أمينها العام في ختام زيارته لتونس: نتطلع لرئاسة تونس مجلس الجامعة العربية

◄ 15 مليون سوري شردوا من ديارهم ووطنهم
◄الدولة الوطنية مهددة بالتقسيم ودورنا المحافظة على وحدتها
أعرب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في ختام زيارته لتونس عن تطلع مجلس جامعة الدول العربية إلى رئاسة تونس للدورة الجديدة للمجلس التي ستمتد من 8 سبتمبر الجاري الى شهر مارس القادم موعد القمة العربية الدورية.
ونوه أبو الغيط بنتائج محادثاته في تونس مع الرئيس الباجي قائد السبسي ومع رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الخارجية خميس الجهيناوي ومع الامين العام المساعد للجامعة رئيس مركز تونس عبد اللطيف عبيد والمديرين العامين لمؤسسات العمل المشترك المستقرة بتونس. وتوقع الامين العام أن يكون تقرير الامانة العامة في الاجتماع الجديد لمجلس وزراء الخارجية العرب مناسبة لعرض متابعة المؤسسات المختصة في الجامعة لمقررات القمة العربية التي نظمت قبل أسابيع في نواكشوط عاصمة الشقيقة موريتانيا.
وقلل أبو الغيط من مبررات التشاؤم بمستقبل الأمة العربية رغم الحروب التي تستهدف عددا من دولها ـ وخاصة سوريا والعراق واليمن وليبيا ـ واعتبر أن «الأمم لا تموت مهما كان حجم المؤامرات التي تحاك ضدها».
15 مليون نازح ولاجئ
ودعا أبو الغيط الدول العربية الى مزيد دعم مؤسسات العمل المشترك حتى تنجز مهمات خطيرة وملحة من بينها حاليا «معضلة الـ15 مليون مواطن عربي سوري الذين أصبحوا مشردين خارج ديارهم ومواطنهم بين نازح ولاجئ».
وأقر أمين عام جامعة الدول العربية بكون الامانة العامة تفتقر إلى موارد وآليات تمكنها من معالجة مثل هذه المعضلات الانسانية المستعجلة، في مرحلة يتابع فيها العالم أن بعض الملفات السياسية والعسكرية والامنية الدولية ـ وبينها ملفات حروب سوريا والعراق واليمن وليبيا ـ أصبحت تناقش وتعالج بين وزيري خارجيتي واشنطن وموسكو بعيدا عن مؤسسات الأمم المتحدة وموفديها وخبرائها ومؤسساتها.
وفي المقابل يقع تدويل ملفات أخرى مع تغييب مقصود لمؤسسات جامعة الدول العربية ولصناع القرار فيها.
تفعيل مركز تونس للجامعة العربية
وماذا عن مستقبل مؤسسات العمل العربي المشترك التي يوجد مقرها المركزي في تونس منذ عودة الامانة العامة إلى القاهرة في 1991؟
الأمين العام للجامعة أعلن بالمناسبة عن ضرورة «تفعيل دور مركز تونس وتطوير عملية تنسيقه بين المؤسسات التابعة للجامعة في تونس وهي الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والهيئة العربية للطاقة الذرية واتحاد اذاعات الدول العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم (الألكسو).
وأورد أحمد أبو الغيط أنه يؤمن أن مركز تونس للجامعة العربية يمكن أن يساهم في تحسين التعريف بأنشطة الأمانة العامة والمنظمات التابعة لها في تونس والدول المغاربية وكامل المنطقة بما في ذلك المقررات الامنية والسياسية والأنشطة ذات الصبغة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
تحذير من تقسيم الدول الوطنية
وماذا عن آفاق تطوير التدخل العربي لتسوية الأزمات وإنهاء حروب الاستنزاف التي وقع تفجيرها في غالبية الدول العربية بصيغ متفاوتة؟
وهل يمكن وقف مؤامرات تقسيم المقسم وتجزئة المُجزّأ بعد قرن على الحرب العالمية الاولى واتفاقية «سايكس بيكو» اللتان قسمتا تركة الدولة العثمانية إلى أكثر من 20 دولة عربية و55 دولة إسلامية؟
أمين عام الجامعة العربية اعتبر أن «البراغماتية والواقعية تدفعانه إلى الاعتراف بكون حصيلة الحرب العالمية الأولى واتفاقية «سايكس بيكو» كانت «بناء الدول الوطنية العربية» الحالية. في المقابل فإن ما يشهده الوطن العربي الكبير منذ حرب الخليج 1990 ثم بعد تفجير «الربيع» العربي، هو محاولة تقسيم الدولة الوطنية العربية وتفكيكها وافتعال أزمات بين مكوناتها التي تعايشت طوال قرون.
انتقادات المثقفين
وقد خصص أمين عام جامعة الدول العربية في ختام زيارته الى تونس جلسة حوار مفتوحة شملت حوالي 20 مثقفا وسياسيا وديبلوماسيا تونسيا ومغاربيا ـ بحضور الدكتور عبد اللطيف عبيد الامين العام المساعد رئيس مركز تونس ـ استمع خلالها الى انتقادات بالجملة الى مؤسسات العمل العربي المشترك وإلى أداء جامعة الدول العربية خاصة خلال الاعوام الخمس الماضية وتحديدا في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وقد طالب عدد من المثقفين المشاركين في الحوار بتفعيل المهمات التربوية والاجتماعية والثقافية لمؤسسات جامعة الدول العربية بعد أن «تراجع دورها السياسي بسبب تدويل النزاعات التي تشهدها المنطقة».
لكن أحمد أبو الغيط رحب بمقترحات تطوير المؤسسات الثقافية والاقتصادية والعلمية للجامعة العربية في نفس الوقت الذي طالب فيه بتفعيل دورها السياسي «لأن انسحابها من الملفات السياسية سيعني مزيد تدويل قضايا المنطقة على حساب شعوبها ودولها».
تفاؤل حذر برز على لسان الأمين العام الجديد للجامعة بدور مؤسساتها وتشجيعات علنية وواضحة لمركز تونس ورئيسه الأمين العام المساعد عبد اللطيف عبيد، فهل تكون زيارته الاولى لتونس مؤشرا لإعادة الديناميكية إلى مؤسسات العمل المشترك في تونس وشمال إفريقيا؟

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *