التسوية السياسية في ليبيا ثوب صممه الباجي قائد السبسي … فشرعت الامارات و مصر في حياكته

تونس – مغرب نيوز :

ريم حمودة

 في مستهل سنة 2017  اطلق رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مبادرة تونسية لحلّ الأزمة الليبية ترمي إلى مساعدة مختلف الأطراف الليبية وتشجيعها على الحوار من أجل بلوغ الوفاق المنشود خدمة لمصلحة ليبيا وتونس ودول الجوار.
وارتكزت المبادرة على خمس نقاط، بينها مواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء، في إطار حوار ليبي بمساعدة من الدول الثلاثة وبرعاية الأمم المتحدة، وأيضًا التمسُّك بسيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية، وبالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة على قاعدة الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات في 17 ديسمبر 2015.

وفي هذا السياق شرع الباجي قائد السبسي و شركاؤه في المبادرة منذ فترة في إجراء اتصالات مع دول الجوار الليبي.

 حيث كانت بداية التحرك التونسي  مع الجزائر، التي يتطابق موقفها مع تونس حول طريقة حل الأزمة في ليبيا، وهو موقف يجد بعض التباينات مع دولة الجوار الأخرى، 

فقد قام السبسي، في 15 ديسمبر 2016، بزيارة للجزائر لم يسبق الإعلان عنها ودامت بضع ساعات التقى خلالها بنظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، حيث   خصص اللقاء في جانب مهم منه لمحادثات حول الوضع في ليبيا.

ومتابعةً للقاء الجزائر، التقى السبسي  برئيس مجلس النواب عقيلة صالح. ووفق بيان للرئاسة التونسية، فإن اللقاء تناول “مستجدات الأوضاع في ليبيا والمساعي المبذولة من قبل تونس ودول الجوار لمساعدة الأطراف الليبية على إيجاد حلّ سياسي يُعجّل بإنهاء الأزمة في هذا البلد الشقيق عبر الحوار والتوافق”.

كما كان اللقاء مناسبة كشف فيها الرئيس التونسي عن “ثوابت الدبلوماسية تجاه الأزمة الليبية”، ثوابت تمثل أسس مشروع المبادرة التي تقترحها تونس في التعاطي مع تفاعلات الوضع في ليبيا.

وتقوم هذه الثوابت التونسية على “عدم التدخل في الشأن الداخلي لليبيا ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف ودعوتها إلى ضمان وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها”، وفق ما أكد عليه بيان الرئاسة التونسية.

ذات البيان عبّر بوضوح عن “أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة تونس وفي مصلحة المنطقة برمتها”. وشدّد الرئيس التونسي أيضا “على ضرورة أن يكون الحلّ نابعاً من إرادة الليبيين أنفسهم ودعا كافة الأطراف الليبية إلى الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة، ونبذ الفرقة والإقصاء لبناء دولة ليبية ينعم فيها الشعب الليبي بالأمن والاستقرار، بما يقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية”.

كما أكد  السبسي على أن المبادرة التونسية تستمد روحها من الالتزام بالقرارات الأممية، مبرزا في هذا الإطار “أهمية التعاون مع منظمة الأمم المتحدة في ترتيبات العملية السياسية لإنهاء الأزمة”.

وكشف  في هذا السياق، “أن المبادرة التونسية لحل الأزمة الليبية ترمي إلى مساعدة مختلف الأطراف الليبية وتشجيعها على الحوار من أجل بلوغ الوفاق المنشود خدمة لمصلحة ليبيا وتونس ودول الجوار”. وتابع: “أن التنسيق جار خاصة مع كلّ من الجزائر ومصر لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها”.

 كما اجرت تونس مباحثات مع الجانب الأميركي، حيث كانت تطورات ومستجدات الوضع في ليبيا والسبل الكفيلة بالتوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة، محور لقاء جمع مؤخرا بين وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، والمبعوث الأميركي إلى ليبيا، جوناثان واينز.

أثناء اللقاء، جدد الوزير التونسي التأكيد على موقف بلاده، الداعم لحكومة الوفاق الوطني، باعتبارها حكومة شرعية، تتمتع بإجماع دولي، ومساندة تونس لكل الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية، في إطار الحوار بين مختلف الأطراف الليبية تحت مظلة الأمم المتحدة.

كما أكد حرص تونس على جمع الليبيين وتشجيعهم على الحوار للتوصل إلى توافق دون التدخل في شؤونهم الداخلية، مجدّدا دعوة المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته في الدفع نحو حل شامل في ليبيا يجنب هذا البلد المزيد من الانزلاق نحو الفوضى ويعيد له الأمن والاستقرار.

من ناحية أخرى، أكد بيان صادر عن الخارجية التونسية دعم الإدارة الأميركية لسعي تونس إلى لمّ شمل الليبيين، وحرصها على تجنّب استمرار الأزمة، والحفاظ على وحدتها الترابية، واسترجاع أمنها واستقرارها.

وأضاف البيان أن الدبلوماسي الأميركي شدّد على موقف إدارة بلاده الداعم للشرعية الدولية في ليبيا، والاتفاق السياسي في الصخيرات والمؤسسات المنبثقة عنه، خاصة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

وأكد حرص الولايات المتحدة على دعمها كل المبادرات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا، والانطلاق في إعادة الإعمار، وفق نص البيان.

كل هده المساعي من الرئاسة و الخارجية التونسية تهدف الى ايجاد حل للازمة اليبية التي امتدت ظلالها على الدول الجوار و لعل تفاعل كبير من الجانب الليبي يبرز من خلال وجود عدد كبير من اللبين في تونس وعقد لقات و اجتماعات هامة و اللقاءات المتكررة للسراج مع الخارجية التونسية و قد كان اخرها الاسبوع الفارط قبل التوج لمصر لمقابلة حفتر 

حيث حظر  رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج  و خميس الجيهناوي اجتماعا ، قدم خلاله عرضا شاملا للجهود المبذولة في إطار مبادرة الرئيس التونسي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.

و قد ثمن السراج الجهود التي تبذلها تونس ومصر والجزائر في إطار الإعلان الوزاري للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا.

كما تطرق اللقاء أيضا إلى واقع العلاقات الثنائية التونسية الليبية، وسبل الارتقاء بها في المجالات كافة .لكن الملاحظ هو عدم تفاعل الطرف الثاني في النزاع الليبي وهو خليفة حفتر الذي امتنع عن الحضور الى تونس رغم ان الدعوة وجهت له في اطثر من مناسبة و لعل السبسب يرجع حسب بعض الخبراء في الشان الليبي على غرار 

 المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان  الذي يرى أن “تحفظ حفتر على زيارة تونس والمشاركة في المفاوضات التي تقودها يعود إلى تأزم العلاقة بين الطرفين منذ فترة حكم الترويكا،

و دعم تونس للطرف الذي يحكم الغرب الليبي فرضه الأمر الواقع، باعتبار أن مصلحة تونس مع الجزء الغربي من ليبيا القريب منها أكثر من الشرقي البعيد عنها جغرافيا وعلاقاتها أقوى منذ التاريخ مع هذا الجزء سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية أو حتى العلاقات الاجتماعية بين مواطني البلدين.

ربما كان لعدم تفاعل حفتر مع مبادرة تونس في تسوية الازمة الليبية و عدم الاتفق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على بعض النقاط ساعد على تغيير وجهة اللقاءات لتنطلق حياكة مسار جديد بنفس تونس في الامارات حيث 

التقى رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، مع القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، في أبوظبي، وقد انتهى اللقاء بالاتفاق على النقاط التالية:

تشكيل هيكل جديد اسمه “مجلس رئاسة الدولة” الليبية، يضم كلاً من:

رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح
رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج
قائد الجيش الوطني، خليفة حفتر

وتم الاتفاق أيضا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد 6 أشهر من الاتفاق. وأيضا الاتفاق على حل التشكيلات المسلحة وغير النظامية. وكذا الاتفاق على مواصلة محاربة الاٍرهاب حتى القضاء عليه نهائياً. إبعاد النزعة الأيديولوجية أو الحزبية أو المناطقية على الحكومة المقبلة تشكيل “مجلس أعلى للدولة” الليبية بعد لقاء السراج مع حفتر في أبوظبي ليبيا.

وأخيرا الاتفاق على ضرورة الامتثال لجميع الأحكام القضائية التي تصدرها المحاكم الليبية.

من جهتها، أعلنت دولةالإمارات العربية المتحدة عن تحقيق تقدم ملموس في الوساطة والتوفيق بين أقطابالأزمة_الليبية، داعية المجتمع_الدولي إلى تجنب تعزيز المزيد من الانقسامات في ليبيا.

وأوضحت الإمارات أنها ترفض أي تدخلات عسكرية في ليبيا لحل الأزمة الحالية وأنها مع الحل السلمي وتنفيذ الاتفاق السياسي للخروج من المأزق الحالي ومع دور الوساطة لوقف إطلاق النار في الجنوب ومناطق الصراع الأخرى، كما أنها تدعم توحيد الجيش تحت قيادة عسكرية موحدة تضمن سلامة وأمن البلاد.

 كما كان الحديث عن لقاء بين حفتر و السراج في القاهرة السبت الفارط للاستكمال المشاورات و الحوار كما 

أجرى القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مباحثات ثنائية خلال لقائهما  بالقاهرة ، استعرضا فيه آخر التطورات السياسية في ليبيا.

حيث أكد الرئيس المصري على أن مساعي بلاده مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل إلى صيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها في اتفاق الصخيرات.

كما شدد السيسي على أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي وإعادة وحدة المؤسسة العسكرية على يد أبناء ليبيا
من جانبه أشاد المشير حفتر بالدور المصري الهام في الأزمة الليبية ، مثمنا جهودها في مساعدة مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى توافق.

وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية ، فقد أكد الجانبان على أهمية استمرار الجهود من أجل مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية ، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة ويلبي طموحات الشعب الليبي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı