الكاتب البريطاني هيرست: دول الحصار نشرت بذور ثورة قادمة لن تكون منضبطة

قال الكاتب البريطاني ”ديفيد هيرست” إن اختيار الدول الأربعة المحاصرة لقطر يوم الثالث من جويلية موعدا لانقضاء مهلة الاستجابة للمطالب لم يكن مصادفة، خاصة أنه الذكرى السنوية الرابعة للانقلاب العسكري في مصر على أول رئيس مدني منتخب.

و أشار هيرست في مقال له ترجمته “عربي21” إلى أن الخليجيين لم ينأوا بأنفسهم مشاركة أحد حلفائهم الذي ارتكب مجزرة في ميدان رابعة العدوية عام 2013، لكن رعاة الانقلاب في مصر تفاخروا بما جرى و هددوا باستخدام الأساليب نفسها مع جارتهم الخليجية، و نشروا بذورا لثورة قادمة لن تكون منضبطة و لا قابلة للتحكم.

و أوضح الكاتب في المقال الذي نشره موقع “هافنغتون بوست” في نسخته الأمريكية أن الخليجيين “ثملوا من السلطة والنفوذ حتى إنهم يتوقعون إذا ما لوحوا بعصى غليظة أن يخنع الجميع لهم ويخضعوا. هذا ما فعلته البحرين من قبل. أما قطر فمازالت حتى الآن تستعصي عليهم”.

و يلفت هيرست الى أن قيمة الأصول الخارجية للسعودية تراجعت من 737 مليار دولار في شهر أوت من عام 2014 إلى 529 مليار دولار في ديسمبر 2016، كما يشير الى تحقيق بريطاني أظهر بأن أكثر من 130 مليار دولار تختفي من الموازنة السعودية سنويا و لا يعلم أحد أين تذهب.

كما يلفت هيرست الى أن “ثمة شيء غير معقول يتعلق بالثروات في الخليج” حيث أن لدى الامارات صناديق ثروة سيادية (6 صناديق) تبلغ قيمتها الاجمالية 1.3 تريليون دولار، بينما السعودية التي هي أكبر منتج للنفط في العالم لديها صندوقان للثروة السيادية تبلغ قيمتهما الاجمالية نحو نصف ما لدى الامارات، و تحديدا 679 مليار دولار.

و قال إن الثالث من جويلية كان حدثا محوريا لجميع الأطراف، و كان ذلك اليوم بالنسبة للشباب و للقوى التي أطاحت بطاغوتين في كل من تونس و مصر ضربة ساحقة ماحقة، أما بالنسبة لممالك الخليج التي مولت عبد الفتاح السيسي فقد مثل ذلك اليوم انطلاقة الثورة المضادة التي تعضد سلطتهم ،وتركل إلى عقد قادم الانتخابات الحرة.

و أشار إلى أن المحاولة الانقلابية التي حدثت في تركيا العام الماضي و الحملة الدعائية على قطر حاليا، ليست سوى الفصل الأخير لا أقل و لا أكثر من العملية  التي بدأت قبل أربعة أعوام.

و اعتبر هيرست أن “إخراس” قطر مسألة مركزية لنجاح العملية المستمرة من أربعة أعوام متواصلة، بعد دعمها المعارضة السياسية في مصر و المنطقة، و منح الربيع العربي صوتا من خلال قناة الجزيرة.

و على صعيد محاولة السعودية و الإمارات إبعاد تهم الإرهاب عنهما، قال هيرست إن المملكة العربية ودولة الإمارات كلما تمادتا مع مصر في الإصرار على أن حملتهم إنما يقصد منها وقف التمويل عن الإرهابيين، سلط الضوء أكثر فأكثر على تواطؤ هذه الدول مع تنظيم القاعدة و مع تنظيم الدولة، و لذلك تراهم يسعون جاهدين الآن إلى التخلص من الأدلة الدامغة ضدهم من خلال كنسها تحت الطاولة.

و لفت إلى أن الأمم المتحدة كشفت النقاب عن أن مصر تحفظت على مقترح للولايات المتحدة الأمريكية، بإضافة تنظيم الدولة في كل من المملكة العربية السعودية و اليمن و ليبيا و أفغانستان والباكستان إلى قائمة الأمم المتحدة للجماعات و الأفراد المشمولين بالحظر، ثم عادت و أعاقت المقترح تارة أخرى في شهر ماي.

و لفت هيرست إلى أن هتاف البعض اليوم لعودة مبارك أو حتى ابنه جمال  أمر لا مفارقة فيه؛ لأن الناس تذكره اليوم رئيسا مؤهلا لنظام حكم الأقلية مقارنة بالسيسي ” المرتشي والأحمق و المخضبة يداه بالدماء ” .

و على صعيد العائلة المالكة في السعودية، قال هيرست، إن روبرت باير العنصر السابق في السي آي إيه الذي ألف كتابا حول عائلة آل سعود و قدر أفرادها بثلاثين ألفا، قال إن ما بين عشرة آلاف واثني عشر ألفا يتلقون رواتب تتراوح ما بين 800 دولار و 270 ألف دولارا في الشهر، و هذه الأرقام عمرها 14 عاما ولربما ارتفعت بشكل كبير منذ ذلك الوقت.

و أضاف: “يمكن للمرء أن يلقي نظرة على تكاليف معيشة العائلة السعودية من خلال الأرقام السحرية المتغيرة لدخل الحكومة، حسبما ورد في الكتاب السنوي للسلطة العامة للإحصاء في تحقيق استقصائي نشر في شهر ماي، لكن المؤكد أنهم لا ينفقون هذا المال على شعبهم بل تجدهم يبحثون باستمرار عن مصادر أخرى للدخل مثل العمال الأجانب.

و أوضح أن الأثرياء و المتنفذين في السعودية بدلا من الاستثمار في الشعوب اختاروا الاستثمار في القمع، و بعد أربعة أعوام بات ملايين الناس من أهل السنة يعانون من التشرد، و تحولت الموصل المدينة الثانية في العراق إلى ركام.

و أضاف: “و انتشر وباء الكوليرا في اليمن على عتبة الباب السعودي، بعد دمار شامل حاق بالبلاد خلال 27 شهرا من الحرب التي يشنها تحالف الرياض قتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص، و شرد ما يقرب من 3.1 مليون إنسان في داخل البلاد، بينما يعاني 14.1 مليون نسمة من نقص في الغذاء”.

و تساءل هيرست في مقاله: “هل أصبحت الحدود الجنوبية للمملكة أكثر أمنا بعد كل هذا القتل والدمار؟ و هل يشعر اليمنيون بأنهم مدينون للسعوديين أو الإماراتيين بعد ما مروا به من تجارب ؟؟

و لفت إلى أن حال المنطقة ككل لا يختلف عن حال مصر و في اللحظة نفسها التي يشعر فيها السعوديون و الإماراتيون بنشوة النصر، تجدهم في الواقع ينشرون بذور ثورة جديدة عارمة، و لكنها هذه المرة لن تكون ثورة قائمة على الديمقراطية و لا على سيادة القانون، و لن تكون منضبطة ذاتية و لا قابلة للتحكم، و لكنها قادمة لا محالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı