أبو يعرب المرزوقي: أردوغان حمى تركيا من “التمصير” وما فعله ضباط الجزائر في التسعينيات يفعله السيسي والأسد الآن

في تعليقه على نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا و التي حولت النظام الحاكم من برلماني إلى رئاسي، و في رده على مزاعم تحول أردوغان إلى دكتاتور، رأى المُفكّر التونسي محمد الحبيب (أبو يعرب) المرزوقي، دكتور الفلسفة العربية واليونانية، أن الرئيس التركي رجب أردوغان، أنقذ الجمهورية بفضل وعي شعبِه من “التمصير” بمحاولة الولايات المتحدة و إسرائيل و معونة خونة الداخل إيجاد “سيسي” جديد لمنع النهوض.

و تساءل المرزوقي في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، تحت عنوان: “أردوغان و محاولة التشكيك في دلالة نجاحه”، عن الأمر الذي “سيَقض مضاجع أعداء أردوغان ؟”، مبينًا أنه “بخلاف ما يتوقع الكثير ليس نجاحه فحسب بل أمور أخرى تحول دون كل مهارِبهم في محاولة التشكيك في دلالة نجاحه”.

و اعتبر أن أعظم ما كان سَيعزي أعداء أردوغان في الداخل والخارج على حد سواء يعود إلى الأمور التالية: ما يمكن من التشكيك في قابلية النجاح للتصديق بنسبته، فلو كانت النسبة أكبر مما كانت لسهل عليهم اتهامه بالتزييف.

وأضاف المرزوقي: “اتهموه لكن التهمة فاقدة للمصداقية بسبب كون النسبة صورة موضوعية لتوازن القوى السياسية، ولو حصل تزييف فكانت النسبة كبيرة لكانَت التهمة الثانية تتجاوز أردوغان وحزبه إلى نضوج الشعب التركي للممارسة الديمقراطية: أن تعكس توازن القوى”.

وأشار إلى أن “ما يظن علامة ضعف في النتيجة هو في الحقيقة سر القوة: فهي تبين أولا أن أردوغان لم يفعل شيئا ليزيف النتائج لا مسبقا ولا خلال الاقتراع. وتبين ثانيا أن الشعب التركي بلغ النّضوج الحقيقي للممارسة الديموقراطية فأضاف إلى قومته التي أفشلت انقلابا شارك فيه أعداء الداخل والخارج علنا”.

و تابع المرزوقي: “السؤال الآن -وهو من أسخف ما يرد على لسان عربي من طبالي حكام الاستبداد والفساد سواء كانوا من العسكر أو من القبائل هو ميل أردوغان للدكتاتورية. ولعل قولةَ ديغول (شارل) المشهورة تفهمنا معنى لحظات البطولة في تاريخ الأمم: اتهم بالميل الدكتاتوري لأنه وضع الخطة التي أرجعت لفرنسا منزلتها ودورها”.

وأردف: “لعلي لا أبالغ إذا قلت إن ما فعله أردوغان أعظم مما أنسبهُ إلى ديغول: فهذا أنقذ فرنسا مرتين أولاهما بمساعدة الغرب كله و الثانية بعدم تعطيله لها. لكن أردوغان و الشعب التركي الواعي و البطل أنقذ الجمهورية من “التمصير” بمحاولة أمريكا وإسرائيل و معونة خونة الداخل إيجاد سِيسي جديد لمنع النهوض.

 و في سياق آخر، أوضح “المرزوقي” في مجموعة تغريدات نشرها عبر حسابه بموقع التدوين المصغر”تويتر”، أن الغرب غير معني بالقضاء على تنظيم “داعش”، مؤكدا بأن التنظيم أداة لتحقيق مجموعة من الاهداف الغربية.

و قال: ” فلو كان القصد القضاء على داعش و مشتقاتها لسمح للعرب و الأتراك بحسم لأمر في لمح البصر. لكن القصد هو إطالة عمر ما صنعوه من جراثيم وفيروسات”.

و أضاف: ” و بين أن الأنظمة كانت أداة صنع الأداة لتؤدي وظيفتها: كذلك فعل ضباط الجزائر في العقد الاخير من القرن الماضي ويفعل بشار و السيسي إلخ..الآن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *