احتفاليات في أجواء انتصارية .. يوم القدس العالمي … بقلم بحري العرفاوي

يوم القُدس العالمي هو “اليوم” الذي أعلن عنه زعيم الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979 بعد عودته من منفاه بستة أشهر وبعد الإعلان عن الجمهورية الإسلامية بأربعة أشهر فقط وكان أيضا قد اتخذ إجراء مهما لصالح القضية الفلسطينية حين أطرد سفير الكيان الصهيوني وحول تلك السفارة إلى مقر سفارة لدولة فلسطين. ومما جاء في نص الدعوة تلك:

“أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وان يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم”

Résultat de recherche d'images pour "‫بحري العرفاوي‬‎"
هذه الدعوة تتجاوز المعنى السياسي أو حتى الشعار الثوري لتتخذ طابعا قُدسيا في علاقة بمقدسات أربعة: القدس،رمضان،الجمعة وليلة القدر، فهي “دعوةٌ” مَكنوزة بالدلالات ومشحونة روحانيةً قُدسِيّةً نظرا لمكانة القدس في وعي المسلمين وفي معتقدهم ونظرا لما لشهر رمضان من فضل على بقية الأشهر كونه شهر الترقي الروحي والتسامي الوجداني وكونه شهر نزول القرآن الكريم وكونه شهر ليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر، ونظرا لما للجمعة من منزلة في منظومة الشعائر التعبدية ومن قدسية أيضا في سائر أيام الأسبوع.

Résultat de recherche d'images pour "‫يوم القدس العالمي احتفالات‬‎"
هذا “اليوم” يوم القدس العالمي هو مُستخرجُ من كيمياء الغيب ومن زمن المعنى والقيمة والسمو الروحي، إنه “يوم” تتوفر فيه كل فرص الانتصار للأمة حين يستجمع المسلمون طاقاتهم الروحية والفكرية والمادية بوجه عدوّ واحد عَنْوَنه الإمام الخميني ب”الاستكبار العالمي” وقد جاء في خطاب الدعوة تلك :”يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين…إنه يوم مواجهة الشعوب ـ التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها ـ للقوى الكبرى”

Résultat de recherche d'images pour "gaza"
غير أن ما تمر به أمتنا من أحداث عاصفة شتتتْ شملها وأدخلتها في صراعات بينية لا يستفيد منها إلا أعداؤها حين أصبحت أمتنا تدفع من مالها ومن شبابها لإشعال حروب أعدائها ضدها،حين تناسى المسلمون معاني الوحدة في قُدُسية رمضان والجمعة والقدس وليلة القدر تحولوا إلى ملل وطوائف ومذاهب يُعادي بعضها بعضا ويُصبح أعداء الأمة أصدقاء لبعض مسؤولي العرب والمسلمين يستعينون بهم ضد خصوم من العرب والمسلمين أنفسهم.

Résultat de recherche d'images pour "‫القدس‬‎"
إن إيماننا يُلهمنا التفاؤل دائما، لذلك نحن مستشرفون لمستقبل للأمة أرقى وأنقى خاصة وقد بدأت تتكشف خيوط المؤامرة وبدأت تتعرى غُرفُ “الفتنة” التي غرقنا فيها سنوات دامية.
احتفاليات يوم الجمعة 26 رمضان 1440 ه ستكون بإذن الله احتفالياتٍ بطعم التحدي ونشوة الانتصار وأشواق التحرر ، احتفاليات على وقع تراجع المشروع الصهيوني أمام صمود محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقف مكابرة بوجه قوى الاستكبار العالمي ومحور الشر وشبكات الإرهاب، الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي تحت وطأة الحصار الاقتصادي ووقع التهديدات العسكرية وحملات التشويه الإعلامي لم تتخل عن عنوان ثورتها وبوصلة مقاومتها ولم تكف عن رفع عنوان “القدس” ولم تتأخر عن دعم كل المقاومين بالمال والإعلام والسلاح.
احتفالية هذه السنة كما قال عنها الإمام خامنئي هي أهم من كل احتفاليات الأعوام الفارطة لكونها تحدث وقد بلغ الصراع أعلى مراتبه وقد بانت بشائر النصر وسينال شرفه كل من أسهم فيه ولو بكلمة شجاعة ولن ينال دعاة التطبيع والمتآمرون إلا الخزي والمذلة والهزيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *