السوريون بين تفجير اسطنبول والتحرش الجنسي في المانيا بقلم أ.د. علي الهيل

لا أدري إنْ كان ثمة رابطٌ بين ( إفتراضية السوري الذي قيل إنه من ما يسمى بالدولة الإسلامية و الذي قيل إنه فجّر في إسطنبول أمس و إن معظم القتلى من الألمان ) و بين إفتراضية وجود لاجئين سوريين من بين المتحرشين جنسياًّ بالنساء في مدينة كولون الألمانية ليلة الإحتفال برأس السنة الميلادية. لا أدري أيضاً إنْ كان ثمة تخطيطٌجهنميٌ لتعقيد أزمة اللاجئين في أوروبا لا سيما بعد قرار ألمانيا بإعادة اللاجئين إلى النمسا لأنهم دخلوا ألمانيا عبر حدودها.
الذي أدريه حتماً هو أن ثمة إنقلاباً ضخماً يجري على المعايير الأخلاقية و القيم الإنسانية. بَيْدَ أنتي لا أدري بالضبط من يديره و من يدبره؟ صحيح أن مدينة مضايا السورية تشهد جوعاً و جوعى يشترك فيه التظام مع معارضيه الذين يحاربونه. المسلحون في داخل مضايا على مدى الشهور السبعة الماضية لم يكدْ يمسسهم سوءٌ من جوع و لم يُضطروا لأكل ورق الشجر و القطط كالمدنيين في مضايا من خلال مشاهد التليفزيونات يبدون في صحة ممتازة. وحدهم المدنيون الذين يدفعون ثمن الصراع بين الجانبين. الجانبان يتاجرون بالمدنيين و يستغلونهم و يبيعونهم الكيلو جرام من الرز بمائة و عشرين جنيهاً إسترلينياًّ. الذي عنده المال يشتري إما من النظام و إما من المعارضة كما قال بعض مدنيي مضايا لتليفزيون البي بي سي.
كل ذلك يبدو صحيحاً. بَيْدَ أن غزة كذلك فيها جوع و جوعى و حصار من “إسرائيل” و من حليفها المصري كما يبدو. الأمم المتحدة و وكالاتها الموصوفة بالإنسانية و أمينها العام و مراقبوها الذين زاروا مضايا يجوز لهم أن يتحدثوا عن ظلم النظام و المعارضة و تعسفهما في حق المدنيين. بَيْدَ أن الأمر مختلف في غزة. لم نسمع و لا نسمع و لن نسمع منهم أي تنديد” لإسرائيل ” و لا أي كلمة حق في جوعى غزة. يبدو أنه صحيح أن “إسرائيل” من خلال الإيباك هي التي تحكم العالم. تستغل “إسرائيل” وقوف العالم ضد الإرهاب الذي تمثله كما يبدو ما يسمى الدولة الإسلامية فتقوم بإعدام الشبان الفلسطينيين في شوارع الخليل و غيرها بدعوى أنهم إرهابيون كانوا على وشك طعن جنود صهاينة. الكل ملتزم الصمت و “إسرائيل” مستمرة في تصفية الفلسطينيين بضوء أخضر من العالم الذي يحارب الإرهاب. كما نفترض، الموساد و حلفاؤه نجحوا في خلق إرهاب ما يسمى بالدولة الإسلامية لضرب عدة عصافير بحجر واحد؛ تصفية الفلسطينيين في الداخل و تشويه الإسلام و هنا المقصود الإسلام السني و صرف الأنظار عن سياسات التهويد.
منتهى النفاق و المَكيافيلية تنتهجها السياسة الدولية. حتى في كوريا الشمالية التي ترى السياسة الدولية أنها لا يحق لها إمتلاك القنبلة الهيدروجينية في حين لا ضير من إمتلاك أمريكا و بريطانيا و فرنسا و روسيا و الصين لها و كذلك الهند!!! لا يُستبعد أن تكون “إسرائيل” الدولة الثامنة من حيث إمتلاك القنبلة الهيدروجينية.
أستاذ جامعي و كاتب قطري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *