أمير لواء روسي كبير في حوار مضيق في قرطاج: نعارض تقسيم سوريا والعراق ولن نتدخل في ليبيا

متحالفون مع إيران في سوريا ضد السعودية وأمريكا

استضافت مؤسسة الدراسات الاستراتيجية التابعة لرئاسة الجمهورية التي يرأسها الوزير حاتم بن سالم مساء أول أمس مدير عام مركز الدراسات الاستراتيجية في روسيا المستشار الاستخباراتي السابق للقيادة العسكرية الروسية أمير اللواء ليونيد ريشتينيكوفReshetnikov Leonid P.

هذا الجنرال والمسؤول الروسي الكبير حل بتونس على رأس وفد أمني عسكري ومجموعة من الخبراء في الدراسات الاستراتيجية وفي الشؤون العربية والاسلامية والمغاربية.

وقد كان للضيف الروسي حوار مضيق في دار الضيافة في قرطاج مساء اول أمس شمل المستجدات في تونس والمغرب والجزائر وتركيا مع التركيز على الملفين السوري والعراقي .وقد واكب الحوار عدد من الديبلوماسيين والشخصيات الاعلامية والامنية والعسكرية والسياسية التونسية بينهم المستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية أمير اللواء كمال العكروت.

وقد أعلن السيد حاتم بن سالم بالمناسبة عن ابرام المركز التونسي للدراسات الاستراتيجية والمركز الروسي بالمناسبة اتفاقية لتبادل الخبراء والدراسات والزيارات هي الاولى من نوعها بين تونس ومؤسسة روسية مماثلة.

بعد انقلاب تركيا الفاشل

وقد جاء في اجابات المسؤول الروسي على اسئلة «الصباح» أن «روسيا ستطور علاقاتها ايجابا مع تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها في جويلية الماضي ثم بعد لقاء القمة الذي جمع الرئيسين الروسي بوتين والتركي رجب طيب أردوغان“.

وقدم الجنرال ليونيد ريشتينيكوف خلال ردوده على اسئلة «الصباح» عرضا مطولا عن تطور العلاقات الروسية التركية قبل تفجير حرب سوريا في 2011 ثم أثناء محاولات قام بها الحلف الاطلسي وروسيا للتورط في حرب شاملة «تشغل روسيا عن سوريا وعن حلفائها“.

 وأورد المسؤول الروسي أن « تركيا بزعامة أردوغان تقف ضد روسيا في سوريا وفي المنطقة على غرار المملكة العربية السعودية والدول الخليجية وبقية دول الحلف الاطلسي». لكنه استطرد قائلا: «إن زيارة أردوغان الى روسيا تفتح فرصة لشراكة اكبر أمنيا واقتصاديا وسياسيا .وستدعم روسيا حركة تنقل السياح الروسي نحو تركيا مجددا رغم الخلاف السابق حول حادثة اسقاط الطائرة الحربية الروسية بقرار لم يصدره الرئيس أردوغان شخصيا

إيران حليف استراتيجي

وقد أطنب المسؤول الروسي خلال مداخلاته بالخصوص على كون «موسكو تعتبر ايران حليفا استراتيجيا في سوريا وفي معاركها ضد الحلف الاطلسي والولايات المتحدة وضد الميليشيات الارهابية التي تمولها عواصم خليجية بينها الرياض“.

وأورد ليونيد ريشتينيكوف مرارا أن «روسيا لن تتنازل عن حضورها في سوريا ولن تقبل ابدا بتقسيم العراق وسوريا ولو كان المقابل منحها منطقة نفوذ داخل سوريا المقسمة»، معتبرا أن «خلاف موسكو الرئيسي مع واشنطن وحلفائها هو الحفاظ على وحدة سوريا والعراق واستبعاد قيادات الجماعات الارهابية المسلحة من سيناريوهات التسوية السياسية ومن الانتخابات التي يمكن أن تنظم بعد وقف القتال“.

لن نتخل في ليبيا

وتعقيبا على سؤال حول احتمال تدخل القوات الروسية عسكريا في ليبيا «بهدف محاربة داعش والارهابيين على غرار ما فعلت في سوريا»، أورد الجنرال ليونيد ريشتينيكوف أن روسيا تعتبر أن ملف ليبيا من بين أولويات دول الاتحاد الأوروبي وهي ـ أي موسكوـ لا تنوي التدخل عسكريا في ليبيا على غرار ما فعلت في سوريا…لكنها ستتابع المستجدات في ليبيا والمنطقة مع الدول الأوروبية.

الا ان المسؤول الروسي أوضح أن المعلومات التي تملكها اجهزة الاستخبارات الروسية تجعلها تعتقد أن آلاف المقاتلين «الدواعش» ومن جيش «النصرة» والارهابيين المسلحين سوف يفرون من سوريا والعراق نحو ليبيا والدول المغاربية والافريقية.

تونس علاقات اقتصادية

وتعقيبا على التساؤلات الخاصة بمستقبل تطوير العلاقات الاقتصادية والامنية والسياسية بين تونس وموسكو، أورد المسؤول الروسي أن تونس ليست ضمن «العمق الاستراتيجي لروسيا» لكن العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية معها سوف تطور بنسق أفضل وأسرع بتشجيع من القيادة الروسية“.

من جهة أخرى قدم الجنرال ليونيد ريشتينيكوف انتقادات للعواصم العربية التي اتهمها بـ»دعم الارهاب» فيالعراق وسوريا وكامل المنطقة وعلى راسها الرياض . وأورد المسؤول الروسي أن «السلطات السعودية تقف ضد روسيا والنظام السوري وحاولت اقناعها بالانسحاب من سوريا مقابل مليارات الدولارات لكن موسكو رفضت، والسعودية تتحمل مسؤولية دعم الارهاب في سوريا والمنطقة»، لكنه استطرد قائلا: « السعودية دولة كبيرة ومهمة في المنطقة ونحن نحرص على مصالحنا معها وعلى تطوير الشراكة الاقتصادية معها إذا توقفت عن دعم الإرهاب“.

يذكر أن مؤسسة الدراسات الاستراتيجية التي يرأسها ليونيد ريشتينيكوف على ارتباط مباشر بالرئيس الروسي ومؤسسات الدولة الاستخباراتية العسكرية في موسكو مما أهل مديرها للحديث عن هوامش عن لقاءات حضرها الى جانب الرئيس الروسي مع شخصيات عالمية كبيرة بينها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ورئيس الحكومة الفرنسية الاسبق فيون ووزير الخارجية الامريكي سابقا هنري كيسنجر ومدير الامن القوميالامريكي سابقا بريجنسكي..

 كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *