أنقذوا الكشافة والشباب بقلم كمال بن يونس

أوقف عون الأمن سائق الحافلة ..وبعد أن تثبت من وثائقها القانونية اكتشف أن طابع الجولان «الفينيات» غير موجود..

تثبت في الأمر ثم أعلم السائق بقرار « حجز الحافلة» ..بالرغم من كونها تابعة لمنظمة الكشافة التونسية..

بعد الثبت في الأمر تبين أن المنظمة الكشفية لديها 4 حافلات صغيرة حصلت عليها في شكل « هدية من رئاسة الجمهورية « قبل أكثر من 10 أعوام ..وهي حافلات لا تدفع « معلوم الجولان « في سياق تشجيع المنظمات الشبابية والمجتمع المدني..

حاولت القيادة العامة للكشافة التونسية تسوية الوضعية فعجزت ..بل وقعت مطالبةالمنظمة الكشفية بتسديد كل الديون المتأخرة دفعة واحدة ..مع الخطايا..منذ « ما قبل الثورة«..

وعجز وزير المالية ـ وهو كشاف سابق ـ عن إنقاذ الموقف ..؟؟

وعجز غيره من « كبار المسؤولين» في الدولة تدارك الآمر..

وكانت النتيجة تعطيل الحافلات الأربعة ..ثم حرمان آلاف الأطفال والشباب من استعمالها في تنقلاتهم في اتجاه المخيمات..

لماذا ؟

هل هي البيروقراطية ؟

أم العجز؟

أم المرور من « رداءة الدكتاتورية « الى « دكتاتورية الرداءة «؟

** تحاورت مع قيادي في الكشافة التونسية فأعلمني أن المنظمة حصلت على هبة ب4 حافلات صغيرة أخرى تبرعت بها سفارة أجنبية بتونس .. لكنها عجزت عن الحصول عليها وتوظيفها لفائدة الأطفال والشباب..

لماذا ؟

لأنها عجزت عن تسديد « المعاليم القمرقية«

ـ وهي حوالي 300 ألف دينارـ خاصة أن « منح تشجيع الجمعيات الشبابية أصبحت هزيلة جدا أو غير موجودة ..» منذ الثورة«..

هل يعقل هذا عام 2016 ؟

هل يمكن قبول «لامبالاة « البرلمان والحكومة والمجتمع أمام مسار» تهميش « المنظمات الشبابية القليلة المؤهلة لتنمية قدرات ملايين الاطفال والشباب وانقاذهم من مخاطر الاخفاق والاحباط والمخدرات والانحراف والجريمة المنظمة ؟

لماذا لا تصدر رئاسة الحكومة او المؤسسة التشريعية قرارا خاصا يستثني الكشافة التونسية من الاداءات والضرائب مادامت قد اثبتت منذ أكثر من 80 عاما نجاعتها ؟

أليس من الافضل دعمها عوض عرقلتها عساها تساهم في استقطاب مئات الاف الشباب والاطفال التائهين بين مجتمع متأزم وشوارع غزتها عصابات التهريب والجريمة المنظمة ؟

هل يعقل أن تهدر المليارات من أموال الدولة في محلها وغير محلها ويقع « التشدد» في منع المنح عن جمعيات مفيدة مثل الكشافة التونسية وبعض الجمعيات الخيرية التي تجلب لتونس مجانا حافلات وسيارات إسعاف وتجهيزات الكترونية يمكن ان يستفيد منها الفقراء وضعاف الحال وأبناء الطبقات الوسطى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *