الأمين العامّ السّابق للتّجمّع الدّستوري المنحلّ محمد الغرياني: عبير موسي ظاهرةٌ مستجدّة غريبة عن العائلة الدستورية

قال الأمين العامّ السّابق للتّجمّع الدّستوري المنحلّ محمّد الغرياني، إنّ “عبير موسي ظاهرةٌ مستجدّة وغريبة عن العائلة الدّستوريّة”، معربًا عن استغرابه من تأثّر بعض الدّستوريّين بها”.

وأوضح محمّد الغرياني في حوارٍ مع صحيفة “لوبوان” أنّ بروز عبير موسي واستمرار قدرتها على التّأثير على طيفٍ من الدّستوريّين، “إن هو إلاّ تأكيدٌ على عمق الفراغ البرامجي والسّياسي والفكري الّذي يقع التّغطية عليه برفع شعاراتٍ تحمل معاني الكراهيّة والتّعصّب والتّشدّد”.

وأضاف :”خطاب عبير موسي مناقض للثقافة الّتي نشأت عليها أجيال من الدّستوريين، وهي ثقافة الدّولة والواقعيّة السّياسية في التعامل مع المستجدّات مهما كانت شدّتها”، معتبراً أنّ “عبير موسي ظاهرة ظرفيّة وزائلة لاغترابها وانبتاتها”، على حدّ تعبيره.

هذا وأوضح الأمين العامّ السّابق للتّجمّع الدّستوري المنحلّ أنّ عبير موسي “مغامرة”، وفق وصفه، متابعًا :”نحمد الله أنّها منحصرة في زاويةٍ صغيرةٍ ضمن الجسم الدّستوري التّجمعي وأعتقد أنّ هذا الجسم سيلفظ هذا الورم عندما تنضج اللّعبة السّياسية وتتوضّح قواعدها”.

وعلى صعيدٍ آخر، بيّن محمّد الغرياني أنّ حزب “المبادرة” منسجمٌ مع أبعاد الفكر البورقيبيّ في “ديناميكيّته وتجدّده وفي قدرته على التّفاعل مع متغيّرات الواقع.. وينطلق الحزب من قراءة للتطوّر التّاريخي”.

وفي هذا الإطار، صرّح بأنّه وعقب 2011، “تمّ الانتقال من منظومةٍ سياسيّة مثّلت مركزيّةُ السّلطة فيها مصدرَ نسجِ مكوّنات المشهد السّياسي والاجتّماعيّ، إلى منظومةٍ تقوم على التّعدّديّة السّياسيّة وعلى الدّيمقراطية ويمثّل صندوق الاقتراع فيها، مصدر نسج المشهد السّياسي”.

وأشار الأمين العامّ لحزب التّجمّع الدّستوري المنحلّ في هذا الخصوص، إلى أنّ “حركة النّهضة اليوم مكوّنٌ من مكوّنات المشهد السّياسيّ، اكتسبت موقعها عبر انتخاباتٍ شرعيّة”، مشدّدا على أنّ “مرحلة الانتقال الدّيمقراطي والمصلحة الوطنيّة تتطلّب البحث عن التّوافقات لتوسيع قاعدة ومقوّمات الوحدة الوطنيّة وتعميق السّلم المدنيّ والمصالحة الوطنيّة بهدف تجنيب البلاد الانزلاق إلى الفوضى والعنف.

وختم محمّد الغرياني بالقول :”نحن نعتبر أنّ توفير الاستقرار هو من أهم اولويّاتنا حتّى نتجاوز مرحلة الانتقال الدّيمقراطي بكلّ تعقيداتها وقد اخترنا المساهمة في بناء المرحلة الانتقاليّة و لم نهرب من تداعياتها وإكراهاتها لأنّ الدّساترة قوّة بناءٍ وإصلاح”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *