البانوسي بن عثمان: عن موجات الهجرة عبر المتوسط (1)

هذه الموجات البشرية للهجرة الغير شرّعية، الزاحفة نحو جغرافيا غرب اوربا، والتي تسعى بكل ما اوتيت من جهد، لتُأمن موطئ قدم لحياتها على ارض هذه القارة، والتي يرى فيها هؤلاء الزاحفون نحوها المكان اللائق، الذى يحوى مقومات وامكانية الحياة الكريمة، حققته هذه القارة  بفعل جُهد وجدْ ومثابرة مواطنيها. ونشاهد نحن المُتتبعين لهذا الشأن، المُحمل بالكثير من التأثير الكارثي على مسار حياتنا داخل بلداننا. عندما تتُحوّل جغرافيتها بهذا الحراك المُهاجر  الى مَعّبر لمواكب هؤلاء الملونين.

نُشاهد هذا، وعبر شاشة التلفاز  كيف تنّفتح  وبالتناوب امام هذه الحشود الزاحفة بوابة جنوب المتوسط، لتخوض امواجه الصاخبة، حتى تنتهى بها الى ضفته الشمالية عند جنوب اوربا على شواطئ (لنبد وزة) الايطالية. وعندما تغُص بوابة جنوب المتوسط (بالملونين) وتقفل في وجوههم. تَنّفتح وبقدرة قادر بوابة البلقان امام تزاحم هذه الكتل البشرية المُهاجرة، لتسيح على اراضيه، ولا تحط ترّحالها الا عند ابواب اوربا الغربية.

هذا التناوب الغريب في الفتح والقفل لا يتأتى – في تقديري – على نحو عفوي، ويشكك ايضا في كل التحاليل التى تقولها افواه وسائل الاعلام المعاصرة التى ترد -ودائما- هذا الحراك الزاحف نحو غرب اوربا، الى الادارة الفاشلة لشئون حياة هؤلاء المهاجرين داخل بلدانهم الاصلية. قد نقبل بهذا القول، ولكن وبقدرْ، لأنه – في تقديري – لا يقول كل الحقيقة، فالإدارة الفاشلة لشئون حياة هؤلاء داخل بلدانهم، قد تخّلق البيئة المناسبة والحاضنة الجيدة لولادة (قابلية) الهجرة والرحيل لدى هؤلاء، ولكن هذه القابلية للرحيل والهجرة تضل كامنة نائمة في نفوسهم، لمحدودية قدراتهم الذاتية (بدنية، نفسية، مادية) هذا بالنسبة لموجات الملونين العابرة للمتوسط.

ومن حيث ان الحال هذه، لهؤلاء الملونين. تنهض في رؤوسنا علامة استفهام بحجم هذه الحشود التى تخوض المتوسط بالمئات، ميممه بوجهها، نحو الشواطئ الجنوبية لأروبا الغربية. وبقول اخر هذه القابلية للرحيل والهجرة تحتاج الى مُحفّز ومًنشّط يبعث فيها الفعل لتتعيّن في الواقع المعاش، في هيئة حراك مهاجر نحو جغرافيا غرب اوربا. فمن الذى وراء هذا المُحفٍز والمُفعِل لهذا الحراك الهائم على وجهه؟؟ يهش به علي هذه السائمة ليسًوقها نحو بوبة المتوسط الجنوبية تارتا، وتارتا اخرى الى بوابة البلقان الشرقية. ونحن وبلداننا نكون ضحاياه، اسوتا بهؤلاء المهاجرين البؤساء.

نحن نحاول ُبهذه الكلمات مُقاربة، هذا المُحفِز والمُفعِل، لمواكب هذه الهجرات البائسة، علّنا بها نتمكن من تحديد ملامحه ومعرفة هويته المُشوهة. فهو بفِعله هذا  – وهو يعّلم يقيننا – يقوم بزرع بذور الكراهية له داخل صدورنا، والتى قد تُزهر غضب مدمر قد يطاله ذات يوم. ولهذا نراه يتخفى ويستتر وراء واجهات واسماء، في دول وظيفية اقليمية جاء بها الى هذا العالم، لتقوم بأعماله القذرة بالإنابة عنه، وفى اسماء مُعوّلمة في شخصيات. فكرية. سياسية. دينية. فنية. وفى كل مجلات الحياة. تتصدر المشهد في وقتنا هذا، لتقول ما يود قوله وبالأدوات المناسبة، بأسلوب ناعم حينا، وخشن احياننا. من خلال ابواقه الإعلامية حينا، وفوهات مدافعه احياننا. جاعلا من هذه الاسماء والواجهات (منشفة) يضعها بينه وبين ما قد يطاله من رداد افعاله الشائنة.

لكن دعونا نعود لنقول، بان هذا الجموع  البشرية المرّتحلة، عبر المتوسط وأراضي البلقان، والمُيممة بوجهه صوب أراضي غرب اوربا. لا شك بانها تُربك وتُقلق بل وتُخيف مواطني تلك الأراضي المُتمدينة، وذلك يبدو ظهرا وبوضوح للمُتتبع في الجدران الشائكة التى تقيمها على حدودها، في وجه هؤلاء المهاجرين لتعيق بها تقدمهم، وفما تنقله  شاشات التلفاز من توالى جلسات البرلمان الاوربى الباحث عن مخرج لهذه الازمة التى تقلقه وتُربك راحة مواطنيه، وفى ردود فعل غاضبة في شوارع غرب اوربا من منظمات المجتمع المدني، التى نشاهدها ونسمعها احياننا ترفع وتهتف بشعارات عنصرية متطرفة، مناهضة لهؤلاء المهاجرين. وبصيغة اخرى، كنت احاول ان اقول، بان مُحفزي ومُنشطي هذه الامواج البشرية المُهاجرة، كانوا بهذا ودائما يسعون الى ارباك واقلاق الحياة داخل جغرافيا واجتماع غرب اوربا.

ولكن لماذا كل هذا؟ اعنى لماذا الدفع بهؤلاء المساكين لخوض مياه المتوسط ليتصيد الموت جلّهم بجرهم الى الاعماق ليكونوا وجبات للأسماك، او يتقياهم جثت هامدة منّتفخة على شُطآنه. وفى سوّق تلك الحشود البشرية، بأعداد هائلة عبر أراضي البلقان المغلفة بمواسم  الصقيع، كي يتخطف اطفالهم الموت المُتجمد بيسر بالغ. هل كل هذا للضغط على غرب اوربا لتدجينه وتطويعه. لأنه لم ينّجر وينساق وراء غرب الأطلسي (الانجلوسكسونى) بقيادة الثنائي (بلير-بوش) في حربه على العراق سابقا وما يدور في سوريا وشرق المتوسط لاحقا وحتى اللحظة.

لكن دعوني قبل ان اقفل حديثي هذا، والذى قد اعود لاستكماله في وقت لاحق، اقول مستدركا: بان من الاسباب الرئيسية لتعثر وارتباك الشأن الليبيى – في تقديرى – يرجع الى اسّناد متابعة هذا الملف داخل اروقة الهيئة الاممية، لهذا المندوب الانجلوسكسونى العتيد، التى كانت علاقته بحوض المتوسط علاقة سالبة في غالب حالتها. وبلاده  تبّعد كثيرا عن هذا الحوض، بل تفّصله عنها بحار وقارات ومحيطات، وهو الذى الّقمت بلاده رفيقها الأمريكاني معلومة استخباراتية كاذبة، جرّته بها الى حرب دمرت العراق ولازال يُعانيها.

وهنا اصل الى استفهامي المُتسائل، هل من الصائب تسليم ملف يضم رقعة جغرافية واسعة كليبيا بموارد طبيعية كبير على موقع استراتيجي هام، يضم ملايين البشر، لمندوب يتحلى بهذه الموصفات العتيدة؟؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı