العقيد الامريكي ستيف وارن: البنتاغون بدا خطة جديدة لتدريب الاف المسلحين السوريين ، من عناصر المعارضة المسلحة للنظام السوري الحالي

كشف العقيد الامريكي ستيف وارن الناطق الرسمي باسم القوات الامريكية و التحالف الدولي ” ضد داعش ” في سوريا والعراق ان البنتاغون بدا خطة جديدة لتدريب الاف المسلحين السوريين ، من عناصر المعارضة المسلحة للنظام السوري الحالي .
الاعلان عن هذا القرار في وقت اعلنت فيه قيادات حل الاطراف السياسية السلمية في سوريا واليمن وليبيا موافقتها على ” الهدنة” و” التهدئة ” وحقن الدماء .
وكانت خطوة انسحاب المقاتلات الروسية الثقيلة من سوريا فهمت على انها مؤشر عن توصل موسكو وواشنطن وحلفائهما في المنطقة – بما في ذلك طهران وانقرة – على دعم خيار ” التسوية السياسية ” لازمات تعقدت اكثر من اللازم في بلدان ” الربيع ” العربي ، وخاصة في سوريا واليمن وليبيا .
لكن الاعلان الرسمي في البنتاغون عن تدريب الاف المسلحين الجدد يوحي في سوريا يؤشر لوجود قوى تسعى لتمديد الازمات والحروب في الوطن العربي الكبير .
لا شك ان ادارة الرئيس اوباما والاغلبية الديمقراطية تواجه مزيدا من الانتقادات بسبب ” الاخفاقات العسكرية الامريكية المتعاقبة ” في كل بؤر التوتر من افغانستان الى العراق ومن سوريا الى ليبيا واليمن .
ولا شك ان مثل هذه الانتقادات اصبحت مزعجة لمرشخي الحزب الديمقراطي للانتخابات القادمة .
كما اثبتت استطلاعات الراي ان تيارا متزايدا في امريكا تراجع عن انتقاد ادارة اوباما امنيا وعسكريا بعد قصفها لموقع تابع لمسلحي ” داعش ” في صبراطة الليبية ، وبعد منارستها ضغوطات على ساسة ليبيا واليمن وسوريا والعراق وافغانستان لتقبل الانخراط في ” التسويات السياسية ” وبرامج التهدئة .
لكن التحدي الكبير الذي يواجه شعوب الوطن العربي الاسلامي الكبير وساسته عشية انعقاد قمة ال57 دولة اسلامية في اسطنبول هو ترجيح خيار التسويات السياسية على خيار الاقتتال والحروب والعنف والارهاب .
ولا يختلف اثنان في كون احتلال العراق وافغانستان وفلسطين ثم توريط اليمن وليبيا وسوريا في حروب ” اهلية ” مدمرة من بين اسباب انتشار الارهاب والعنف والفوضى في ” الشرق الاوسط الكبير ” .
لقد بلغ حجم العنف والدمار في غالبية الدول العربية والاسلامية حجما لايطاق مما تسبب في ترحيل عشرات الملايين من المواطنين والسكان عن بيوتهم ومواطنهم . وتؤكد احصائيات المؤسسات الاممية ان ما لايقل عن 20 مليون عربي وقع تهجيرهم الى خارج بلدانهم بينهم 6 ملايين فلسطيني و6 ملايين سوري و 5 ملايين عراقي ومليوني يمني و مليوني ليبي .. فضلا عن ملايين الصوماليين والافغان والباكستانيين والماليين وغيرهم من الفارين من حروب ” القاعدة ” و ” الدواعش ” .. بما يرفع عدد ” الفارين من الحروب ” الى حوالي 30 مليون عربي ومسلم ..
وقد يرتفع العدد بعد تعاقب الهجمات الارهابية على كبرى المدن الترمية وبينها استنبول وانقرة ..في هذا المناخ العام يبدو العالم الاسلامي عموما والوطن العربي خاصة امام ” فتنة كبرى ” جديدة يصعب التحكم في خيوطها بما في ذلك على الذين فجروها واغدقوا الاموال لمزيد تعفينها .
وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن وموسكو وطهران وانقرة الى ” تغيير موازين القوى ” لصالحها ، لا بد لقادة ال57 دولة اسلامية الذين يجتمعون في تركيا هذه الايام في ” قمة تاريخية ” ان يعدلوا ساعاتهم وان يوجهوا رسالة واضحة لكبار صناع القرار في العالم فحواها ان اعادة بناء النظام الاقليمي والدولي ينبغي ان يعتمد على استراتيحية تعطي الاولوية للتسويات السياسية الفورية ولتشريك قيادات الدول العربية والاسلامية في اعادة رسم خارطة منطقتهم .
كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *