اغتيال المهندس الطيار محمد الزواري : ثغرات أمنية وإدارية وراء ” غزوات” الإعلام الإسرائيلي والموساد لتونس .. بقلم كمال بن يونس

* اصلاحات فورية مطلوبة لقطاعات الامن والاعلام والاتصال

مرة أخرى تعاقب تونس التي ساهمت منذ عقود بأجيال من المتطوعين للكفاح من أجل فلسطين بانتهاك سيادتها الوطنية وحرمة أراضيها من قبل ” فرقة خاصة ” تابعة للمخابرات الاسرائلية الموساد ..

وبعد جرائم اغتيال مجاهدين من منظمة التحرير الفلسطيينة في حمام الشط في اكتوبر 1985 وزعيم الانتفاضة الاولى خليل الوزيرـ أبو جهادـ في أفريل 1988 ثم زعماء فتح ابو اياد وابو محمد وهايل عبد الحميد في جانفي 1991 جاء الدور على المهندس التونسي محمد الزواري الذي تعاون طوال 10 أعوام مع المقاومة الفلسطينية انطلاقا من سوريا ولبنان .

فما هي دلالات هذه الجريمة السياسية الدولية الجديدة ؟

ولماذا تعاقبت الثغرات السياسية والامنية والاعلامية بعدها إلى درجة ” تسلل” وفد صحفي اسرائيلي الى تونس وصفاقس و” نجاحه ” في اجراء ” بث” مباشر مع القناة العاشرة الاسرائيلية انطلاقا من شارع بورقيبة ثم تصوير مشاهد عديدة في مطار قرطاج والطريق السيارة تونس صفاقس وفي بيت الشهيد ومنطقة الجريمة ؟

تكشف ردود فعل قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل و” الهايكا” و نقابة الصحفيين التونسيين وهيئات اعلامية ونقابية وسياسية وحكومية عديدة أنها جميعا تعتبر ما حصل ” جريمة ارهاب دولة ” مارسته سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد تونس بما يتناقض مع القانون الدولي والمبادئ الكونية .

ولئن تأخرت ردود فعل عدة أطراف سياسية على جريمتي الاغتيال وعلى انتهاك سيادة الدولة وحرمة ترابها ، فإن اعتراف وسائل الاعلام الاسرائيلية ومسؤولين اسرائيليين بالجريمتين تطور الى ” استفزاز جماعي” للشعب والاعلاميين والنخب والسياسيين والنقابيين عندما بثت قناة اسرائيلية تقارير” مباشرة ” لموفدها من قبل العاصمة تونس ثم من بيت الشهيد في صفاقس ..

من المسؤول ؟

وقد أدت أوساط مسؤولة في رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان و” الهايكا” ونقابة الصحفيين واتحاد الشغل للصباح على أمرين :

· الأول وجود ثغرات أمنية وسياسية وادارية واعلامية تسببت في جريمتي الاغتيال وتسلل الوفد” الصحفي” الاسرائيلي الى بيت الشهيد وشارع بورقيبة في العاصمة على بعد عشرات الأمتار من وزارة الداخلية وسفارة فرنسا ..

· أن السلطات القضائية والامنية والسياسية التي ” تعاملت بحذر” مع الجريمة أول الامر تلقت أوامر واضحة للكشف عن ” كل المسؤولين عن الثغرات الامنية والاعلامية والسياسية والادارية ” التي تسببت في الجريمة .

ويمكن التوقف خاصة في بيانات اتحاد الشغل واتحاد المهندسين والنقابات والاحزاب على ” العلاقة الكاملة ” بين ” محطتي ” العدوان المزدوج ” الذي تعرضت له تونس خلال أيام قليلة : الأول عبر رصاص الارهابيين الذي اغتالوا المهندس محمد الزواري والثاني عبر ” كاميرا” القناة الاسرائلية التي رتع فريقها في البلاد شرقا وغربا ثم ” أهدى ” جمهوره صورا “رمزية ” استفزازية التقطها من مطار قرطاج …للبرهنة على ” سهولة ” انتهاك الخطوط الحمراء الامنية في البلاد ؟؟

تونس في حرب مفتوحة مع اسرائيل

وقد كانت ردود فعل نقابة الصحفيين واتحاد الشغل والمهندسين واضحة من حيث تذكيرها بالاطار القانوني للعدوان الاسرائلي المزدوج الجديد على حمام الشط في اكتوبر 1985 عندما كان الاستاذ الباجي قائد السبسي وزيرا للخارجية في حكومة المرحوم محمد مزالي .

فقد بنيت الشكايات الدولية التي رفعتها في المؤسسات الاممية بعد ذلك العدوان ثم بعد اغتيال ابي جهاد في 1988 على اعتبار” تونس في حالة حرب مع اسرائيل ” التي انتهكت اراضيها . كما أصدرت دولة تونس مرارا بعد ذلك مواقف واضحة فحواها أنه ” لا مجال لاعلان صلح نهائي قبل اعتراف سلطات اسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس العربية ” .

اغتيال آلاف العلماء

في نفس السياق اعتبرت هيئة اتحاد المهندسين ـ التي تمثل حوالي 70 ألف مهندس تونسي ـ أن جريمة اغتيال زميلهم قرب بيته في صفاقس ” حلقة جديدة من اغتيالات بالجملة تستهدف منط ربع قرن الاف المهندسين والعلماء العرب والمسلمين في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وايران وفي المهجر..من قبل الموساد ومخابرات دول استعمارية عديدة تحرص على منع الدول العربية والاسلامية والافريقية من التحرر من التخلف والتبعية والفقر ..”

الاسباب العميقة للثغرات ؟

لكن ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الاعلام الاكتروني أجمعت على مطالبة كبار المسؤولين في الدولة والمؤسستين الامنية والقضائية على البحث عن الاسباب العميقة ل” للهجوم المزدوج” الذي تعرضت له تونس منذ يوم الخميس الماضي.

ومن بين ما يثير الانتباه أن بعض الصحف والمواقع الالكترونية ـ مثل جريدة ” اوداس” التي يديرها الاعلامي سليم بقة ـ نشرت قبل ايام تقارير مطولة حذرت مما أسمته ” وجود 300 عضو من أعضاء الموساد في تونس “؟؟

وربطت مواقع كثيرة وشخصيات ومنظمات ” مناهضة للتطبيع ” ـ مثل السيد أحمد الكحلاوي بين ” خلايا الموساد” في تونس وبعض المنظمات ” الامريكية و الأورية المشبوهة “(؟؟) التي اصبح لديها مئات ” العملاء ” من جنسيات مختلفة تحت يافطات عديدة من بينها ” دورات التدريب” و” نشر ثقافة حقوق الانسان “..ومن بينها ” فريدوم هاوس”و”هيومن رات ووتش”(؟؟)..

من هم ” الوسطاء” ؟

وإذا سلمنا بكون ” البث التلفزي المباشر” من قبل شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة ثم من صفاقس استوجب ” تأجير اقمار اصطناعية وتجهيزات تصوير متطورة ” فان السؤال الذي طرحته نقابة الصحفيين و” الهايكا” وشخصيات اعلامية وحقوقية وامنية مختصة : من كان ” الواسطة ” للوفد الاسرائيلي في مهمته بكل مراحلها ؟

ويعتقد كثيرون أن عنصر” حسن النية ” لا يمنع المحققين من البحث عن ” الخيط الاول ” الذي يمكن أن يوصلهم الى العصابات التي اخترقت حرمة تونس واعتدت على سيادتها الوطنية مرتين : الاولى بالرصاص والثانية عبر” البث المباشر” لقناة تابعة لسلطات الاحتلال الاسرائيلية .

الاسباب الهيكلية ؟

في المقابل أكدت لنا مصادر مطلعة أن حالات ” تسلل اعلاميين اسرائيليين الى تونس تعاقبت منذ انهيار النظام السابق في جانفي 2011 ” .

وقد سبق لقنوات تلفزية اسرائلية ان ارسلت موفدين بجوازات اوربية وروسية وعربية اجروا مرارا تحقيقات وحوارات مع سياسيين من مختلف التيارات وفي مختلف المواقع مباشرة بعد الثورة ثم في عهد كل الحكومات ..ومن بينهم من قدم نفسه بهوية اوربية او روسية او عربية ثم سجل باللغة العبرية فقرات من داخل جامع عقبة بن نافع وجامع الزيتونة ومن داخل البرلمان ؟؟

لماذا حصل كل هذا ؟

الاسباب كثيرة من بينها ” الثغرات الهيكلية ” داخل المؤسستين الامنية والعسكرية والادارات التي تشرف على قطاع الاعلام عموما والاعلام الخارجي خصوصا بسبب حل المؤسسات القديمة ـ مثل وزارة الاعلام ووكالة الاتصال الخارجي ـ دون احداث مؤسسات ” بديلة” توفق بين مهمة تسهيل مهمة الاعلاميين التونسيين والاجانب الاخبارية وواجب حماية أمن البلاد الداخلي والخارجي من الاختراقات ..

وفي كل الحالات لابد أن تؤدي جريمتا الاغتيال والاختراق الامني الى اصلاحات عميقة في مؤسسات الامن الداخلي والخارجي وهيئات التسيير لقطاعي الاعلام والاتصال ..

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı