الغنوشي : قطر في مقدمة الدول الداعمة للثورة التونسية بمختلف مراحلها

شدّد السيد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية في حوار لـ «العرب» على أن قطر كانت في مقدمة الدول الداعمة للثورة التونسية قبل قيامها وأثناءها وخلال المرحلة التي تلتها، ومن أكثر الدول دعما لتونس خلال فترتها الانتقالية، إلى جانب كونها من أهم الشركاء الاقتصاديين والماليين والاستثماريين، لافتا إلى أن زيارة الرئيس السبسي للدوحة مهمة في مسار ترسيخ العلاقات القوية بين الشعبين والبلدين الشقيقين تونس وقطر.

وتحدث الغنوشي عن عوامل نجاح ثورة «الياسمين» في تونس، مؤكداً أن حركته تنازلت عن الحكم لتحفظ تونس من الفوضى والفتن، نافيا أن يكون انتشار التيار الديني المتطرف هو من نتاج الثورة، بل ولد في ظل القمع والاستبداد تحت حكم بن علي. كما تطرق إلى قضايا أخرى، تطالعونها في نص الحوار التالي:

ما الأهمية التي تكتسيها زيارة الرئيس التونسي قطر، برأيكم؟

– هذه زيارة مهمة في مسار ترسيخ العلاقات القوية بين الشعبين والبلدين الشقيقين تونس وقطر. وفي الحقيقة إنها زيارة مهمة لسيادة رئيس الجمهورية لبلد عربي شقيق، أضحى اليوم من أهم شركائنا الاقتصاديين والماليين والاستثماريين. فقد شهدت العلاقات القطرية – التونسية تطوراً ملحوظاً على المستويات كافة بعيد نجاح الثورة التونسية السلمية المباركة، إذ تعد قطر من الدول الأكثر دعما لتونس خلال فترتها الانتقالية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث إنها حلت في المرتبة الثانية دولياً والأولى عربياً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية داخل تونس حوالي 2.1 مليار دينار، ما يعادل مليار دولار في العام 2014، أي حوالي %13 من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بينما بلغت المبادلات التجارية بين البلدين حوالي 40 مليون دينار تونسي، ما يعادل 20 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.

ما طبيعة الاستثمارات القطرية في تونس؟

– تشمل الاستثمارات القطرية في تونس، القطاعات السياحية والعقارات والاتصالات، إذ يجري تنفيذ مشروع سياحي قطري في مدينة توزر، إضافة إلى مساهمة قطر بهبة ودعم سخي من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر -حفظه الله- في بناء 30 ألف مسكن موجهة إلى المناطق الأكثر احتياجاً، فضلاً عن ذلك تعد شركة «اتصالات قطر» من أهم المشغلين في مجال الاتصالات في تونس.

وفي السياق نفسه، دعمت قطر البنك المركزي التونسي بـ500 مليون دولار وديعة، لدعم احتياطه من العملة الأجنبية، وأطلقت صندوق الصداقة القطري للشعب التونسي في العام 2013، وقد قدم هبة بقيمة 79 مليون دولار وأسهم في خلق قرابة 5000 فرصة عمل لشباب تونس. كما أن شركة «الديار» القطرية لديها مشروع سياحي كبير ضخم في منطقة توزر في الجنوب التونسي، ويتضمن بناء منتجعات صحراوية عدة وفنادق فاخرة.

ولا يجب أن ننسى أن دولة قطر تحتضن أكثر من 20 ألف تونسي ومن الكفاءات التونسية العالية في كل المجالات والاختصاصات، وقد كان عددهم قبل الثورة تونسية لا يتجاوز 4000. ولعلي هنا أود أن أتقدم لسمو أمير قطر بعميق تقديري للَّفْتة السامية، حيث إنني حدثته في إحدى زياراتي له عن حاجة الجالية التونسية في الدوحة إلى مدرسة تأوي أبناءهم فلم يتأخر بإهدائهم مقرا لمدرسة محترمة، أضحت اليوم مفخرة في عدد المنتسبين لها والذي يفوق الـ2500 تلميذ وتلميذة من تونس ومن الجاليات المغاربية وقد حقق أبناء هذه المدرسة نتائج جد مشجعة في امتحانات البكالوريا قارب الـ%90 للسنة الدراسية الثانية على التوالي. ولنا ثقة بأن زيارة سيادة الرئيس محمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية ستكون فرصة لتعميق هذه العلاقات وتطويرها لمصلحة الشعبين من خلال الإرادة الصلبة للقيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين.

كيف وجدتم موقف قطر إبان ثورة الياسمين؟

– قطر كانت في مقدمة الدول الداعمة للثورة التونسية قبل قيامها وأثناءها وخلال المرحلة التي تلتها، فقناة الجزيرة هي من عرفت بزعماء المعارضة وأبلغت صوتهم إلى الشعب التونسي، ثم كسرت طوق الحصار عن أخبار الثورة عند اندلاعها. وواصلت الشقيقة قطر دعم تونس الثورة على المستويات المختلفة، وفي ظل الحكومات المتعاقبة، من حكومة الرئيس الباجي الأولى إلى حكومتي الترويكا ثم الحكومات التي تلتها. وقد شمل الدعم العديد من المجالات، سواء الأمني، أو المالي والاقتصادي والتنموي.

ما تقييمكم للدعم الذي يقدمه صندوق الصداقة القطري-التونسي؟

– يقوم صندوق الصداقة القطري-التونسي بعمل كبير في دعم الشباب التونسي في تحويل أفكارهم وإبداعاتهم إلى مشاريع صغيرة. وقد استفاد من ذلك آلاف من الشباب التونسي. وأهمية هذا البرنامج ليس فقط في المشاريع المدعومة، ولكن أيضا في بث روح المبادرة لدى الشباب التونسي وتقوية إيمانه بقدراته واعتماده على نفسه بعيدا عن التواكل. مؤكداً على اهتمام الجميع من أجل أن يكتب صندوق الصداقة القطري التونسي أجمل قصة نجاح بين الشعبين، حيث يعمل المال مع الكفاءة في تجسيد معاني الأخوة والتضامن العربي الإسلامي والإنساني في أبهى صوره خاصة في نفوس الشباب والشابات الذين توافرت لهم آلية تمويل لأفكارهم ومشاريعهم المبتكرة.

كيف تقيمون دور الدبلوماسية القطرية في الوساطات وإحلال الأمن في المنطقة؟

– نحن لا نقيم دبلوماسية الدول، ولكن نثني على الجهد وكل دور محمود ومشكور، إذ إن إحلال السلم هو من أهم مبادئ الإسلام. لذا نحن نهنئ الدبلوماسية القطرية على الدور الذي تلعبه في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في عدد من البلدان سواء في إفريقيا أو آسيا. وندعوها لمواصلة لعب هذا الدور المشرف.

ما سر صمود الثورة التونسية، في وقت فشلت فيه باقي ثورات الربيع العربي؟

– لا أعتقد بأن ثورات الربيع العربي قد فشلت، بل عندي يقين جازم بأن الربيع العربي أدخل العرب إلى عصر جديد، انتهت فيه أصنام الماضي كالحزب الواحد، والإعلام الخشبي، والزعيم الأوحد وانتخابات %99.99. مقومات هذا العصر الجديد هو إيمان الشعوب بقوتها، وتوقها للحرية والكرامة. الثورة ليست نقطة وإنما مسار يصعد وينزل لكنه بالغ مقصده مهما طال الطريق، هذا الطريق يطول أو يقصر بحسب تعقيدات الأوضاع الداخلية للبلدان، وبحسب تعامل النخب مع الأوضاع.

في تونس، بفضل الله، تمكنت النخب السياسية من تجنب المعادلة الصفرية التي ترى كسب هذه الجهة خسارة للجهة الأخرى. كما حرصنا على تجنب الاستقطاب الإيديولوجي، وركزنا على ما يجمعنا وهو كثير، لا ما يفرقنا. كما تبنينا مبدأ الحوار في حل الاختلافات بدل منطق الحرب. كما تجنبنا منطق الإقصاء لأننا رأينا أن إقصاء جزء من الشعب سواء من هذا الطرف أو ذاك، لن يقود إلا إلى تعميق الأزمات والانشقاقات. وقد رأينا ذلك في ليبيا وفي العراق وفي غيرها. كما تبنينا مبدأ العمل المشترك بين الإسلاميين والعلمانيين. هذا الطريق لم يكن سهلا، وفي العديد من المرات قارب المسار على الانهيار، ولكن إيماننا بأهمية حفظ بلادنا من الفتن والفوضى، دفعنا للتمسك بهذا المسار ودفعنا إلى تقديم التضحيات من أجل ذلك، بما في ذلكم التنازل على حكومتنا المنتخبة من أجل المصلحة العامة.
وقد نجحنا بفضل الله بتبني مبدأ التوافق في المحافظة على مسار الانتقال الديمقراطي الذي من نتائجه الاتفاق على دستور عظيم حوَّل مبادئ الثورة إلى نصوص دستورية اتفق عليها %97 من البرلمان. كما نجحنا في تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، ثم نجحنا في تشكيل حكومة تضم أربع أحزاب. هذا المسار حفظ تونس من السقوط إما في الفوضى أو العودة إلى الاستبداد. يقيننا أن بقية بلدان الربيع العربي ستصل إلى مبتغاها عاجلا أو آجلا.

يرى البعض أن تونس ليست أفضل حالا اقتصاديا بعد الثورة، مع تنامي الفقر والاحتجاجات، مقابل غياب الأمن، فما قولكم؟

– الثورة رفعت شعارين، الأول الحرية، والثاني الكرامة. الأول تحقق بسن دستور وهيئات دستورية تحفظ الحقوق والحريات. الآن وقد فرغنا من بناء النظام السياسي، يجب علينا التوجه إلى تحقيق الشعار الثاني إذ إن جزءا من الكرامة لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير المعيشة الكريمة للمواطنين وبتوفير فرص العمل للشباب وبتحقيق العدالة الاجتماعية. هذا هو التحدي الأساسي الذي يواجه البلاد حاليا، ولا يمكننا أن نتغلب عليه دون العمل الجاد، ودون تحرير البلاد من العوائق التي تكبلها وتعرقل المبادرات الخاصة. يجب علينا تشجيع الشباب على الإبداع ودعم مبادراته في تحقيق أفكاره ودعم مشاريعه.

يجب علينا القيام بإصلاحات كبرى تجعل البلاد قبلة للاستثمارات الخارجية كما يجب علينا تشجيع الاستثمارات الداخلية. كما يجب على الدولة أن تعالج الاختلال في التوازن بين الجهات، حيث تعاني الجهات الداخلية من التهميش ومن ضعف البنية التحتية وضعف حوافز الاستثمار. تونس تتوفر على موقع جغرافي استراتيجي، يقع بين سوقين كبيرتين: إفريقيا وأوروبا، ويتوسط دولتين نفطيتين. كما تتميز تونس بموارد بشرية متميزة وعالية الكفاءة. وقد حبانا الله بطقس معتدل طوال السنة، وحبانا بعدد من الثروات الطبيعية. ما ينقصنا هو استخدام كل هذه المميزات لصنع نموذج تنموي جديد يحقق الهدف الثاني من أهداف الثورة.

انقسام حزب نداء تونس، جعل من حركة النهضة القوى السياسية الأولى في البلاد، هل تفكرون مستقبلا في الترشح لمنصب رئيس البلاد؟

– تونس تحتاج لأحزاب قوية تستطيع القيام بأعباء البلاد ومواجهة التحديات الكبرى. بالنسبة لنا ما يهمنا هو مصلحة البلاد وليس مصلحتنا الخاصة كحزب. مصلحة البلاد حاليا هي في تقوية الاستقرار الموجود ودعم الحكومة الحالية، لا البحث على تغيير الموازين الموجودة مما قد يؤثر على الاستقرار.

يرى البعض أن حركة النهضة اختارت الانحناء للعاصفة، حتى لا تنكسر، حينما تنازلت عن الحكم لصالح الوحدة الوطنية، فهل اخترتم التنازل عن رئاسة الحكومة لأجل البقاء شريكا في الحكم، وتفادي الوقوع في سيناريو الإخوان في مصر؟

– تنازلنا عن الحكم لأن ذلك كان في مصلحة الوطن وذلك حتى نحفظ بلادنا من الوقوع في الفتن والفوضى لأن الوطن أغلى علينا من الحزب. بالنسبة لنا لم يكن بقاؤنا في الحكم هو الأولوية، بل كان وما زال هو حفظ بلدنا من الانقسام، والحفاظ على تجربة الانتقال الديمقراطي. وبحمد الله نجح خيارنا وأسهمنا مع غيرنا في صنع دستور توافقي عظيم. وأسهمنا في صنع الاستثناء التونسي، وحفظنا بلادنا من الوقوع في نفس مصير دول الربيع العربي الأخرى، وقد اعترف كل العالم بهذا الإنجاز، وتم تكريم تونس ممثلة في الرباعي الراعي للحوار بجائزة نوبل للسلام.

يرى بعض المراقبين أن تونس ليست أحسن حالا مما كانت عليه قبل الثورة، بدليل عودة أبرز وجوه الحزب الحاكم أيام الرئيس بن علي، ما رأيكم؟

– نسأل هؤلاء المراقبين: هل رأيتم ما صنع الإقصاء في العراق وفي ليبيا وفي عدد من البلدان الأخرى؟ نسألهم: هل تريدون لنا نفس المصير؟ للأسف، هؤلاء المراقبون يخلطون بين شيئين، بين الأشخاص وبين النظام. نظام بن علي سقط دون رجعة، وقد بنينا نظاما سياسيا جديدا بتوافقنا على دستور ديمقراطي جديد يحفظ الحقوق والحريات. وقد قلنا مرارا إنه من دخل تحت سقف دستور الثورة فهو من أبناء الثورة. ومن قبل بالاندراج تحت دستور الثورة من رجال النظام القديم فهم مواطنون لديهم نفس الحقوق والواجبات. أما ما تم من جرائم وتجاوزات في العهد السابق، فيتم معالجتها ضمن العدالة الانتقالية التي تشرف عليها هيئة دستورية مستقلة. وقد دعونا إلى مصالحة وطنية شاملة تعالج مظالم الماضي وتدفن الأحقاد والثارات حتى نتوجه إلى المستقبل متخففين من أثقال الماضي، متوحدين حول مشروع وطني لتحقيق الازدهار لبلادنا.

ما تفسيركم لتنامي التيار الديني المتطرف في تونس بعد الثورة؟

– هذا التيار ليس من مواليد الثورة، بل ولد في ظل القمع والاستبداد تحت حكم بن علي. للأسف دولة الاستقلال همشت دور جامع الزيتونة الذي كان يمثل المؤسسة الدينية التونسية، وقد زاد على هذا ضرب الحركة الإسلامية المعتدلة في الثمانينيات والتسعينيات، مما ولد حالة فراغ ديني دفعت العديد من الشباب لرد الفعل ولاستيراد احتياجاتهم الدينية من القنوات الفضائية ومن الإنترنت التي تروج أفهاما متطرفة عن الدين. وقد رأينا في عهد بن علي، رغم التكتم، عددا من العمليات الإرهابية. بعد الثورة استغل هؤلاء الشباب حالة ضعف الدولة في تونس، وانهيار الدولة في ليبيا وقاموا بتهريب السلاح والتدرب في ليبيا والقيام بأعمال إرهابية. ولكن المجتمع التونسي مجتمع معتدل أصيل، وبحمد الله لم يتمكن هذا الطاعون من الانتشار، بل بالعكس، فوجئ الدواعش بتصدي الأهالي لهم ووقوفهم وراء قوات الأمن عندما حاولوا السيطرة على مدينة بن قردان على الحدود الليبية التونسية.

كيف تتوقعون سيناريو الحل في سوريا، إن فشلت مفاوضات جنيف؟

– مهما بلغت وحشية الأسد ومن معه فلن يتمكنوا من إخماد جذوة الحرية في سوريا. الشعب السوري منتصر بإذن الله عاجلا أو آجلا. سيبقى الشعب السوري مهما كثرت الضحايا، وسيرحل الجزار.

ما تصوركم لسيناريوهات الحل في ليبيا، أمام تنامي نفوذ «داعش» وإصرار قوى غربية على التدخل العسكري؟

– أولا، نهنئ أشقاءنا في ليبيا على دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس وتسلمها مقاليد السلطة هناك، وندعو جميع التيارات والمجموعات السياسية في ليبيا إلى دعم هذه الحكومة والعمل معها على بناء مؤسسات الدولة ومؤسسات النظام الديمقراطي، بما يحقق للشعب الليبي الاستقرار والأمن والازدهار، ويمكن الحكومة من مواجهة خطر داعش وأخواتها.

إننا ندعو بهذه المناسبة قيادات برلمان طبرق ومؤسساته للالتحاق بحكومة الوفاق ودعمها والاعتراف بها، إذ كما قلنا مرارا، سلام منقوص أحسن من فتنة لا تبقي ولا تذر، وتعود على الجميع، داخل ليبيا، وخارجها خاصة في الجوار بالوبال. علاقاتنا في ليبيا ممتدة مع جميع القوى السياسية المعتدلة سواء في طرابلس أو في الشرق، وكذلك ممتدة مع العديد من زعماء القبائل الليبية، وقيادات المجتمع المدني. وقد دعونا وندعو دائما جميع إخواننا الليبيين إلى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ووضع مصلحة البلد فوق مصلحة الأحزاب والمجموعات، ودعوناهم وندعوهم إلى تبادل تقديم التنازلات، وإلى الابتعاد عن الإقصاء، وإلى الالتزام بالحوار سبيلا لحل الخلافات.

ونحن نعتقد أن المصلحة الوطنية التونسية تقتضي بأن تبني تونس علاقاتها مع جميع الأطراف الليبية، دون التدخل في الشأن الداخلي الليبي. هذه كما نراها، هي السياسة الرسمية الخارجية كما رسمها الرئيس الباجي قائد السبسي، ونحن داعمون لها. ونحن ندعم الموقف الرسمي التونسي الذي يرفض التدخل الأجنبي في ليبيا، لأننا رأينا أن التدخلات الأجنبية في المنطقة لم تأت بأي خير، بل قادت إلى كوارث كبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı