السفير صلاح الدين الجمالي .. معالجة الملف الليبي تستدعي مقاربة جديدة تعالج الارهاب بعيدا عن التدخلات الأجنبية

أكد الممثل الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي أن مقاربة تونس للوضع في ليبيا تعمل على أن يعود الشعب الليبي إلى حياته العادية ضمن مقاربة أمنية شاملة لكل المنطقة المغاربية والمتوسطية باعتبار أن استتباب الأمن هو الضمانة الوحيدة لإبعاد شبح الارهاب والتطرف عن الجميع مبينا أنه بعد 10 أيام من تعيينه، ما زال في مرحلة تشخيص الأوضاع في هذا البلد لرسم صورة للتحرك القادم وذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف الأممية والعربية والافريقية ذات العلاقة.
وقال أن المهمة التي كلف بها تعد جسيمة باعتبار حساسية الظرف وتعقيد الملف وجزئياته، منبها للترابط الوثيق بين الملف الليبي في جزئه الأمني وأجزائه الأخرى في المنطقة العربية خاصة في العراق وسوريا. وأشار إلى الانعكاسات الخطيرة للأوضاع في ليبيا على باقي دول الجوار باعتبار الامتداد الجغرافي والاجتماعي الذي تعرفه شعوبها، ما يجعل من الاستقرار في ليبيا مسألة استراتيجية على المنطقة المغاربية وباقي الدول الافريقية والمتوسطية.
وكانت الجامعة العربية أعلنت في العاشر من نوفمبر الجاري عن تعيين الجمالي الذي عمل سفيرا لتونس لدى ليبيا من منتصف ماي 2010 وإلى غاية نوفمبر 2012 ، ممثلا خاصا للأمين العام للجامعة أحمد ابو الغيط إلى ليبيا لمدة عام قابلة للتجديد، تعيين شهد ترحيبا من كافة المندوبين الدائمين للجامعة، كما جاء على لسان محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية في ختام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة.
وانتقد الجمالي يوم الجمعة في مداخلة حول “الأمن الاقليمي للدول المغاربية وعلاقته بتطورات الملف الليبي” ما وصفه بالسياسة الأوروربية العرجاء الرامية إلى أقامة سياج أمني ومنع الهجرة بتعلة الحد من الأرهاب.
وأوضح أن معالجة الملف الليبي تستدعي اعتماد مقاربة جديدة تعتمد بالأساس على مجابهة الارهاب والعنف وعلى تحقيق الأمن للشعوب وليس الأنظمة او الحكومات، بعيدا عن التدخلات الأجنبية ، قائلا بأنها مهمته ليست بالمستحيلة في ظل توفر موقف عربي موحد يتوفر على حد أدنى من الانسجام ، على خلاف ما كان عليه الموقف العربي في الماضي. وأشار إلى وجود معطيات جديدة تؤكد على ضرورة استئناف الحوار بين مختلف الأطراف والتقدم على اساس اتفاقات الصخيرات . وأكد بخصوص ملف الطاقة، أن النفط الليبي هو ملك لجميع الليبيين ولا يجب أن يكون ورقة سياسية أو لاستقواء طرف على آخر.
كما نبه من المواقف المزدوجة التي تغذي الارهاب من خلال منظمات مجتمع مدني وحقوق إنسان قال أنها تستعمل غطاء للسماح بالتدخل الأجنبي وتمويل الارهاب بصفة غير مباشرة ولاستمرار حالة الفوضى في المنطقة المغاربية.
وتندرج مداخلة الجمالي في إطار ملتقى حواري نظمته المؤسسة العربية والافريقية للدراسات -ابن رشد ومركز جامعة الدول العربية بتونس بعنوان” بعد ست سنوات على الثورات العربية: الأمن الاقليمي إلى أين؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *