـ بما في ذلك عبر تعيين شخصيات شبابية في مناصب عليا في الحكم ـ من بين المؤشرات التي يمكن أن تضمن الاستقرار وانجاح مسارات الانتقال الديمقراطي والاصلاح الاقتصادي والاجتماعي .

ما الذي سيتغير إذن في علاقات باريس بشركائها المغاربيين ؟

في كل الحالات يبدو أن المنطقة مقبلة على تطورات مهمة جديدة ستتداخل فيها العوامل الداخلية والخارجية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı