العراق: السيستاني يدعو البرلمان إلى سحب الثقة من الحكومة تفاديا “للعنف و الخراب”

حث المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الجمعة البرلمان على سحب الثقة من حكومة عادل عبد المهدي، حسبما تضمنه نص خطبة الجمعة تلاه نيابة عنه ممثله أحمد الصافي في كربلاء، وهي دعوة تأتي غداة يوم من الاحتجاجات هو الأعنف من حيث عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف المتظاهرين.

دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة، مجلس النواب (البرلمان) إلى سحب الثقة من الحكومة إثر موجة احتجاجات مطلبية تضرب البلاد منذ شهرين دون مبالاة من الطبقة السياسية.

وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله أحمد الصافي في كربلاء، إن “مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعو إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه إلى دوامة العنف والفوضى والخراب”.

وأضاف الصافي الذي تلا توجيهات المرجع السيستاني، بأن البرلمان “مدعو إلى الإسراع في إقرار حزمة التشريعات الانتخابية، بما يكون مرضيا للشعب ، تمهيدا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة”.

وكان المرجع السيستاني قد أكد في خطبة سابقة، بأن البلد “لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك”.

وجرت الجمعة مراسم تشييع كبيرة في النجف حيث قتل 16 متظاهرا الخميس بحسب مصادر طبية، بعدما قام متظاهرون بإحراق مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة المقدسة الواقعة جنوب العراق.

الحصيلة الأكبر منذ بدء الاحتجاجات

وغداة أحد الأيام الأكثر عنفا خلال شهرين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة والرافضة للنفوذ الإيراني في البلاد، ساد الهدوء في النجف وكذلك في الناصرية حيث قتل 25 متظاهرا وفقا لمصادر رسمية، في غضون ساعات قليلة أطلق خلالها الرصاص من قبل قوات أمنية بقيادة ضابط رفيع أرسل من بغداد ثم تم سحب يده من الملف.

وفي مدينة النجف التي يزورها ملايين الشيعة بينهم إيرانيون سنويا، حمل مشيعون سبعة نعوش فيما تحدثت مصادر طبية عن مقتل 16 شخصا الخميس.

ومع سقوط 43 قتيلا الخميس وحوالي ألف جريح، يصل العدد الاجمالي لقتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل شهرين، حوالى 400 قتيل، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا لمصادر طبية.

منعطف جديد

واتخذت الاحتجاجات مساء الأربعاء، منعطفا جديدا في النجف عندما أطلق مسلحون يرتدون ملابس تقليدية عراقية على المتظاهرين بالقرب من القنصلية الإيرانية ومقرات للأحزاب واستمر ذلك حتى عودة الهدوء عند الساعات الأولى من الصباح، وفقا لمراسلي وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي الناصرية الواقعة في جنوب البلاد، واصل محتجون التجمع في وسط المدينة لتأكيد مطالبهم بـ”إسقاط النظام” وتغيير الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والفشل، في بلد يعد بين أكثر البلدان الغنية في العالم فيما يعيش 20 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر.

وكانت هذه المدينة الخميس مسرحا لـ”مشاهد حرب”، وفقا لمنظمة العفو الدولية. وأكد أطباء لوكالة الأنباء الفرنسية أنهم أجروا عشرات العمليات الجراحية المعقدة في مستشفيات المدينة التي غصت بالجرحى، وقدر عددهم بالمئات، الذين أجبروا على الانتظار ساعات طويلة قبل تلقي العلاج.

وفي ظل خشية سكان المدينة من قيام بغداد بإرسال قوات عسكرية لقمع الاحتجاجات، قطع مسلحون من أبناء العشائر الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة لحماية المتظاهرين من القمع، حسبما أكد شهود عيان أشاروا إلى مغادرتهم المكان الجمعة.

وتتابع الغالبية العظمى من العراقيين باهتمام خطبة المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، لتأثيرها على سير الأوضاع في البلاد، حيث إن للمرجعية الدينية دور كبير في سير الأوضاع السياسية، خصوصا مع دعمها لمطالب المتظاهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *