القائم بالأعمال التركي في تونس لمغرب نيوز : المحاولة الانقلابية نظمها “تنظيم إرهابي متطرف دينيا”

·     داعش شنت 10 هجمات إرهابية في تركيا ردا على عملياتنا ضدها في سوريا والعراق

·     القضاء سيفرج عن كل الموقوفين الذين تثبت براءتهم 

+ الاعتقالات التي بدات بعد الانقلاب بساعات جاءت لان الالاف المشتبه بهم كانوا تحت المراقبة 

تونس مغرب نيوز

كشف القائم بالأعمال في السفارة التركية بتونس” يوميت أوكتام ” في حديث شامل تفاصيل عديدة في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في تركيا يوم 15 جويلية الماضي وتسببت في سقوط أكثر من 300 قتيلا أغلبهم من المدنيين والامنيين .

وأورد رئيس البعثة الديبلوماسية التركية بالنيابة في حديث خصنا به أن ” العلاقات بين أنقرة و عدة عواصم عالمية مرشحة لأن تتطور أكثر ” ضمن أولويات السياسة الخارجية التركية  المعروفة . “

وأكد يوميت أن زيارة الرئيس التركي رجب الطيب أوردغان إلى روسيا  وعقده قمة مع نظيره الروسي بوتين ” تندرج في سياق تطور ايجابي في علاقات البلدين بدأ قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة مع روسيا وعدة عواصم بينها  موسكو وتل أبيب وعواصم غربية عديدة .

  ونفى المسؤول الديبلوماسي التركي أن يكون ” انفتاح أنقرة على كل من موسكو وتل أبيت جاء نتيجة المحاولة الانقلابية الفاشلة “.

10  هجمات شنتها داعش على تركيا ؟

وهل من المتوقع أن تتطور العلاقات التركية الروسية والعلاقات التركية الى حد تغيير مواقف أنقرة من الحروب المدمرة التي تجري في دول المنطقة وخاصة في سوريا والعراق حيث برزت تناقضات في المواقف والتحالفات ؟

نائب رئيس البعثة الديبلوماسية التركية في تونس لم يستبعد في حواره مع الصباح ” تطور التنسيق بين أنقرة وموسكو وعواصم أخرى في مجال محاربة الارهاب وتنظيم داعش الذي تورط في شن ما لايقل عن 10 ارهابية على تركيا خلال الاسابيع الماضية من بينها الهجوم على مطار استنبول التي تسبب في سقوط عدد من الشهداء المدنيين بينهم الطبيب العسكري التونسي فتحي بيوض  الذي أتقدم مجددا لتونس وشعبها بتعزية حارة لفقدانه “.

العلاقات مع ايران ؟

 وهل من المتوقع بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة أن تتصالح أنقرة وطهران وأن تبدآ معا صفحة جديدة في طريقة تعاملهما مع الحرب في سوريا التي فر ملايين من أبنائها الى تركيا  والدول المجاورة ؟

مخاطبنا اعتبر أن ” السياسة الخارجية التركية لن تتغير عموما واذا تقررت تغيير فليس له علاقة بالمحاولة الانقلابية التي يقف وراءها ” تنظيم ارهابي ” ، لذلك رفضها غالبية الشعب التركي وساسته والاحزاب المعارضة والمجتمع المدني والغالبية الساحقة من المثقفين والاعلاميين مثلما رفضها الغالبية الساحقة من قادة المؤسسات العسكرية والامنية “.

واستطرد قائلا :” اذا كان لابد من بعض التغييرات فهي تندرج في سياق التطور العادي لسير مؤسسات الدولة ولمقررات الديبلوماسية التركية وليس بسبب ضغط المحاولة الانقلابية الفاشلة “.

ثم أوضح قائلا :” بالنسبة لسوريا نحن نتعاون مع كل من يحارب الاطراف المورطة في الارهاب ـ مثل داعش ـ لكننا نتفهم المطالب السياسية المشروعة للمعارضة السياسية والسلمية مثلما نتفهم حقوق المعارضة السلمية في بقية دول العالم “.

سياسة أوردغان في العالم العربي

لكن هل لن تتغير سياسة الرئيس رجب الطيب أوردغان ” الشرق أوسطية ” بعد 8 أعوام عن حادثة الصدام مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في دافوس السويسرية ثم بعد حادثة الصدام مع اسرائيل وحلفائها بسبب حادثة ” باخرة مرمرا ” المتجهة الى قطاع غزة الفلسطيني ؟

وهل لم يحن الوقت كي ” تعدل ” القيادة التركية أولوياتها بعد محاولة الانقلاب التي اعتبر بعض المراقبين أنها كانت ” انذارا ” موجها اليها بسبب ” طموحاتها المبالغ فيها ” لتوسيع حضورها الاقتصادي ودورها السياسي الاقليمي والدولي مع ما يعنيه ذلك من استفزازات للعواصم الاوربية وتل أبيب وموسكو وطهران ؟

 القائم بالاعمال التركي بدا واثقا من نفسه ونفى أن تكون سياسة الرئيس اوردغان وحكومته ” تجاوزت الخطوط الحمراء ” في علاقاتها باسرائيل وبعض العواصم الدولية وأشار إلى ” ثوابت الديبلوماسية التركية منذ 1949 ” ودور تركيا في المجلس الاوربي لحقوق الانسان وفي مؤسسات حقوقية وسياسية واقتصادية اممية واوربية ودولية عديدة .

وأشار مخاطبنا أن ” تركيا كانت ولا تزال من أكثر الدول مناصرة للقضايا العادلة للشعب الفلسطيني وكانت ولا تزال تتحرك دوليا ضد اضطهاده وحرمانه من حقوقه الاساسية والسياسية . في نفس الوقت تربط أنقرة وتل أبيب اتفاقيات كثيرة بينها اتفاقيات اقتصادية مهمة . وقد مرت العلاقات بين الطرفين بمرحلة فتور نسبي وقع تجاوزها بعد الاتفاق حول تجاوز مضاعفات أزمة 2008 وحادثة الاعتداء على باخرة السلام التركية .

و نحن نؤكد مرة أخرى أن ” التقارب مع سلطات تل أبيب لن يكون على حساب دعمنا الكامل لشعب فلسطين وقيادته . في نفس الوقت فإن موقفنا المبدئي من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لن يكون على حساب  التزاماتنا الدولية و من بينها تطوير علاقاتنا مع تل أبيب  حماية لمصالحنا الوطنية العليا “.

300 قتيل ليلة الانقلاب

وماذا عن الاعتقالات الواسعة التي شملت الاف العسكريين والمدنيين واعضاء حزب فتح الله غولن ؟

أليس في ذلك قدر من ” المبالغة ” في الرد على محاولة انقلابية تورط فيها اساسا مئات من العسكريين والامنيين ؟

نائب رئيس البعثة الديبلوماسية التركية عقب على سؤالنا بالاشارة الى أن ” المحاولة الانقلابية الفاشلة تسببت في سقوط حوالي 300 قتيل من بين المدنيين والعسكريين والامنيين بينهم حوالي 50 أمينا قتلوا في مقر الامن المركزي وسط استنبول في منطقة الفاتح . وقد ارتكبت هذه الجريمة بواسطة طائرات اف 16 تابعة للقوات المسلحة التركية وظفها الارهابيون ـ مع عدد آخر من المقاتلات الحربية ـ في قصف مؤسسات الامن والبرلمان والحكومة والقصر الرئاسي والمدنيين المتظاهرين المعارضين للانقلاب ، الى جانب قصف الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس رجب الطيب اوردغان وقد نجا والمقربون منه من الموت لانهم غادروا الموقع قبل وقت قصير “.

وأطنب المسؤول التركي في التأكيد على ” ولاء الانقلابيين الى ” تنظيم ديني متشدد”  وزعيمة فتح الله غولن الموجود في امريكا ومن داخلها يدعو انصاره الى الانقلاب والى تنصيب حكومة جديدة تفرض تطبيق الشريعة الإسلامية و الغاء النظام العلماني المعتمد في تركيا والذي يتمسك به حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب الطيب اوردغان والمعارضة القومية واليبيرالية واليسارية “.

الافراج عن من تثبت براءتهم ؟

وحول طبيعة حزب السيد فتح الله غولن ـ الذي كان سابقا حزبا اسلاميا حليفا لحزب العدالة والتنمية التركي ـ أورد نائب رئيس البعثة الديبلوماسية التركية أن الامر يتعلق ب” تنظيم ارهابي خطير جدا نجح في توظيف الاف المدنيين والعسكريين والامنيين وبيينهم 4 سفراء وعشرات الديبلوماسيين والجامعيين “.

وأورد مخاطبنا أن ” الكشف عن بعض خيوط المحاولة الانقلابية ما بين السابعة والثامنة مساء هو الذي جعل الانقلابيين يغيرون وقتها من الثالثة فجرا الى حوالي العاشرة ليلا  ثم يغيرون بعض فصولها .

لكن من حسن حظ تركيا نزل الشعب الى الشوارع وتحرك البرلمان والسياسيون والعسكريون والامنيون بكل توجهاتهم لاجهاضها وقالوا جميعا بصوت واحد : لا للانقلاب ونتمسك بنتائج الانتخابات الديمقراطية ” .

واشار الديبلوماسي التركي إلى كون السلطات التركية صنفت تنظيم ” فتح الله غولن ” منذ عام كامل تنظيما ارهابيا وكشفت مؤامرات عديدة يقوم بها في شكل ” تنظمي مواز  داخل كل اجهزة الدولة والاعلام والقطاع الخاص تحضيرا لانقلاب دموي ابشع .”

لكن مخاطبنا أشار الى كون حق الطعن في قرارات الايقاف عن العمل والاعتقال مضمون في تركيا . وقد بدأ القضاء يفرج عن مئات الموقوفين بصفة تحفظية . ومن المقرر أن تشمل قرارات الافراج كل من تثبت براءته .

كما توقع أن تختزل حالة الطوارئ في أقل من 3 أشهر إذا تأكدت السلطات من انتشار الامن والسلام مجددا في كامل البلاد ومن ايقاف كل المورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة الذين تمتلك سلطات القضاء والامن معلومات وتسجيلات مفصلة عنه وعن مؤامراتهم منذ 3 أعوام وبصفة خاصة منذ عام ، لذلك سهلت عملية حصرهم وايقافهم .

حاوره كمال بن يونس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *