إرهاب الدولة.. في فلسطين والجولان

في خضم انشغال مئات ملايين المواطنين العرب والمسلمين وشعوب «دول عدم الانحياز» والمجتمعات الديمقراطية بالحروب والصراعات المدمرة التي يشهدها العالم تحت يافطة «الإرهاب» والحروب مع «داعش» وحلفائها، وقع تعيين إرهابي متطرف من أبناء «المافيا» الروسية السابقة وزيرا جديدا للدفاع (أو الحرب) في تل أبيب..

هذا القرار وقع «تمريره» بعد المبادرة الوقحة التي قام بها نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال عندما عقد اجتماعا لـ»مجلس الوزراء» في الجولان السوري المحتل.

هذان القراران انتهاك جديد للقانون الدولي وللمواثيق الأممية.. ومثل هذه الخطوات تتناقض جوهريا مع شعارات «السعي لإحلال سلام دائم وعادل» في فلسطين من جهة، وبين إسرائيل والدول العربية والإسلامية من جهة ثانية.

صحيح أن ميزان القوى اختل بشكل مفزع منذ عقود وخاصة بعد «الربيع» العربي لصالح سلطات الاحتلال الإسرائيلية على حساب الدول العربية وخاصة دول إقليمية عملاقة مثل مصر وسوريا والعراق وإيران..  

وصحيح أن «سلاح الدمار الشامل» الذي يجري استخدامه هذه المرة «فتاك».. لأنه يوظف المقدسات الدينية والمرجعيات الإسلامية توظيفا خطيرا جدا.. لتبرير الزج بآلاف الشباب والمراهقين في العنف والحروب الأهلية و»الطائفية» و»المذهبية» و»العرقية».

لكن ما يجري من انتهاك مفزع لحقوق الإنسان الفلسطيني والعربي من قبل سلطات إسرائيل في ظل صمت مريب من مجلس الأمن الدولي ومنظمات المجتمع المدني العالمية والتقدمية لا يمكن تفسيره بغير «الموافقة على إرهاب الدولة» الذي تورط فيه كبار صناع القرار في «حكومات الاحتلال الإسرائيلي».

من الضروري التنديد بالغلو والتشدد والعنف والارهاب وإن كان من بين المورطين فيه منتسبون إلى الثقافة العربية الاسلامية وشباب جاهل أو أمّي أو مريض نفسيا أو عاطل عن العمل يحمل جوازات سفر عربية وإسلامية..

لكن ارهاب الدولة الاسرائيلي مرفوض كذلك أخلاقيا وسياسيا وقانونيا وأمميا..

إن ليبرمان من بين مافيات روسيا السابقة الذين وصلوا الى السلطة قبل أعوام بسبب حملة انتخابية  من بين شعاراتها اتهام الزعيمين ياسر عرفات ومحمود عباس وكل قيادات حركة التحرر الوطني الفلسطينية بالإرهاب.

 على قادة الدول العظمى أن يدركوا ان اختلال موازين القوى الحالي لغير صالح شعب فلسطين والدول العربية والاسلامية والافريقية لا يعني سقوط الحقوق الوطنية بالتقادم.

إن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان وكل الاراضي المحتلة لا بد أن يزول. ومهما كانت الازمات الداخلية في فلسطين وسوريا ومصر ولبنان والاردن والعراق وبقية دول المنطقة فإن احتلال فلسطين والجولان والقدس سوف يبقى مرفوضا.. مرفوضا.. مرفوضا..

ولا بد أن تتغير موازين القوى يوما لصالح أنصار السلام الحقيقي ضد محترفي إرهاب الدولة والمورطين في جرائم الارهاب الفردية التي لا  تخدم الا مصالح الاستعماريين الجدد ومافيات الفساد والاستبداد..

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *