الأتراك و المشاركة في الانتخابات المحلية : صناديق متنقلة في المنازل و مرضى و مقعدون و معمرون وصلوا بسيارات الاسعاف

شهدت الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا، الأحد، الكثير من الأحداث اللافتة و الغريبة و المدهشة التي أظهرت في مجملها الرغبة الجامحة للشعب التركي للمشاركة على أوسع نطاق في الانتخابات و تعزيز التجربة الديمقراطية في البلاد.
ويعتبر الشعب التركي من أكثر الشعوب في العالم مشاركة في الانتخابات، وتصل نسبة التصويت ممن يحق لهم الاقتراع في معظم الانتخابات إلى قرابة الـ90٪ حيث يشارك المرضى و كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة في التصويت.
و بناءاً على ذلك، نقلت مئات سيارات الإسعاف، آلاف المرضى من المستشفيات إلى صناديق الاقتراع في أغلب المحافظات التركية، وظهر المرضى وهم يدلون بأصواتهم من على أسرة سياسات الإسعافات بعدما جرى نقلهم بصعوبة بالغة إلى المراكز الانتخابية.
وفي السياق ذاته، وكما جرى في الانتخابات الماضية، خصصت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا مئات صناديق الاقتراع المتنقلة التي جرى ايصالها إلى آلاف المقعدين في منازلهم من أجل الإدلاء بأصواتهم بحضور لجان انتخابية ورقابية متنقلة من كافة الأحزاب.
وفي ظل تقارب نتائج الاستطلاعات حول نسب أصوات تكتلي المولاة والمعارضة حرصت الأحزاب التركية المختلفة على إيصال جميع ناخبيهم إلى صناديق الاقتراع عبر كافة الطرق، ووصل الصناديق عدد كبير من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم المئة عام.
وفي منطقة دينيزلي، التي شهدت زلزال بلغ قوته 5.5 درجات على مقياس ريختر قبل أيام، وخشية من الهزات الارتدادية جرى إقامة المراكز الانتخابية في شوادر قماشية في مناطق مفتوحة وذلك من أجل ضمان سلامة الناخبين وتشجيعهم على المشاركة في التصويت، حيث حدث بالفعل ما كان متوقعاً وسجل وقوع زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر دون تسجيل وقوع ضحايا.
وفي معظم المحافظات، وصل ناخبون إلى صناديق الاقتراع مرتدين الملابس التقليدية والخاصة بكل منطقة ومنها الملابس العثمانية التاريخية، وبعض الأزياء التي اشتهرت في المسلسلات التاريخية التركية، كما وصل سكان القبائل العربية في جنوب البلاد إلى صناديق الاقتراع بأزيائهم العربية التقليدية.
وجاء أحد الناخبين إلى صندوق الاقتراع بصحبة طائر «الببغاء» الذي يربيه حيث أوكل إليه مهمة وضع ورقته الانتخابية داخل صندوق الاقتراع، فيما وصل أحد المرشحين لمنصب مختار إحدى المناطق على ظهر خيل قاد من على ظهره حملته الانتخابية على مدى الأسابيع الماضية، في حين اصطحب الكثير من الناخبين حيواناتهم الأليفة التي يربونها معهم إلى صناديق الاقتراع.
وكعادتها اصطحبت العائلات التركية أطفالها إلى اللجان الانتخابية، لكن وفي حادقة غريبة، اصطحب أحد المواطنين الأتراك في أحد ضواحي إسطنبول «خروفاً» معه إلى اللجنة الانتخابية قائلاً إنه يرافقه على مدار الساعة ولا يمكنه التحرك بدونه.
وفي إحدى اللجان الانتخابية التابعة لولاية كيلس جنوبي البلاد، جرى اغلاق اللجنة الانتخابية عقب دقائق من افتتاحها بعدما أدلى جميع الناخبين المسجلين فيها والبالغ عددهم 21 ناخباً بأصواتهم في الدقائق الأولى، فيما أنهى 23 ناخباً التصويت لانتخاب مختار قريتهم بولاية باطمان خلال دقائق، حيث أقيمت اللجنة الانتخابية داخل منزل مختار القرية الذي أدلى بصوته من داخل منزله.
وفي إحدى المناطق التابعة لولاية شانلي أورفا قرر قرابة 200 ناخب هم جميع سكان المنطقة مقاطعة الانتخابات بشكل جماعي وذلك بحجة عدم تلقيهم أي خدمات في المنطقة من جميع الأحزاب، حيث خوت اللجنة من أي ناخب على الإطلاق.
وفي إزمير، أثار أحد الناخبين حالة من الازدحام والفوضى في أحد اللجان الانتخابية بعدما ظن المتواجدين في هذه اللجنة أنه مرشح بلدية إسطنبول «بن علي يلدريم» قبل أن يتبين أنه مواطن آخر يشبه إلى درجة كبيرة يلدريم حيث تسابق عشرات الأشخاص الي التقاط الصور إلى جانبه.
وفي ولاية مالطيا، قتل شخصين في خلاف تطور إلى استخدام سلاح آلي داخل إحدى اللجان الانتخابية، فيما سجل تراجع كبير في عدد الحوادث التي عادة ما تشهدها انتخابات المخاتير في القرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *