أدونيس يخير العالم الإسلامي بين المجتمع العلماني أو "داعش"

يرى الشاعر السوري أدونيس أن الدين “بات صاحب النفوذ الأكبر في السلطة”، وذلك في مقابلة أجرتها معه “إفي” بمناسبة صدور النسخة الإسبانية من كتابه الجديد “العنف والإسلام”.

وقال أدونيس، واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد إسبر، “في عصرنا هذا، الذي يقال إنه عصر حديث، السلطة أصبحت معقدة. يمكن القول إن الدين تحول إلى أكبر صاحب نفوذ، رغم أن الدين ليس له التأثير نفسه في الدول العلمانية”.

ومن منزله الكائن في حي “لا ديفانس” بالعاصمة الفرنسية باريس، أشار أدونيس إلى أن الدين الإسلامي تم التلاعب فيه عبر استخدام مفاهيم الدين نفسه لكي يصبح أداة سيطرة خالية من الروحانيات.

كما أضاف: “في الإسلام الرسمي لا يوجد مفكرون. هناك بعض المتصوفين، ولكن الأغلبية منقادون.. العالم العربي يأتي في المؤخرة من حيث الحداثة، ولكنه أكبر مستهلكي ما تنتجه الحداثة”.

ويؤكد أدونيس، مرارا، أنه ليس ضد الإسلام، ولكنه يناهض استخدام الديانات السماوية- خاصة الإسلام- في خلق مجتمعات غير عادلة تلغي الإنسانية من أجل فكرة يعتقد أنها أسمى.

ويعتقد الشاعر السوري أن تقليد الطاعة العمياء وإلغاء الفردية أديا إلى ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الإرهابي، مبينا أن “داعش” عبارة عن قراءة متطرفة للإسلام، “لأنه، وبكل أسف، فإن التفسير السائد في الوقت الراهن (للإسلام) هو التفسير الوهابي”.

ويحذِّر أدونيس، أحد أشهر رموز الأدب العربي الذين لا يزالون على قيد الحياة، من أنه في حال عدم قيام المسلمين بفصل الدين عن السياسة والمجتمع والثقافة وتشكيل مجتمع علماني، “فإنهم لن يحصلوا سوى على تنظيم الدولة الإسلامية”.

وفي كتابه “العنف والإسلام”- وهو عبارة عن حوار مطول مع الدكتورة حورية عبد الواحد- أبدى أدونيس معارضته للثورات التي أطلق عليها اسم الربيع العربي؛ حيث يرى أنها بمثابة تراجع للدول التي نشبت بها.

وخلال مقابلته لـ”إفي”، أشار أدونيس إلى أنه لم يستطع السفر إلى سوريا منذ عام 2009، مبينا أنه لم يستطع السفر حتى عندما توفيت والدته نظرا لموقفه المعارض للنظام الحاكم في البلد العربي وضد ما أطلق عليها ثورة.

وقال إن النظام السوري والثورة “كارثتان لا يمكن وصف ما قامتا به”، كما انتقد أدونيس النظام السعودي لأنه يرعى، بشكل صارم، العقيدة التي تبناها المفكر ابن تيمية، مشيرا إلى أنها تمثل عنصرا من العناصر التي أدت إلى اتساع الفكر المتشدد، على حد تعبيره.

وتطرق إلى عدم وجود حركة فكرية تعارض ما ارتكبه الجهاديون ضد أعمال أثرية كبرى مثل ما حدث في مدينة تدمر السورية.

وصرح أدونيس: “بدلا من أن يساعد الغرب القوى الديمقراطية على عدم الخلط بين السياسة والدين، فإنه قام بالنقيض. أيضا لا يجب أن ننسى أن مطالبة إسرائيل بالاعتراف بها كمجتمع للدين اليهودي لعب دورا كارثيا في الدول العربية، ولكن لا أحد يود الحديث عن ذلك”.

ورغم كل ما قاله، إلا أن أدونيس لا يزال يتمتع بنظرة تفاؤلية، بحيث “هناك مكان للمسلمين في النظام الديمقراطي والمجتمع التعددي، ولكن ليس بشكل الإسلام الحالي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *