43 قتيلا على الأقل في انفجار استهدف لقاء لكبار العلماء بمناسبة المولد النبوي في كابول

سقط 43 قتيلا على الأقل و83 جريحا الثلاثاء في تفجير استهدف لقاء جمع كبار العلماء بمناسبة عيد المولد النبوي في قاعة أفراح بالعاصمة الأفغانية كابول. ويأتي الهجوم في وقت تصعد فيه حركة طالبان ضغوطها على قوات الأمن الأفغانية، فيما يكثف المجتمع الدولي جهوده لإقناع الحركة بالدخول في محادثات سلام.

أكد مسؤولون أن 43 شخصا على الأقل قتلوا في تفجير استهدف لقاءً لكبار العلماء في كابول الثلاثاء، في أحد أفدح الهجمات التي تستهدف العاصمة الأفغانية منذ أشهر.

ووفق المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح، أصيب 83 شخصا بجروح في التفجير الذي استهدف لقاء لمجلس العلماء بمناسبة عيد المولد النبوي. وأشار إلى أنّ 24 منهم في حالة حرجة.

ويأتي الهجوم عقب موجة من العنف في أنحاء أفغانستان في الأسابيع الأخيرة أدت إلى مقتل المئات مع تصعيد المتمردين لهجماتهم وسط جهود دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما.

تفجير انتحاري

وذكر بصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابول أن “انتحاريا فجّر نفسه داخل قاعة خلال احتفال لعلماء دين”، مؤكدا عدد القتلى والجرحى.

وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش أن عدد القتلى والجرحى “يزيد عن 50 شخصا” حتى الآن.

أما منظمة “الطوارئ” غير الحكومية الإيطالية فقالت إنّ 12 جريحا نقلوا لمرافقها كلهم “في حالة حرجة”.

من جهته، قال مدير قصر أورانوس للأفراح حيث أقيم لقاء العلماء لوكالة الأنباء الفرنسية، إن انتحاريا فجّر نفسه وسط التجمع.

وأضاف دون الكشف عن هويته “وقع عدد كبير من الضحايا، وقد أحصيت بنفسي 30 ضحية”.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها فورا عن الهجوم، إلا أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات الإرهابية التي شهدتها كابول مؤخرا وجعلت العاصمة أكثر المناطق دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين.

هجمات دامية

ويعد هذا الهجوم أكثر الهجمات دموية في العاصمة الأفغانية منذ الهجوم المزدوج على ناد للمصارعة في أيلول/سبتمبر الذي أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل.

وفي سبتمبر الفائت، فجّر انتحاري نفسه وسط احتجاج على تعيين مسؤول أمني محلي في إقليم ناننغرهار في شرق أفغانستان ما أسفر عن مقتل 68 شخصا وإصابة 165 آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء.

وفي جانفي الفائت، فجّرت حركة طالبان سيارة إسعاف مليئة بالمتفجرات في شارع مزدحم في قلب كابول، في اعتداء دام راح ضحيته أكثر من 100 شخص معظمهم من المدنيين.

وأسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي عن موجة من الهجمات الدامية في أنحاء البلاد ما أدى إلى مقتل وجرح المئات.

استهداف رجال الدين

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها علماء دين في هذا البلد المتدين.

ففي جوان الماضي فجر انتحاري نفسه قرب تجمع لرجال الدين في كابول بعد ساعة من إعلانهم مثل هذه الهجمات بأنها “إثم”.

اتفاق سلام مع طالبان

ويأتي الهجوم في وقت تصعد فيه حركة طالبان ضغوطها على قوات الأمن الأفغانية، بينما يكثف المجتمع الدولي جهوده لإقناع الحركة بالدخول في محادثات سلام.

والأحد، أعرب المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان عن أمله بتوصّل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى اتّفاق سلام خلال خمسة أشهر، رغم تكبيد المتمرّدين في الآونة الأخيرة القوات الأفغانية خسائر بشرية هي الأكثر فداحة.

وبعد عودته إلى كابول إثر جولة ثانية من لقاءات إقليمية يعتقد أنها شملت ممثلين عن طالبان، أبدى المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الأفغاني الأصل، “تفاؤلا حذرا” بإمكانية وضع حدّ للنزاع المستمر منذ 17 عاما قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 20 أفريل 2019.

ويقود خليل زاد، السفير الأمريكي السابق، جهودا دبلوماسية لإقناع طالبان بالانخراط في مفاوضات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وتعكس تصريحاته ما يبدو أنّه إلحاح متزايد لدى البيت الأبيض والدبلوماسيين الأمريكيين من أجل التوصّل سريعا إلى اتّفاق.

فرانس 24 / أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *