التوتر الأميركي-الإيراني يخيم على اجتماع الأمم المتحدة للتنمية المستدامة

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الإثنين، إن الولايات المتحدة “تلعب بالنار” في وقت تشهد العلاقات بين البلدين أزمة على خلفية البرنامج النووي الإيراني، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق الموقَّع على يد سلفه أوباما في 2015.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإيراني في وقت فرضت الولايات المتحدة قيودًا على حركته في نيويورك التي يزورها لحضور اجتماع في الأمم المتحدة، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وانسحبت الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق المبرم مع الدول العظمى، الهادف لكبح البرنامج النووي الإيراني، وأعادت فرض عقوبات مشددة.

وأعلنت إيران الأسبوع الماضي أنها قامت بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من 3.67% التي ينص عليها الاتفاق، وتجاوزت سقف الإنتاج البالغ 300 كلغ لاحتياطي اليورانيوم المخصب.

و قال ظريف: “أعتقد أن الولايات المتحدة تلعب بالنار”. غير أنه قال: “يمكن العودة عن ذلك خلال ساعات” مضيفًا: “لسنا بصدد تطوير أسلحة نووية. إن كنا نسعى لتطوير أسلحة نووية لفعلنا ذلك منذ وقت طويل”.

وبعد أسابيع من تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على ظريف، أعلن نظيره الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن وافقت على السماح له بدخول البلاد، لكنها منعته من الانتقال أبعد من ستة بلوكات (مربعات سكنية) من مقر بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وهو إجراء غير اعتيادي.

و قال بوميبو ل”واشنطن بوست” “الدبلوماسيون الأميركيون لا يتجولون في طهران، لذلك لا نرى أي سبب للدبلوماسيين الإيرانيين كي يتجولوا بحرية في مدينة نيويورك”.

و أضاف أن “وزير الخارجية ظريف يستغل حريات الولايات المتحدة للمجيء إلى هنا ونشر الدعاية الخبيثة”.

و قال الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، للصحفيين إن الأمانة العامة للأمم المتحدة على اتصال بالبعثتين الأميركية و الإيرانية فيما يتعلق بالقيود على حركة ظريف، و “نقلت قلقها إلى الدولة المضيفة”.

وحتى من حدود مقر البعثة الايرانية، سعى ظريف لنقل رسالته إلى وسائل الإعلام كما هو معتاد في رحلاته إلى الأمم المتحدة. وقامت البعثة الإيرانية بنشر صور لظريف خلال إجرائه مقابلات مع شبكة “إن بي سي نيوز” وأيضًا هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وهناك اتفاق مع الولايات المتحدة بصفتها الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة على إصدار تأشيرات فورية للدبلوماسيين الأجانب، ونادرًا ما ترفض ذلك. لكن واشنطن بشكل عام تحظر على دبلوماسيي الدول المعادية لها تخطي دائرة قطرها 40 كيلومترًا ابتداءً من مستديرة كولومبوس.

ومن المقرر أن يتحدث ظريف، الأربعاء، المقبل خلال اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة.

وكان وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، صرح في في 24 جوان بأن العقوبات ضد ظريف ستأتي في وقت لاحق، لكن محللين شككوا في ذلك، مشيرين إلى أن العقوبات تحد من إمكانات الحوار الذي يسعى إليه ترامب.

وقال ظريف في مقابلة مع جريدة “نيويورك تايمز” إنه لن يتأثر بأية عقوبات لأنه لا يمتلك أي أصول خارج إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *